مخاوف من "كورونا" في مخيم بمنبج بالتزامن مع إغلاق المكاتب الإدارية

 

منبج- صدام الحسن- نورث برس

 

يعيش قاطنو مخيم منبج الشرقي، شمالي سوريا، هذه الأيام في خوف دائم من انتشار فيروس "كورونا" المستجد داخل المخيم، بسبب غياب الخدمات الصحية وعدم توفر أجهزة قياس الحرارة، وسط الكثافة السكانية المحصورة بمساحة صغيرة، بالتزامن مع إغلاق مكاتب إدارة المخيم.

 

ويعيش في المخيم نحو \3000\ شخص في مساحة تقدر بستة هكتارات فقط، وينحدر أغلب قاطنيه من مدينة مسكنة ومنطقة دير حافر جنوبي مدينة منبج، بحسب أسماء رمو، الإدارية في لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في مدينة منبج.

 

وقال علي الجاسم (35عاماً)، وهو نازح من مدينة دير حافر ويعيش في مخيم منبج الشرقي، إن المخيم يفتقر لأبسط مواد الوقاية الصحية، من كمامات وقفازات وأدوت ومواد التعقيم، بالإضافة أن "جميع الحمامات والمراحيض مشتركة بين النازحين".

 

وأضاف أنه ومنذ بدء سريان الحظر في مدينة منبج، "أغلق إداريو المخيم مكاتبهم والتزموا بيوتهم، ونحن بأمس الحاجة لهم، خصوصاً أننا لا نستطيع مغادرة المخيم من دون التنسيق مع الإدارة".

 

ويتخوف الجاسم، كغيره من قاطني المخيم، من انتشار الفيروس، "في حال أصيب أحد ما، سيعني ذلك هلاك المخيم برمته"، ويطالب لجنة الصحة في منبج بتقديم الخدمات الصحية وتنظيم جلسات توعية للأطفال والعائلات وتأمين بروشورات تعرف الفيروس وكيفية الوقاية منه.

 

ويفتقر المستوصف في مخيم منبج الشرقي للأدوية، "حتى لا تتوفر أدوية المسكنات"، وفقاً لنازحين، والذين أشاروا إلى "غياب دور المنظمات الإنسانية، والتي من المفترض أن تقوم بتقديم الخدمات في هذه الفترة".

 

ورغم مخاطر انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، لا يلتزم قاطنو المخيم بالحظر المفروض دائماً، "فهناك تجمعات للعائلات في المخيم وأثناء توزيع الخبز"، بحسب ما أوضحه نازحون في المخيم لـ "نورث برس.

 

وفي السياق ذاته، أشار سليم الدايم (30عاماً)، وهو نازح من مدينة مسكنة، إلى أن قاطني المخيم "يعيشون أزمة معيشية خانقة أكثر من كورونا" إثر بدء تطبيق حظر التجول وتوقف زيارات المنظمات المحلية، بعد غياب الدولية إثر هجمات الجيش التركي والفصائل الموالية له على منطقتي رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض.

 

وأضاف " أصبح لدينا شح في المواد الغذائية مع غياب المنظمات الداعمة للمخيم، لا نستطيع الخروج من المخيم لتأمين احتياجاتنا"، مطالباً بتأمين الأجهزة المخصصة لفحص الحرارة للكشف عن فيروس "كورونا" في المخيم، فأي إصابة بالفيروس ضمن المخيم، "ستشكل كارثة إنسانية على المخيم بالكامل".

 

وقال محمد العبيد(50 عاماً)، وهو نازح آخر من مدينة مسكنة ويقطن مع عائلته في مخيم منبج الشرقي، إن الإدارة المدنية في مدينة منبج مطالبة بالتوجه إلى المخيم وحل مشكلة الخروج من المخيم لتأمين المواد الغذائية والخضار للعوائل، "فنحن لا نستطيع الالتزام بحظر التجول دون تأمين احتياجاتنا اليومية".

 

 

وفيما يتعلق بالإجراءات للوقاية من فيروس "كورونا"، قالت أسماء رمو، الإدارية في لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل، إنهم بصدد تعقيم الخيام بشكل كامل في الأيام القليلة القادمة، إضافة لتوزيع اللوازم الطبية من كمامات وقفازات وأدوية، بالتنسيق مع الهلال الأحمر الكردي ولجنة الصحة في منبج.

 

أما بالنسبة لجهاز فحص الحرارة، أوضحت رمو أنه لم يتم تسليم الحراس المتواجدين في مخيم منبج الشرقي إلى الآن، أي جهاز بسبب قلة عدد الأجهزة، "لكننا سنعمل جاهدين لتأمين جهاز في أسرع وقت ممكن"، على حد تعبيرها.

 

وقال الأمين العام للأمم المتحدة "انطونيو غوتيريش"، الأربعاء، إن وباء كورونا يشكل تهديداً "للبشرية جمعاء"، معلناً اطلاق خطة استجابة عالمية للتصدي للفيروس، تضمنت دعوة الى تلقي مساعدات بقيمة ملياري دولار.

 

لكن غوتيريش كان قد أوصى مجلس الأمن الدولي، في /23/ شباط/ فبراير الماضي، بفتح معبر تل أبيض على الحدود السورية التركية لنقل المساعدات الإنسانية لسكان شمال شرقي سوريا بعد إغلاق معبر اليعربية الحدودي بقرار من المنظمة الدولية.

 

وطالبت الإدارة الذاتية، على لسان الرئيس المشارك لمكتب الشؤون الإنسانية، حينها بإخراج المساعدات الإنسانية من "التداول والابتزاز السياسي سواء بيد النظام السوري أو التركي".