ليلى كوفن لـ"نورث برس": انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا بلغت أعلى المستويات

نورث برس

 

قالت ليلى كوفن، عضو البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي، في حديث لوكالة "نورث برس"، إن إبداء الرأي ممنوع للجميع في تركيا حالياً. وقالت، "لقد وصلت انتهاكات حقوق الإنسان إلى أعلى المستويات".

 

وأضافت، "السلطة القضائية والجيش والإعلام، كلها تدار وتنفذ بيد إنسان واحد. الآراء المختلفة بالتأكيد غير مقبولة".

 

وكان عدد من نواب البرلمان التركي وآلاف السجناء الكرد في تركيا قد أعلنوا في السادس والعشرين من أيار/مايو من العام الفائت إنهاءهم إضراباً عن الطعام، تلبية لدعوة وجهها زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، بعد مئتي يوم من الإضراب.

 

وكانت ليلى كوفن قد بدأت إضراباً عن الطعام في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، في محاولة لإنهاء العزلة التي فرضتها السلطات التركية على أوجلان منذ العام 2011 وتأمين زيارة عائلته ومحاميه له.

 

وقال أوجلان، في بيان عبر محاميه حينها، "رفاقي الذين ألزموا أنفسهم بإضراب عن الطعام والصوم حتى الموت، أطلب منكم إنهاء احتجاجكم".

 

نكث بالوعود

 

وقالت كوفن في ردها على أسئلة، عبر البريد الإلكتروني، حول الوضع الداخلي التركي، "تمر تركيا في الوقت الراهن بأيام سوداء ومظلمة".

 

وأوضحت المعارضة الكردية أنه حينما وصل أردوغان عام 2002 إلى الحكومة، ظهر بعدة "ادعاءات كبيرة كالديمقراطية والمساواة والحرية".

 

وقال الرئيس التركي، في إحدى تصريحاته قبل ما يقارب العقدين، إنه على استعداد لـ"شرب السم أيضاً من أجل حل القضية الكردية"، لكن كوفن قالت، في معرض إجابتها على سؤال حول مستقبل الكرد في ظل حكومة العدالة والتنمية، "لقد رفض طاولة المباحثات. فعندما يتعلق الأمر بالكرد، لا توجد حقوق ولا عدالة. نراها إلى أي مرحلة وصلت. كل ادعاءات وأقوال تلك المرحلة، كانت أكاذيب ظهرت حقيقتها".  

 

وزادت "الجميع يأخذ في الحسبان وزن حزب الشعوب الديمقراطي، لكن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يريدان استبعاد المعارضة الكردية من السياسة."

 

وقالت "هذه القوى تريد حبس حزب الشعوب الديمقراطي، لكن هذا غير ممكن. الجميع يعلم أن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يقتربان من نهايتهما".

 

ابتعاد عن الهدف

 

وحزب الشعوب الديمقراطي، هو ثالث أكبر الأحزاب تمثيلاً في البرلمان التركي، وأيد الحزب، في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول التي جرت في آذار/ مارس 2019، مرشح المعارضة الذي فاز بفارق ضئيل على مرشح حزب العدالة والتنمية.

 

وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن الكرد يشكلون نحو 15 بالمئة من سكان إسطنبول البالغ عددهم أكثر من 15 مليون نسمة، ويصوت معظمهم لحزب الشعوب الديمقراطي أو لحزب العدالة والتنمية.

 

وتعتبر المعارضة الكردية، كوفن، أن حزبها هو الأكثر قوة بين الأحزاب المعارضة. "لدينا مطالب كبيرة لإخراج بلدنا من هذه الأزمة".

 

وقالت "أصبحت المعارضة الكردية أملاً لشعب تركيا كله. تم انتخاب جميع الأحزاب لحكم البلاد وهناك حزب واحد لم ينتخب، (….)، يجب على الشعب التركي أن يرى الحقيقة ويعطي الإجابة الصحيحة، الظلام أم النور. الأسود أم الأبيض".

 

لكن مراقبين للشأن الكردي في تركيا يرون أن حزب الشعوب الديمقراطي قد ابتعد عن المطامح والأهداف الكردية، وهو ما نفته كوفن.

 

وقالت "كل شخص يعبر عن رأيه، لا يمكن للمرء أن يطلب من الجميع أن يقولوا الشيء نفسه. لكن بحسب رؤيتي، لا يمكن القول بأن حزب الشعوب الديمقراطي ابتعد عن هدفه القومي الكردي".

 

لكنها قالت أيضاً "يمكن أن يكون هناك ضعف ونقص في الممارسة العملية، لكن الحكم بابتعاده عن هدفه، ليس صحيحاً".

 

دعوة للتغيير

 

ولفتت كوفن، في حديثها حول جهود محاولة اقتراب الحزب من المجتمع أكثر، إلى أنه "يجب على حزب الشعوب الديمقراطي أن يتواجد ضمن المجتمع، حتى يتم منع أردوغان من خداع المجتمع، ويجب بذل الجهود  للتنوير".

 

وقالت "برزت  قوة حزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات البلديات. ضمن الحملة الانتخابية، خسر حزب العدالة والتنمية الكثير من البلديات".  مشددة على العمل، "من أجل تعزيز الديمقراطية، (….)، أولئك الذين يريدون أن يكونوا أصدقاء لنا، سيأتون ويناضلون معنا".

 

وأضافت كوفن "هناك ضغوط وهجمات قوية على حزب الشعوب الديمقراطي. كل يوم يتم تطوير الألاعيب".

 

وقالت، "نحن اليوم نتحدث عن إسقاط سلطة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، لأنه لا يوجد مجال لممارسة الحياة السياسية في تركيا، أبوابنا مفتوحة لجميع الأحزاب المعارضة من أجل دمقرطة واستقرار وأمان تركيا".

 

تركيا محتلة

 

وحول تزايد التوغل التركي في الأراضي السورية منذ العام 2016 والمستمر حتى الآن، قالت كوفن، "يريد أردوغان أن يحتل جميع البلدان المجاورة ووضعها تحت سيطرته، (….)، المثال الأبرز هو غربي كردستان (مناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا)".

 

وأوضحت المعارضة الكردية "عندما اندلعت الحرب السورية، كانت مناطق شمال وشرقي سوريا من أكثر المناطق أمناً، قام أردوغان بزعزعة أمنها واستقرارها، (….)، يقول أردوغان في خطاباته إنه لا يريد تقسيم سوريا، لكنه عملياً يحتل أراضي دولة أخرى ويفتح الأبواب أمام التقسيم، اليوم يحتل إدلب ويحمي المتشددين".

 

وأضافت "إذا خرجت تركيا من الأراضي السورية، ستكون هناك محادثات سياسية وستنتهي الحرب".