رغم وعود مديرية الأفران.. أزمة خبز في الحسكة بعد إضراب أفران السياحي

 

الحسكة – جيندار عبدالقادر/ دلسوز يوسف – نورث برس

 

أضرب أصحاب أفران الخبز المحسن "السياحي" في مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، عن العمل مؤخراً، احتجاجاً على قرار مديرية الأفران بإعادة سعر ربطة الخبز السياحي إلى /200/ ليرة، بعد قيامهم برفع سعر الربطة الواحدة إلى /250/ ليرة سورية بسبب ارتفاع تكاليفها.

 

وشهدت أفران الخبز السياحي إضراباً عن العمل، منذ عدة أيام، احتجاجاً على مخالفة مديرية الأفران بمخالفة الأفران التي رفعت سعر ربطة الخبز السياحي دون مراجعة وموافقة لجنة التموين ومديرية الأفران.

ارتفاع تكاليف الانتاج

 

وبرر أحمد حج راغب، صاحب فرن "أيفان" للخبز السياحي بالحسكة، خلال حديثه لـ "نورث برس"، سبب رفعهم سعر ربطة الخبز بارتفاع تكاليف الإنتاج في ظل هبوط قيمة الليرة السورية أمام الدولار، مشيراً إلى أنه تكبد، خلال الشهرين المنصرمين قبل رفع التسعيرة، خسائر تقدر بنحو /14/ مليون ليرة سورية، على حد قوله.

 

وتابع، "تكاليف إنتاج الخبز السياحي باتت مضاعفة، مادة المازوت تصلنا بسعر /110/ ليرة لليتر الواحد بعد أن كانت بـ/55/ ليرة فقط، كيس الطحين بـ /11,200/ ليرة ما عدا الضرائب وأجور اليد العاملة، هذه العوامل وغيرها دفعتنا لرفع قيمة الربطة، وهذا السعر بالكاد يسد تكاليف المواد الأولية مع نسبة قليلة من الأرباح".

 

وأوضح حج راغب أنهم تواصلوا عدة مرات مع الجهات المعنية في الإدارة الذاتية لإيجاد حلول، إلا أنها لم تقدم الدعم لخفض الأسعار حتى الآن، "وعدونا بتخفيض أسعار الخميرة والمازوت والطحين، لكن لم نلقَ الدعم الملموس على أرض الواقع ".

 

أزمة خبز

إضراب أصحاب الأفران السياحية عن العمل، تسبّب بأزمة كبيرة على الأفران العامة، ما أدى لصعوبة حصول السكان على مادة الخبز.

 

وقال عاصم ظاهر، وهو من سكان قرية توينة بريف الحسكة الجنوبي، "جئت إلى المدينة لشراء خبز التنور من الأفران نتيجة عدم توفر مادة الخبز في الأفران السياحية والضغط الكبير على الأفران العامة، منذ خمسة أيام أحاول الحصول على الخبز واغلب الأوقات أكتفي بخبز التنور بسعر غالٍ وأعود إلى قريتي".

 

وتوجد في مدينة الحسكة ثمانية أفران للخبز السياحي، إلى جانب /80/ فرناً موزعاً بين العام والخاص والحجري، وفق إحصائية لمديرية الأفران التابعة للإدارة الذاتية، وتعمل أغلب هذه الأفران يومياً، لكن وبسبب التضخم السكاني وإيواء الحسكة لآلاف النازحين، تبقى الحاجة لعملها جميعاً.

 

دعم الأفران

 

في تعليقه عن الموضوع، قال رعد أحمد، المشرف على الأفران في مديرية الأفران بالحسكة، إن إضراب أفران الخبز السياحي عن العمل نتيجة غلاء الأسعار، أثر بشكل عام في تأمين مادة الخبز بالنسبة للسكان.

 

وأَضاف، لـ"نورث برس" أنهم وبعد التواصل مع التجار ووكلاء الأفران، قرروا "دعم أفران الخبز السياحي بمواد السكر والطحين والزيت والأكياس، بهدف عدم رفع التسعيرة الخاصة بربطة الخبز".

 

وعلل أحمد سبب تمسكهم بقرار عدم رفع سعر ربطة الخبز، بأنه مادة أساسية وغلاؤها سيسبب مشكلة بالنسبة للسكان في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به المنطقة، وأضاف أن صدور قرار مخالفة وإيقاف أفران للخبز السياحي في المدينة، جاء بعد  "التلاعب في الوزن ورفع سعر الخبز دون العودة إلى لجنة التموين".

 

وأشار إلى أنهم قرروا، بعد اجتماع مع أصحاب الأفران السياحية، "تأمين مادة الطحين بسعر /11/ ألف ليرة سورية للطن الواحد، في حين يباع بـ /14/ ألف ليرة في الأسواق، إلى جانب تأمين مادة السكر بالسعر التمويني"، كما سيتم فتح معمل للأكياس تابع للإدارة الذاتية ليتم دعمهم بالأكياس قريباً بنصف القيمة، على حد قوله.

 

ورغم تأكيدات مديرية الأفران ووعودها بحل المشكلة في أسرع وقت، إلا أن أزمة الخبز لا تزال قائمة في مدينتي الحسكة والقامشلي حتى الآن، ولا تزال طوابير السكان مصطفة أمام الأفران العامة، في حين لم يعد باستطاعة الكثير من محلات البقالة التي كانت تجلب الخبز وتبيعه، تخفيف المشكلة، بسبب قلة الإنتاج.