مع تفشي “كورونا” في القارة العجوز.. إيطاليا: المقاربات الأوروبية القديمة يجب أن تسقط
القامشلي – شيروان يوسف – نورث برس
تتحدث تحليلات صحفية عن أن الأزمة التي يمر بها العالم بسبب انتشار فيروس كوفيد-19"كورونا"، كشفت هشاشة العلاقة بين دول الاتحاد الأوروبي، في وقت تقف فيه إيطاليا عاجزةً أمام هول وسرعة تفشي الفيروس في أنحاء البلاد.
واعتبر الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتريلا، أمس السبت، أن "أوروبا تحتاج مبادرات جديدة"، مشيراً إلى أن "المقاربات القديمة يجب أن تسقط لأنها لم تنفع شيئاً مع المستجدات والواقع الراهن".
ولفت ماتريلا إلى أنه كان يأمل في أن يتحرك الجميع قبل أن يجتاح فيروس كورونا كل أوروبا، بدل أن يتأخروا في ذلك.
بعد أن تعافت الصين نسبياً باتت الولايات المتحدة تتصدر دول العالم من حيث أعداد حالات الإصابة، تليها إيطاليا والصين وإسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيران والمملكة المتحدة.
وبلغت الحصيلة في الولايات المتحدة نحو 124 ألف حالة إصابة و2229 حالة وفاة، وبلغت حصيلة إيطاليا نحو 92 ألف حالة إصابة و10023 حالة وفاة، فيما بلغت حصيلة الصين 81439 حالة إصابة و3300 حالة وفاة، بحسب بيانات منصة "وورلد ميتر"، الدولية المتخصصة في الإحصائيات.
وانتشر، الأسبوع الفائت، على مواقع التواصل الاجتماعي في إيطاليا مقطع فيديو يعبر عن مدى سخط الإيطاليين على أوروبا والدول الغربية لعجزها عن تقديم المساعدة لهم في وقت ينتشر الوباء في البلاد كالنار في الهشيم وبات يجتاح معظم أنحاء القارة الأوروبية.
يقول مواطنون إيطاليون في الفيديو إن أوروبا امتنعت عن تقديم أبسط المساعدات لهم في ظل الأزمة التي دمرت الاقتصاد الإيطالي، حتى على مستوى تقديم "كمامات بسيطة" في حين تلقت البلاد مساعدات من دول غير أوروبية.
وأتت المساعدة الروسية في وقت حاسم لإيطاليا التي تقيم علاقات جيدة مع موسكو وساندت رفع العقوبات عنها، فيما كانت دول الاتحاد الأوروبي بطيئة في مساعدة دولة عضو في الكتلة الأوروبية.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية عدة بيانات يومية بعد إقلاع أولى الطائرات إلى إيطاليا، الأحد الفائت، وهي تنقل حوالي مئة خبير في علم الفيروسات مع تجهيزات طبية ومختبرات نقالة ووحدات تعقيم. كما أرسلت كل من الصين وكوبا خبراء ومعدات طبية إلى إيطاليا.
وتأتي هذه المساعدات في ظل انقسام الاتحاد الأوروبي حول خطة إنقاذ محتملة لاقتصاد المنطقة. فقد حذرت ألمانيا من توقعات غير منطقية، فيما تطالب إيطاليا وفرنسا وإسبانيا بتقديم مساعدات كبرى.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أن بلاده "تنتظر الولاء من الشركاء الأوروبيين"، في مواجهة حالة الطوارئ الصحية الاقتصادية الناجمة عن وباء "كورونا".
وأشار لويجي دي مايو إلى رفض دول بشمال أوروبا، من بينها ألمانيا، إنشاء آلية إقراض شاملة في منطقة اليورو (سندات كورونا). وقال، "الكلمات المعسولة لا تقدم شيئاً لنا".
وبحسب، ستيفن إرلانجر الكاتب بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن الفيروس، "يختبر التماسك والتحالفات الأوروبية ويعد اختباراً قاسياً للديمقراطية في أوروبا".
من جانبه، اعتبر بول آدمسون، مؤسس مجلة "Encompass" أن "القيم الأوروبية والتضامن والالتصاق تبدو مثل العبارات المجوفة، ولم نصل إلى ارتفاع حاد في الفيروس حتى الآن".
وقال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو "لا ينبغي على الاتحاد الأوروبي أن يقول إنه مستعد لمساعدتنا إلا إذا قبلنا الأدوات القديمة التي جربتها بعض الدول قبل 10 سنوات دون نجاح كبير". وأردف: "هذا ليس بالأمر الجيد".