حلب – سام الأحمد – نورث برس
الخطوات التي اتخذتها الحكومة السورية في سبيل إعادة دوران عجلة الحياة في أرياف حلب التي سيطرت عليها في بداية العام 2020، بعد معارك واشتباكات عنيفة بين القوّات الحكومية وفصائل المعارضة المسلّحة، لم تأتي أُكلها بعد، بالرغم من جولات مسؤولين في الحكومة إلى الأرياف واطلاعهم على واقع المناطق التي تمت السيطرة عليها.
زيارات الوزراء في الحكومة السورية مع الوفود الخاصّة بكل قطاع إلى ريف حلب كان الهدف المباشر منها بعد الاطلاع على واقع تلك المناطق، هو البدء بتأهيل هذه المناطق لاسيّما الليرمون وكفر حمرة وحريتان وعندان، فهي واقعة على تخوم مدينة حلب.
قام عدد من الوزراء والمسؤولين في الحكومة السورية، بزيارة ريف حلب "المحرر" بعد اخراج فصائل المعارضة المسلّحة منها، وقد زار وزير التربية ووعد بتأهيل المنطقة، ووزير الصناعة محمد معن وعد الصناعيين بالإسراع في عملية إعادة التأهيل، أما وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف فقد أوعز إلى الورشات التابعة لوزارته بفتح الطرق وإزالة السواتر الترابية في المنطقة.
وقال عبد الله بوشناق من أهالي بلدة حريتان التي تبعد /7/ كلم عن مدينة حلب ومقيم في مدينة حلب منذ /8/ سنوات، لـ "نورث برس": "بعد تحرير بلدة حريتان توجهتُ للاطمئنان على منزلي، فوجدته غير صالح للسكن".
وأضاف "حتّى إن استطعت إصلاح منزلي فلن أعيش فيه الآن، فلا يوجد خدمات في البلدة، ولم يتم تأهيل شيء بعد".
وأوضح الصناعي محمد سكر، صاحب معمل نسيج في مدينة كفر حمرة شمال حلب أنّهم كصناعيين يحتاجون لخطوات جديّة من قبل الحكومة السورية من أجل الانطلاق بالعملية الصناعية في مناطق شمال حلب.
وأكّد سكر أنّ إعادة الكهرباء وتأهيل محطات تحويلها وتقديم دعم للصناعيين وأصحاب المنشآت الصناعية للعودة لسوق العمل، "يجب ألّا يقتصر على وعود الحكومة فقط فنحتاج إلى فعل ملموس".
بدوره قال المهندس في بلدية حلب، شريف عبد الحي نعناع لـ "نورث برس" إن لجان البلدية بالتعاون مع محافظة حلب، قامت بإزالة السواتر الترابية وفتح الطرقات.
وأردف "لا أعتقد أنّ عمليات التأهيل للبنى التحتية ستطول، فتم إعداد دراسات للبدء بالتأهيل منذ اليوم الأول لسيطرة القوّات الحكومية على المنطقة".
وبحسب سكان الريف الشمالي القريب من مدينة حلب فإنّ عودة المؤسسات الحكومية إلى المنطقة لم يكن بالشكل الملحوظ، فأغلب المؤسسات كانت مؤسسات أمنية، اقتصر عملها على تأمين المنطقة.
في حين المؤسسات الخدمية بدوائرها لم تعد إلى المنطقة، رغم كل الوعود وكل الوفود التي زارت المنطقة، ووعدت بتأهيل البنية التحتية، وإعادة إحياء المنطقة زراعياً وصناعياً.