سكان في الشيخ مقصود بحلب يعيشون في منازل مدمرة بعد قصف لسنوات
حلب – زين العابدين حسين – نورث برس
لا يزال بعض سكان حي الشيخ مقصود، أحد الأحياء الكردية شمالي مدينة حلب، يقطنون منازلهم المدمرة نتيجة القصف والهجمات التي شنها مسلحو المعارضة على الحي خلال السنوات السابقة، رغم افتقادها لأبسط شروط السكن.
وتعرض حيّ الشيخ مقصود على مدار تسع سنوات من عمر الحرب السورية، لهجمات وقصف من قبل فصائل المعارضة المسلّحة المدعومة من تركيا، ما أدى لسقوط ضحايا من السكان ودمار كبير داخل الحي الذي يملأ الحطام أحياءه حتى الآن.
وقال هيثم ماردللي، وهو أحد سكان الحي، لـ "نورث برس"، إنه لم يفارق منزله الذي تهدم بسبب القصف، كغيره من منازل الحي التي نزح سكانها ليصبحوا "غرباء في بلدهم".
وأضاف، "لدي أربعة أولاد، تم قصف منزلي ولم أستطع إصلاحه حتّى الآن، ونعيش حالياً في غرفة واحدة، ورغم كل ذلك بقينا في الحي".
وقام بعض السكان، ممن دمر القصف منازلهم، بإجراءات إسعافية وبدائية للبقاء في منازلهم، مثل تغطية النوافذ والأبواب بستائر أو الاكتفاء بغرفة لم تتهدم بشكل كامل، ذلك في ظل الغلاء والتكاليف المرتفعة لأعمال الترميم والبناء التي تحتاجها المنازل والتي تقدر بملايين الليرات السورية، حسب ما أفاد به سكان من الحي لـ"نورث برس".
واستمر حصار الفصائل المعارضة وتجدد هجماتها على حي الشيخ مقصود أكثر من خمس سنوات، ليبلغ عدد الضحايا من سكان الحي /140/ شخصاً، بحسب الرئاسة المشاركة لمؤسسات المجتمع المدني في حي الشيخ مقصود.
وكان حي الشيخ مقصود، طوال العقود الماضية، مقصداً للعائلات ذات الدخل المحدود والمتوسط، ممن قدموا من مناطق عفرين وكوباني وتل أبيض أو من المناطق الكردية الأخرى شرق الفرات.
وقالت سعاد حسن، عضو الرئاسة المشاركة لمؤسسات المجتمع المدني في حي الشيخ مقصود، لـ "نورث برس"، إن الهجوم الأول على الحي كان في العام 2012، تركز على شارع "المخابرات"، "حيث اضطر السكان للدفاع عن حيهم وحمل السلاح، ليس لهدف سياسي أو عسكري، إنّما فقط لحماية أنفسهم ومنازلهم".
وذكرت حسن أن الفصائل ركزت هجومها على الحي بعد اتفاقها مع القوات الحكومية في العام نفسه على وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن "بيان الهجوم على الشيخ مقصود حينها أصبح بمثابة دعوة لسكان الحي للمقاومة والدفاع عن الحي".
وسيطرت وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2016، على مناطق في أحياء الشيخ خضر والهلك، والسكن الشبابي وبستان الباشا والحيدرية وأجزاء من الأشرفية وبني زيد، والتي كانت فصائل المعارضة المسلّحة تقصف حي الشيخ مقصود منها، وبتلك السيطرة تم تأمين الحي وحمايته.
وقال خبات، وهو من سكان الحي الذين شاركوا وحدات حماية الشعب في الدفاع عن الحي ضد هجمات الفصائل المسلّحة، لـ "نورث برس"، "تصدينا لهجمات فصائل يملأ قلبها الحقد، فمنذ بداية الأزمة السورية والقذائف كانت تستهدف كل شيء في الحي".
وكانت القوات الحكومية السورية قد أعلنت، في بيان خلال شباط/ فبراير الفائت، فرض سيطرتها الكاملة على عشرات البلدات في ريفي حلب الغربي والشمالي الغربي، لتبتعد الفصائل المدعومة من تركيا عن محيط المدينة وأحيائها.