أسعار كهرباء "الأمبيرات" في مخيمات شمال إدلب في تصاعد دون رقيب
إدلب – نورث برس
ارتفعت أسعار كهرباء "الأمبيرات" في "مخيمات الشمال السوري" على الحدود السورية التركية شمال محافظة إدلب، بشكلٍ أثقل كاهل العائلات النازحة وأصحاب ورش العمل الصغيرة في الآونة الأخيرة، رغم تخفيض ساعات تشغيل المولدات الكهربائية المغذية للمخيمات.
وقال معتصم الخالد، وهو نازح في مخيم الأناضول، شمال إدلب، لـ "نورث برس"، إنّ سعر الأمبير يرتفع كل فترة وفي الوقت نفسه تتقلص مدة توفر التيار الكهربائي، لا سيما في الأشهر الأخيرة الماضية، حتى وصل سعر الأمبير مؤخراً لـ /7000/ ليرة سورية شهرياً، بينما كان قبل سبعة أشهر /2500/ ليرة فقط، فيما تنحصر مدة وصول التيار الكهربائي في ساعتين فقط.
وقال أحمد الموسى، وهو من نازحي شمال حماة ويعمل على عربة صغيرة لبيع الفول، إنّ موضوع تأمين الكهرباء يمثل مشكلة بالنسبة له، في وقت لا يكاد يجني مصاريف أطفاله الثلاثة، "أسعار الأمبيرات الباهظة لا تتناسب مع دخلنا ولا نعلم كيف نؤمّن تكاليفها الباهظة".
أمام هذا الواقع، يضطر بعض النازحين إلى قطع اشتراكهم وقضاء الليالي مع عائلاتهم في العتمة أو يجبرون على اللجوء لحلول بدائية بغية الحصول على إضاءة خافتة بلا كهرباء، بالإضافة إلى التخلي عن احتياجاتهم الأخرى كتشغيل الأدوات الكهربائية المنزلية.
ووجدت أم يوسف (اسم مستعار)، وهي نازحة من شمال حماة في مخيم شمال إدلب، نفسها مجبرة على فصل الاشتراك بعد الارتفاع الكبير بسعر الأمبير، حسب ما ذكرت لـ "نورث برس".
وقال علاء الشيخ، وهو نازح من جنوب إدلب، إنّ العائلات المقتدرة ماديّاً تعتمد على المولدات المنزلية الخاصة أو الطاقة الشمسية، بينما يعتمد آخرون على ضوء الشموع في ظلّ عدم توفر إمكانات لحل أفضل، وهي الشريحة الأكبر،.
وأضاف الشيخ أنّ الصناعيين وأصحاب المشاريع الكبيرة كالمعامل والمصانع وغيرها جهزوا أعمالهم بمصادر طاقة ووجدوا البدائل، إلا أن المتضرر الأكبر هم العائلات وأصحاب الورش الصغيرة والمحال التجارية الصغيرة.
وتشرف إدارة الكهرباء في إدلب على المدن الرئيسة كإدلب وسرمدا فيما تعتمد أسعار الأمبيرات في المخيمات غالباً على صاحب المولدة نفسه، حسب ما أوضحه محمد سعيد جلو، رئيس مجلس قاح المحلي.
وأرجع قدور شعبان، وهو صاحب مولدة في "مخيمات الكرامة"، في حديثه لـ "نورث برس"، سبب ارتفاع أسعار الأمبيرات إلى غلاء مادة "الديزل"، مشيراً إلى أن سعر البرميل في شركة "وتد"، التابعة لهيئة تحرير الشام في سرمدا يصل لأكثر من /130/ ألف ليرة سورية.
وأوضح الإعلامي تيم الغابي، لـ "نورث برس"، إن الكهرباء في كامل المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة تعتمد على مشاريع مولدات خاصة تغذّي أمبيرات المنازل، حيث يوجد في مخيمات الشمال السوري أكثر من /150/ مولدة.
وأضاف الغابي أن عدداً كبيراً من تلك المولدات توقفت عن العمل منذ إعلان تركيا لعملية "نبع السلام" على منطقتي رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض شرق الفرات، الأمر الذي تسبب بانقطاع كميات من مادة "الديزل" التي كانت تنقل إلى إدلب وريف حلب.
ويعاني سكان المخيمات الحدودية مع تركيا شمالي محافظة إدلب من تدهور قطاعات الخدمات والصحة والبيئة، وسط ازدياد أعدادهم بعد العمليات العسكرية مؤخراً بين القوات الحكومية بدعم روسي من جهة، والفصائل التابعة لتركيا والجيش التركي من جهة أخرى.