تنمر وسخرية تجاه من يحتاطون من خطر كورونا في دير الزور
دير الزور – نورث برس
يقوم سكان من مدينة دير الزور، شرقي سوريا، كغيرهم بإجراءات للوقاية من فيروس كورونا المستجد، بالتزامن مع حملات تعقيم وإجراءات لتقليص حركة السكان والتجمعات من قبل الحكومة السورية، إلا أن البعض يتعرض للسخرية من أشخاص يقللون من حجم مخاطر الوباء الذي اجتاح معظم دول العالم.
وينتقد بعض السكان هذه الحالة خصوصاً بعد كل المآسي التي تسبب بها وباء "كوفيد 19" في أنحاء العالم ودول الجوار، "لا يزال بعض السكان يقللون من مخاطره مبررين ذلك بالظروف القاسية التي مروا بها خلال سنوات الحرب السورية وأنها كانت أقسى من وباء".
وقال أبو حمزة (اسم مستعار)، الذي كان يجلس على كرسي أمام منزله في حي الجورة، لـ "نورث برس"، إنه وكثيرين آخرين يرون عدم جدوى في اتخاذ إجراءات للوقاية من الوباء، "نحن عشنا حصاراً لن ننسى مرارته، والآن لا يهمنا كورونا ولا غيره، ولن يصيبنا إلّا ما كتب الله لنا".
وكانت دول عديدة في العالم قد أعلنت انتشار الفيروس فيها بعد تقليل من مخاطره، فقد قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، اورسولا فون ديرلايين، للصحفيين الأسبوع الماضي، " أعتقد أننا جميعاً، ونحن لسنا خبراء، قللنا من أهمية فيروس كورونا المستجد في البداية".
وقال أحمد الكمش (40 عاماً)، من سكان حي القصور، إنه يرتدي الكمامة وقايةً وخشيةً من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وفق مبدأ درهم وقاية خير من قنطار علاج، "ولكن أصدقائي يسخرون مني حين ألتقيهم".
جولة صغيرة ضمن شوارع مدينة دير الزور، تكفي لتأكيد ما ذكره الكمش، فالتجول اعتيادي ونادراً ما تصادف شخصاً يتحاشى الاقتراب من الآخرين.
وواجه الطفل محمد العمر، تنمراً وعبارات سخرية وضحك من رفاقه، عندما ابتعد عنهم وهم يلعبون في الشارع، كل ذلك لأنه يبدو غريب الشكل لهم فقط لارتدائه كمامة.
لكن العمر قال: "لن أخلعها وسأبتعد عنهم، هكذا نبهتني والدتي عند خروجي من المنزل لشراء بعض الاحتياجات".
وقالت رشا العبيد، عضو مجلس مدينة دير الزور، إن مجلس المحافظة اتخذ كل التدابير الوقائية للتصدي لفايروس كورونا المستجد، وقامت سيارات التعقيم برش وتنظيف جميع الشوارع، بالإضافة لحملات التوعية بين السكان، والقيام بالحد من التجمعات قدر الإمكان وخفض عدد الموظفين في الدوائر الحكومية.
وكان وزير الصحة في الحكومة السورية، نزار يازجي، قد صرّح في
/22/ آذار/ مارس الجاري، عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في سوريا، وأن الحالة لفتاة كانت قادمة من الخارج، إلا أن جهات حقوقية وإعلامية تتهم الحكومة السورية بعدم الكشف عن إصابات موجودة.