غلاء الأسمدة وانقطاع مياه الري يؤرِّق مزارعي الرقة

 

الرقة- أحمد الحسن- نورث برس

 

يعاني مزارعو مدينة الرقة وريفها من ارتفاع أسعار الأسمدة في السوق السوداء، وتأخر توزيعها من قبل شركة تطوير المجتمع الزراعي في الرقة، بالإضافة إلى انقطاع مياه الري عن الأراضي الزراعية نتيجة أعمال صيانة قناة البليخ، ما تسبب بحالة من الخوف لدى المزارعين على مستقبل محاصيلهم.

 

ويبلغ سعر الكيس الواحد من السماد نوع "يوريا46 " المستخدم لرش الحقول الزراعية، /30/ ألف ليرة سورية (ما يعادل28  دولار) في السوق السوداء، بينما تبلغ قيمته لدى الإدارة الذاتية /19/ دولاراً.

 

لكن قلة الأسمدة وعدم توزيعها في الوقت المناسب من قبل شركة تطوير المجتمع الزراعي، فتحت الباب أمام تجار للتحكم بالمزارعين الذين بدأوا بشراء الأسمدة من السوق السوداء بسعر مرتفع، فيما ينتظر البعض الشركة لتوزع عليهم السماد.

 

وقال ماهر أحمد العلي (29عاماً) من مزارعي قرية كبش غربي، شمال غربي مدينة الرقة، لـ"نورث برس" إنهم يشترون السماد من التجار بأسعار مضاعفة، "فالجمعيات الفلاحية  لم تقدم لنا شيء لا أسمدة ولا أدوية".

ويحتاج الدونم الواحد على أقل تقدير إلى /25/ كغ من السماد، بالإضافة إلى المبيدات الزراعية.

 

وقال العلي "كانت الجمعيات الفلاحية تزودنا بجميع متطلباتنا، إلى حين صدور الموسم ولكن الآن كل شيء يجب أن نشتريه نقداً، لذلك لم تعد لدينا القدرة على دعم زراعتنا كما يجب".

 

وتقوم لجنة الزراعة في مجلس الرقة المدني بتزويد المزارعين بالأسمدة والمواد اللازمة للزراعة عن طريق شركة تطوير المجتمع الزراعي التي تقوم عادة بشراء المحاصيل من المزارعين نهاية الموسم، وتتم عمليات توزيع الأسمدة عن طريق "الجمعيات الفلاحية".

 

وباشرت الجمعيات الفلاحية في مدينة الرقة بجمع قيمة الأسمدة من كل مزارع والتي تبلغ /19/ دولار للكيس الواحد في السابع من الشهر الجاري، استعداداً لاستلام الأسمدة عند توفرها في شركة تطوير المجتمع الزراعي.

 

ويتفق موسى حسن العرودة (32 عاماً) من مزارعي ريف الرقة الغربي مع سابقه، في أن الأسمدة باتت أكبر هموم المزارعين في الرقة، "ليس لدينا قدرة على شراء الأسمدة لأراضينا، فقد تجاوز سعر كيس السماد /30/ ألف ليرة".

 

 وبحسب العرودة فإن هذا العام هو من أصعب الأعوام على الزراعة في الرقة، "فالري مقطوع والأسمدة باهظة الثمن".

 

وعن أسباب تأخر توزيع الأسمدة على المزارعين، بيّن الرئيس المشارك لشركة تطوير المجتمع الزراعي في الرقة أحمد العلي، أن إغلاق المعابر الحدودية بسبب فيروس "كورونا"، تسبب بعدم تسليم الدفعة الثانية من الأسمدة.

وتم توزيع /4500/ طن من سماد "اليوريا 46" على المزارعين، بحسب أحمد العلي، مشيراً إلا أنهم طالبوا بـ"/10/ طن من السماد، إلا أنه لم يتم تسليمها بعد، مؤكداً في حديثه أنهم سيقومون بتأمين الأسمدة من جهة أخرى وتوزيعها على المزارعين خلال الأيام القليلة المقبلة.

 

وتستورد الأسمدة التي تباع في أسواق مناطق شمال وشرقي سوريا من العراق وإيران عبر معبر سيمالكا الحدودي مع إقليم كردستان العراق، وهو ما يجعل أسعارها تتأثر مباشرة بسعر صرف الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الأخرى مقابل الليرة السورية، بحسب مسؤولين في هيئة الزراعة.