القامشلي – عكيد مشمش – نورث برس
أعلنت وزارة الصحة السورية، أمس السبت، على موقعها الرسمي، أنها حريصة على الاستمرار في نشر كافة المعلومات المستجدة حول مرض "كورونا" وتطوراته في سوريا "بدقة وشفافية" والإعلان عن أي حالة مثبتة فور تسجيلها.
وقال وزير الصحة السوري، نزار يازجي، أمس السبت، في لقاء صحفي بثه التلفزيون السوري الرسمي، إنه لا توجد أي إصابات بفيروس "كورونا" في سوريا، و"جميع العينات التي تم تحليلها في مخابر الصحة العامة للحالات المشتبه إصابتها بفيروس كورونا كانت نتيجتها سلبية".
"الجيش السوري مستعد لمقاتلة الكورونا"
تداول ناشطون سوريون مقطع فيديو، يظهر فيه وزير الصحة السوري نزار يازجي، بمقابلة على التلفزيون السوري الرسمي، أول أمس، وهو ينفي تسجيل أي إصابة بفيروس "كورونا" في البلاد، "لأن الجيش السوري طهر البلاد من الجراثيم"، حسب تعبيره.
تصريح يازجي حظي باهتمام واسع، فبعد سؤاله عن رسالة يوجهها للسوريين، أجاب الوزير: "أريد أن أقول الحمد لله الجيش العربي السوري طهر الكثير من الجراثيم الموجودة على أرض سوريا".
هذه التصريحات التي أثارت سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي ظل تعتيم إعلامي حول المرض في سوريا، اعتبر بعض الناشطون أن هذه التصريحات هي استخفاف بحياة السوريين.
أنباء متضاربة
وحصلت "نورث برس"، أمس السبت، على معلومات من مصدر طبي داخل إحدى المستشفيات التابعة للحكومة السورية في مدينة حلب، يؤكد وجود حالات إصابة بفيروس "كورونا" المستجد في مشافٍ بحلب.
وأفاد المصدر الطبي الذي اشترط عدم ذكر اسمه خوفاً من اعتقال السلطات الأمنية له، لـ"نورث برس" بأنّ هناك حالات وصلت إلى مشافي بمدينة حلب، تأكّد إصابتها بفيروس "كورونا" المستجد.
وأوضح "هناك /3/ حالات مصابة بالفيروس في مشفى ابن رشد، بحي الأشرفية، وتمّ الحجر عليها صحياً، إضافة لحالتين مشتبه بإصابتهما أيضاً".
وأضاف المصدر الطبي وجود /6/ حالات في مشفى الرازي بحي الجميلية، تمّ وضعها في الحجر الصحي، بعد فحصها والتأكد من حملهم جميعاً للفيروس.
تكتم حكومي حول "كورونا"
وبحسب المصدر، فإن إدارة المشافي تتكتم بناءاً على أوامر من السلطات الحكومية في مدينة حلب، على خبر وجود إصابات بالفيروس، وتمنع من التحدث عنها للإعلام.
وأكد وزير الصحة السوري، أنه يوجد في مخابر الصحة العامة في وزارة الصحة مركز لتحليل "كورونا" ويتم دراسة أي حالة مشتبه بها، وأعاد تأكيده أنه لا حالات "كورونا في البلاد وملتزمون بالشفافية والدقة في حال وجود إصابات ومشاركة الإعلام بالمعلومات المتعلقة بالموضوع".
وأضاف وزير الصحة، أنهم رفعوا مستوى الإجراءات المتبعة للوقاية من فيروس "كورونا" وخصصوا سيارات إسعاف وفرق طبية منتشرة على الطرقات لتفادي تفشي الفيروس بين العامة.
من جانبه نشر المرصد السوري لحقوق الانسان، الأسبوع الفائت، إن فيروس "كورونا" انتشر في عدة محافظات سورية، وأن بعض الحالات توفيت، رغم نفي الحكومة السورية.
ونقل المرصد السوري عن مصادر طبية لم يسمِّها، قولها إن فيروس "كورونا" قد انتشر بشكل رئيسي في /4/ محافظات سورية هي: دمشق، طرطوس، اللاذقية، وحمص.
وذكرت المصادر، أنهم تلقوا أوامر صارمة من الحكومة السورية بوجوب التكتم والامتناع عن الحديث والإدلاء بأي معلومات عن انتشار فيروس "كورونا" في تلك المناطق.
لكن وزارة الصحة السورية نفت كل هذه الأنباء التي تحدثت عن وجود إصابات بـ"كورونا" في سوريا.
إجراءات وقائية
وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية، أمس السبت، عن تحويل طائرة ركاب قادمة من العراق إلى مركز الحجر الصحي في منطقة الدوير النائية في ريف دمشق، وهم /16/ راكباً سورياً وطاقم الطائرة.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد، قد أعلن السبت، تأجيل انتخابات أعضاء مجلس الشعب إلى يوم الأربعاء الواقع في 20 أيار/ مايو القادم، ويأتي ذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها سوريا للتصدي لفيروس "كورونا".
وفي نفس السياق أصدر المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف واتحاد علماء بلاد الشام، فتوى بتعليق صلاة وخطبة الجمعة وصلوات الجماعة في مساجد سوريا بشكل مؤقت اعتباراً من اليوم الأحد ولغاية السبت الـ/4/ من نيسان / أبريل القادم، وسيتم الاكتفاء برفع الأذان للصلوات الخمس.
كما قرر مجلس الوزراء السوري، أول أمس، تخفيض حجم العاملين في مؤسسات القطاع العام الإداري إلى حدود 40%.
ونشرت "نورث برس" في شباط/ فبراير الفائت، خبر تفعيل النقطة الطبية بمحافظة طرطوس في معبر العريضة الحدودي مع لبنان، والذي يقوم بفحص الوافدين إلى الداخل السوري، عن طريق المسح الحراري، للكشف عن أيّة إصابة بفيروس "كورونا".
وأعلنت مديرية التربية في "حكومة الإنقاذ" التابعة لـ"هيئة تحرير الشام"، السبت، تعليق الدوام في جميع المدارس بإدلب لأسبوع كامل، تحسباً من انتشار فيروس "كورونا".
وجاء ذلك في تعميم أصدرته مديرية التربية والتعليم في حكومة "الإنقاذ"، أكدت فيه تعليق الدوام في جميع المدارس العامة والخاصة والمعاهد التربوية في إدلب، اعتباراً من اليوم الأحد ولمدة أسبوع.