دمشق – نورث برس
يكافح من يعمل في تربية دودة القز في سوريا للمحافظة على هذه المهنة التراثية من الاندثار، والتي كانت مصدر دخل لكثير من الأسر قبل عقود, ليتغير الواقع بعدها وتتحول إلى عبء على المربين الذي يواجهون صعوبات كبيرة بعضها متعلق بالبيئة ومستلزمات التربية والحصول على البيوض من الخارج, بالإضافة لتطور إنتاج الحرير الصناعي والمنسوجات الجاهزة التي دفعت الملايين للاستغناء عن الطبيعي.
وقال قيس عيد الحسن، وهو أحد مربي دودة الحرير، لـ "نورث برس"، إن إهمال تربية دودة القز وصناعة الحرير في سوريا جاء رغم أنها كانت من المحاصيل الاستراتيجية في محافظتي حماه وطرطوس، وهو ما كان يستدعي تطوير الإنتاج وليس إهماله.
وأضاف "تدهورت هذه الصناعة لأسباب عدة، على رأسها ضعف التسويق، وسوء إدارة هذا المنتج، لم أترك العمل حتى في الحرب ، كنت أشرف على تفقيس البيوض بالطريقة اليدوية التقليدية للدودة، بعد استيراد بيوض بمواصفات عالية من الصين، وإيطاليا، وكوريا، والأرجنتين، لكن ضعاف النفوس من التجار كانوا يبيعونني أحياناً بيوض بمواصفات سيئة جداً".
ويبلغ سعر منديل الحرير الطبيعي /50/ ألف ليرة داخل سوريا، في حين يباع خارج البلاد بالقطع الأجنبي فيمكن أن تباع "كنزة" من الحرير بـ /650/ ألف ليرة رغم صعوبة التسويق ومشكلاته.
وقال المهندس فهر المشرف، مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة في الحكومة السورية، ، لـ "نورث برس"، إن وزارة الزراعة قامت بدعم إنتاج دودة الحرير من خلال جلب آلة حل الشرانق من الصين، كما قامت بمحاولات لزيادة عدد الشرانق.
وأضاف أنّ أهم ما تحتاجه هذه الصناعة في الوقت الراهن هو المربون الذين تراجعت أعدادهم بسبب الحرب في سوريا وعدم القدرة على الاستيراد من الخارج، بالإضافة إلى الحاجة لسوق خاصة لهذه المنتجات الطبيعية، فيما يتم العمل مع الصين والهند لتقوية السلالات المحلية، ففي كل عام تتم محاولة للاستقرار في السلالة المنتَجة.
كما قامت وزارة الزراعة في الحكومة السورية بإنشاء مجمع لإنتاج الحرير في اللاذقية، وزراعة التوت الذي تعتمد عليه الدودة في غذائها في جميع المناطق التي يتم فيها تربية الدود، في محاولة منها لإحياء مهنة تربية دودة الحرير "القز".
وتم توزيع /114/ ألف غرسة توت، إضافة إلى استيراد آلة حل من الصين تعمل مجاناً للمربين، وهي أسرع من العمل اليدوي وتستطيع إخراج خيط حرير متجانس وبقساوة واحدة وبالمعايير الدولية وهذا الموضوع يقدم مجاناً للفلاحين.
وقال المشرف أيضاً إن وزارة الزراعة زادت اهتمامها بمربي دودة القز عبر زيادة الدعم من /300/ ليرة وحتى ألفين ليرة مقابل كل كيلو شرانق، كما تمنح البيوض المستوردة للمربين مجاناً، بينما كان المربي يدفع ثمنها سابقاً.
وأشار إلى أن وزارة الزراعة تعمل مع الأمانة السورية للتنمية ووزارة السياحة والجهات الأخرى، للمشاركة في المعارض لتصريف المنتجات.
وتعتبر خيوط الحرير التي تنتجها دودة القز من أفضل الألياف وأكثرها قوة ومرونة، كما تتميز الملبوسات الحريرية بوزنها الخفيف ولونها اللامع وقدرتها على الحماية من البرد مقارنة بمثيلاتها من النسيجية والقطنية.