شائعة في الرقة توقف الإقبال على "ألبسة البالة" والصحة العالمية تنفي مصداقيتها
الرقة – أحمد الحسن – نورث برس
ضعف إقبال سكان مدينة الرقة، خلال الأيام الماضية، على شراء الألبسة المستعملة (البالة)، خوفاً من انتقال عدوى فيروس "الكورونا" إليهم عن طريق الألبسة التي تستورد شحناتها من الخارج، في الوقت الذي ترى منظمة الصحة العالمية احتمال تلوث السلع التجارية أمراً ضعيفاً.
وتناقل سكان في الرقة، من ضمنهم رواد محلات الألبسة المستعملة، معلومات غير مؤكدة عن مرض (كوفيد 19)، بالتزامن مع بدء الإدارة الذاتية إجراءات الوقاية وتعقيم المؤسسات والتي من المقرر أن تصل يوم غد الإثنين إلى فرض حظر للتجوال في المدينة.
وقال ابراهيم أحمد الإبراهيم (36 عاماً)، وهو من سكان مدينة الرقة، إن الألبسة المستعملة باتت تشكل خطراً برأيه، بعد أن كانت الملاذ الآمن لمن كانوا يفرون من غلاء الأسعار، "كنت أشتري لباساً لي ولأولادي بما لا يتجاوز سبعة آلاف ليرة سورية، ولكن الآن لم نعد نستطيع شراءها خوفاً من العدوى، كما لا نستطيع شراء الألبسة الجديدة الباهظة الثمن، لذلك لم نعد نعرف كيف سنتدبر أمورنا؟".
ورغم عدم وجود أي تقرير أو تصريح طبي من أي جهة صحية دولية عن إمكانية نقل العدوى عبر شحنات البضائع العابرة للحدود والتي يستغرق نقلها وقتاً طويلاً، إلا أن كثيرين من أهالي الرقة ينظرون بريبة وتخوف للملابس المستعملة، بل يصدق البعض احتمال احتواء الألبسة المستعملة على الفيروس، حسب ما تحدثوا لـ"نورث برس".
لكن تصديق هذه الإشاعات ليس عاماً في الرقة، إذ يقول عدنان صالح (58عاماً)، وهو من سكان مدينة الرقة أيضاً، إنه ليس مقتنعاً بوجود خطر نقل العدوى عبر الألبسة المستعملة، "لا أعتقد أن استعمال الألبسة من البالة يمكن أن ينقل العدوى لأن عمر الفيروس لا يتجاوز يوماً، بينما يستغرق وصول هذه الألبسة من بلاد المنشأ إلى الأسواق عدة أشهر".
وتقول منظمة الصحة العالمية إن من الآمن تلقي الطرود حتى من المناطق التي أبلغت عن حالات إصابة بمرض "كوفيد-"19، لأن احتمالات تلوث السلع التجارية عن طريق شخص مصاب بالعدوى هي احتمالات ضعيفة، كما أن مخاطر الإصابة بالفيروس الذي يسبب مرض "كوفيد-"19 عن طريق طرد نُقل وشُحن وتعرض لمختلف الظروف ودرجات الحرارة، هي مخاطر ضئيلة.
وشكلت الألبسة المستعملة، لسنوات سابقة، البديل عن الألبسة الجديدة ذي الأسعار الباهظة والوجهة الأولى لغالبية السكان، نظراً لانخفاض أسعارها ناهيك عن جودة بعض الألبسة المستعملة والتي تكون في معظم الأحيان من ماركات عالمية.
كما شكلت تجارة "البالة" مصدر دخل للكثيرين من أبناء منطقة الرقة، وكانت عشرات المحال لبيع الألبسة المستعملة قد افتتحت في أسواق المدينة وريفها، هذا الواقع دفع أصحاب تلك المحال للتخوف من سريان الإشاعة التي قد تؤدي إلى خسارتهم لعملهم الذي هو مصدر رزقهم الوحيد.
وقال شكري الحمد(28عاماً)، وهو صاحب محل لبيع الألبسة المستعملة في مدينة الرقة، إن الإقبال على بضاعته كان جيداً عندما بدأ العمل بهذه المهنة قبل سبعة أشهر، إلا أنه يعاني الآن من توقف البيع، ما دعا أغلب تجّار الألبسة المستعملة للتفكير بتغيير مهنتهم.
وأضاف " بعد انتشار الإشاعات حول فايروس كورونا واحتمال انتقاله عن طريق الألبسة المستعملة تراجعت حركة الشراء، فسابقاً كانت غلتي اليومية تصل إلى /25/ ألف ليرة سورية، لكن وبعد انتشار المرض والإشاعات حوله لم أعد أبيع شيئاً".
ولا يُعرف على وجه اليقين فترة استمرار الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 حياً على الأسطح، ولكن تشير الدراسات إلى أن فيروسات كورونا (بما في ذلك المعلومات الأولية عن الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19) قد تظل حية على الأسطح لبضع ساعات أو لعدة أيام، وقد يختلف ذلك باختلاف الظروف (مثل نوع السطح ودرجة الحرارة أو الرطوبة البيئية)، حسب معلومات نشرتها منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمي على الأنترنت.
وفي حال الاعتقاد أن سطحاً ما قد يكون ملوثاً، تنصح منظمة الصحة العالمية بتنظيفه بمطهر عادي لقتل الفيروس وحماية نفسك والآخرين، بالإضافة لتنظيف يديك بفركهما بمطهر كحولي أو بغسلهما بالماء والصابون، وتجنب لمس عينيك أو فمك أو أنفك.