تنفيذ مربك لقرارات الحكومة السورية للوقاية من كورونا في المؤسسات الرسمية
دمشق – أحمد كنعان – نورث برس
شهدت مؤسسات ودوائر سورية رسمية، الأحد، ارتباكاً في تنفيذ قرارات مجلس الوزراء الصادرة خلال اليومين الأخيرين بهدف اتخاذ سلسلة من الإجراءات الاحترازية للوقاية من فايروس كورونا.
وشملت أبرز الإجراءات الوقائية في المؤسسات الرسمية قرارات بتعليق الدوام في المدارس والمعاهد والجامعات، وتخفيض حجم العاملين في القطاع الإداري الى 40 %، في حين تركت نسبة تخفيض عدد العمال المداومين في القطاعات غير الإدارية لما يتطلبه سير العمل، بالإضافة إلى إيقاف كلّ النشاطات الثقافية والاجتماعية والرياضية ورفع الاستعدادات الصحية والوقائية.
لكن "نورث برس" علمت من بعض العاملين في المعاهد الثقافية أنّ إداراتها قسمت الدوام بين الموظفين إلى نصفين، ما أدى إلى نتائج عكسيّة، حيث اختلط كل قسم من الموظفين بشرائح مختلفة من الناس، بالإضافة إلى اجتماع الموظفين معاً وقت التبديل، ما يعني مضاعفة احتمالات الإصابة.
وقال جوني ضاحي، مدير المكتب الصحفي في وزارة الثقافة، لـ "نورث برس"، إنهم لم يجتمعوا بعد لإرسال التعليمات التنفيذية، "فلم يمض على سريان القرار أكثر من ساعة".
في المقابل شهدت بعض الدوائر تجاهلاً لتنفيذ القرارات بحجة المصلحة العامة للمواطنين وعرقلة ما يحتاجونه من وثائق وتسيير أمور حياتية عديدة.
وعلق سامي طه، مدير الثقافة في حماة، على دوام الموظفين في المديرية بالقول، "ذلك لتسيير أمور الناس فقد يحتاج المواطن إلى شهادة أو ما شابه، وقد نحتاج أيضاً إلى أيّ عملية تتعلق بقسم المحاسبة" .
أما إدارة المكتب الصحفي في وزارة التربية، فأوضحت لـ "نورث برس"، أنه تم تنفيذ القرارات و"تم تعليق الدوام في جميع المدارس ليشمل الطلاب والمدرسين جميعاً والمدارس العامة والخاصة".
فيما لم تحرك مؤسسات وشركات في القطاع الخاص ساكناً، ولدى اتصال مراسل "نورث برس" بشركة "سيرياتيل" للاستفسار عن إجراءات وقرارات الإدارة، أفادت موظفة الاستعلام بأنّه "لم يصدر أيّ جديد بخصوص الدوام ولا يوجد أيّ إجراء للتعقيم".
وقالت رنيم الهوشي، وهي صحفيّة من سكان دمشق، في حديث لـ "نورث برس"، قرار مجلس الوزراء بأنّه ضروري وواضح ، إلا أن "تنفيذه مربك، فما الجدوى من دوام المدرسين والموظفين في المؤسسات التعليمية، إذا كانت العملية التعليمية معلقة، وغاية التخفيض إلى 40 % هي ضمان أكبر حجر ممكن، وليس مضاعفة الاختلاط ".
وأردفت: " للأسف رغم الرعب النفسي الذي نعيشه من هذا الوباء إلّا أنّه غالباً لا يُلتزم بالتعليمات الوقائية، فالبعض جعل من عطلة عمله وعطلة مدارس أبناءه، فرصة للتنزه والتواجد في الأماكن المزدحمة ".
وكانت الحكومة السورية قد أعلنت، الجمعة، سلسلة من الإجراءات الاحترازية للوقاية من الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، رغم تكرار نفي وجود إصابات من قبل وزارة الصحة التي نبهت أن عدم وجود إصابات لا يعني أن سوريا بمنأى عن المرض.