دمشق: ندرة وغلاء مواد الوقاية من كورونا ورداءة في النوعية

دمشق – أحمد كنعان – نورث برس

تعاني العاصمة دمشق من نقص حاد في توفر المواد الأساسية للوقاية من فيروس كورونا المستجد، فالكمامات والقفازات والكحول الطبي ومواد التعقيم الأخرى ارتفعت أسعارها بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة.

ويأتي ارتفاع أسعار هذه المواد بالتزامن مع ازدياد الإجراءات الاحترازية للسكان والحكومة على حد سواء، آخرها فرض وزارة الداخلية لحظر تجول جزئي من السادسة مساء إلى السادسة صباحاً بدءاً من اليوم الأربعاء.

وفي جولة لـ "نورث برس" على عدد من صيدليات ضاحية جرمانا بمدينة دمشق، تبين ارتفاع أسعار الكحول والمعقمات والكمامات في حين تكاد القفازات أن تكون مفقودة في تلك الصيدليات.

وقالت لينا غنيم، وهي صيدلانية في ضاحية جرمانا، لـ "نورث برس"، إن الطلب متزايد على الكحول وهو متوفر، "لكن أسعاره خيالية".

فيما أشارت الصيدلانية، لانا وهبة، إلى فقدان القفازات الطبية حتّى في مستودعات الأدوية والمواد الطبية، بالإضافة لرداءة نوعية مواد أخرى وارتفاع أسعارها.

وأضافت، "الكمامات متوفرة لكنها رديئة جداً، والمعقمات أسعارها ارتفعت بشكل كبير، فعلبة المعقّم الصغيرة ثمنها /500/ ليرة سورية، أمّا علب الكحول فتبدو كأنها خالية من الكحول، حيث لا رائحة للمادة".

وتنصح منظمة الصحة العالمية، عبر موقعها على الإنترنت، باستخدام معقمات من نوع الكحول الإيثيلي  70% لتطهير المعدات المخصصة القابلة للاستعمال المتكرر مثل مقاييس الحرارة عقب كل استخدام، وهيبوكلوريت الصوديوم بنسبة 0.5% (ما يعادل 5000 جزء في المليون) لتطهير الأسطح التي تُلمس بشكل متكرر في المنازل أو في مرافق الرعاية الصحية.

وقال فراس الكردي، وهو دكتور صيدلي، لـ "نورث برس"، إنّ ازدياد الطلب على الكفوف المطاطية المعقمة وزيادة الحاجة إليها في ظل هذه الظروف أدّى إلى فقدانها من الأسواق، "خصوصاً أنّها لا تصنع محلياً بل تأتي مستوردة بموافقة وزارة التجارة الخارجية".

وحول ارتفاع الأسعار، أضاف الكردي، "الصيدلاني غير مسؤول عن ارتفاع السعر، لأنه يبيع اعتماداً على الفواتير التي يأخذها من الموزع (المورّد) الذي يقوم برفع الأسعار بشكل غير نظامي، وقام فرع دمشق لنقابة الصيادلة بالتعميم على الزملاء الصيادلة بعدم شراء الكمامات والكفوف والمعقمات إلّا بموجب فواتير نظامية".

وقال، "المعامل التابعة للقطاع العام مثل (معمل سكر حمص وساري وتاميكو)، ضاعفت إنتاجها من الكحول الطبي لتلبية حاجة السوق بتراكيز مختلفة، وإن تباين الأسعار يعود لنسبة التركيز تلك".

وكان رئيس مجلس الوزراء السوري، عماد خميس، قد أكّد في تصريحٍ صحفي، الثلاثاء، اتخاذ المؤسسات الحكومية خطوات كبيرة بالمجالين الصناعي والاقتصادي لجهة تنشيط الإنتاج المحلي وزيادته وتأمين المواد الأولية سواء المستوردة أو محلية الصنع لضمان استقرار الإنتاج، بالإضافة إلى إلزام المنشآت المنتجة بالعمل في ورديات إضافية، وإعطاء تسهيلات وإجازات استيراد ودعم لتأمين مستوردات المواد الأولية الداخلة في تصنيع هذه المستلزمات.