كورونا.. قاطنو مخيمين شمالي سوريا يناشدون: نتخوف من كارثة طبية وإغاثية

 

الشمال السوري ـ نورث برس

 

تتعالى أصوات قاطني المخيمات في الشمال السوري، خاصة في ظل انتشار وباء "كورونا" في عدد من الدول المجاورة لسوريا ومنها تركيا، وفي ظل نقص المعونات الإغاثية والطبية، وفي ظل ظروف اقتصادية متردية، مطالبة بضرورة التحرك الإغاثي العاجل ومد يد العون لهم.

 

وناشد قاطنو مخيم "زوغرة" بريف مدينة جرابلس شرقي حلب، المنظمات الإنسانية والإغاثية والطبية، الالتفات إلى واقع الحال المؤلم الذي يمرون به خاصة في ظل الحديث عن انتشار وباء "كورونا"، يضاف إلى ذلك قرب حلول فصل الصيف، الأمر الذي ينذر بكارثة صحية في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

 

وقال "أبو عماد الحمصي" (من أقدم قاطني المخيم والذي يعتبر المتحدث باسم تلك المخيمات)، لـ "نورث برس"، إن "المعونات الصحية تغيب عن قاطني المخيم منذ ثمانية أشهر، في حين أن المعونات الإغاثية معدومة وكل سبعة أشهر تأتي المساعدات مرة واحدة وبشكل خجول جداً".

 

وأوضح الحمصي، " هناك عائلات داخل المخيم محرومة من الكهرباء والإنترنت وهي لا تعلم شيئاً عن وباء كورونا، ولذلك لابد من أن يكون هناك جهات للتوعية تجول بين النازحين لتعريف الناس بطرق الحماية من هذا الوباء".

 

وذكر سكان المخيم أن المنظمات الإغاثية بدأت تخشى على ما يبدو الدخول للمخيم خوفاً من "كورونا"، لافتين إلى حادثة جرت تؤكد هذا الأمر.

 

وحول ذلك قال "الحمصي" إن منظمة "قطر الخيرية" قامت قبل عدة أيام بإرسال (شوادر) للنازحين في المخيم، "إلا أن فرقها لم تدخل المخيم للتوزيع بل وضعت تلك الشوادر عند باب المخيم، ما دفع بالنازحين للتجمهر هناك دون أن تلتفت المنظمة إلى خطورة هذا الأمر في ظل الحديث أن أهم من الإجراءات للوقاية من كورونا حسب ما نتابع هو عدم التجمع، إلا أن المنظمة لم تلق بالا للأمر".

 

وأضاف "الحمصي" أن أكثر ما يعانيه النازحون في المخيم هو انقطاع مادة الخبز بعد أن "توقفت إحدى المنظمات التركية عن توزيعه عليهم"، ومن أجل ذلك فإن الأهالي يشتكون الجوع وثمن ربطة خبز لا يملكون.

 

ويؤوي مخيم "زوغرة" أكثر من /2000/ عائلة نازحة من حي الوعر في مدينة حمص ومن الغوطة الشرقية ومن أرياف إدلب وحلب، تغيب عنهم أدنى مقومات الحياة الإنسانية، "رغم من أن الجهات الرئيسة المسؤولة عنهم هي منظمة "آفاد" التركية والمجلس المحلي لمدينة جرابلس"، بحسب الحمصي.

 

واشتكى قاطنو المخيم أيضاً من سوء الطرقات وشبكات الصرف الصحي وطوفان المياه في شوارع المخيم "الموحلة" والتي زادت من معاناتهم خاصة في فصل الشتاء.

 

وفي هذا الصدد قال "الحمصي" إنه "منذ عام تقريباً قامت (منظمة البنيان المرصوص) الإغاثية، بتعبيد الطرقات وصيانتها وكانت الأمور تسير على ما يرام، إلى أن جاءت منظمة (آي واي دي) والتي أرادت أن تجري صيانة لشبكات الصرف الصحي فقامت بحفر الطرقات من جديد وتركتها دون تعبيد أو صيانة من جديد الأمر الذي زاد الطين بلة".

 

وناشد "الحمصي" كل الجهات الإغاثية والخدمية للتوجه للمخيم وردم الطرقات المحفورة الموحلة، وشفط مياه "الحفر الفنية" التي تفيض باستمرار ما يسبب الأمراض والأوبئة.

 

وأكثر ما يتخوف منه نازحو المخيم هو وباء "كورونا" من أن يصل إليهم خاصة في ظل غياب الخدمات الصحية اللازمة أو حتى التوعية من هذا المرض في حال تسلل إلى المخيمات في الشمال السوري.

ولم يختلف الحال بالنسبة لباقي المخيمات الأخرى الموزعة في أرياف حلب وإدلب ومنها مخيم "نحن معا" شمالي إدلب، والذي يعاني قاطنوه من ظروف لا تقل مأساوية عن غيرها من المخيمات.

 

وذكر "أبو صدام الحلفاوي" أحد قاطني المخيم لـ "نورث برس" أن "النازحين على وشك المجاعة كونهم لا يتلقون أي دعم إغاثي يذكر من المنظمات الإنسانية".

 

وأضاف "الحلفاوي" أن "نحو /20/ من سكان المخيم يتوجهون صوب الحدود السورية التركية هرباً من الجوع والفقر على أمل أن يجدوا هناك منظمات تهتم لأمرهم".

 

ويقطن مخيم "نحن معاً" أكثر من /200/ عائلة نازحة من أرياف حماة وحلب وإدلب، يطالبون بعدد من الاحتياجات الرئيسة وأهمها استبدال الخيام المهترئة وتأمين خزانات للمياه كونه يوجد نقص كبير فيها إضافة لتعبيد الشوارع بمادة البحص، بحسب الحلفاوي الذي يعتبر (صلة الوصل بين المنظمات والنازحين).

 

وقال "الحلفاوي" إن من أهم المطالب الأخرى للنازحين هي تأمين نقطة طبية ومسجد، إضافة لمطلب لا يقل أهمية وهو تأمين مدرسة لتعليم أكثر من /200/ طالب يعانون من الجهل والأمية".

 

وحول البدائل المتاحة في ظل هذه الظروف الإنسانية السيئة أوضح "الحلفاوي" أنه "لا توجد أي بدائل وخاصة بالنسبة للتعليم، أما بالنسبة للطبابة فنضطر للتوجه إلى النقاط القريبة من منطقتنا، في حين أن المعونات الإغاثية التي تأتي لا تكفي العائلة الواحدة لمدة /10/ أيام فقط".

 

ويتوزع شمال غربي سوريا أكثر من /1153/ مخيماً بينها نحو /250/ مخيماً عشوائياً، تؤوي جميعها نحو مليون نازح، حسب إحصائيات فريق "منسقو استجابة سوريا" العامل في الشمال السوري.