"المنسيات".. مُسنات سوريات في دور الرعاية المصرية وخارجها
القاهرة- محمد أبوزيد- نورث برس
تعيش نساء مسنات من اللاجئين السوريين إلى مصر في ظروف بالغة الصعوبة بعد أن تفككت أسرهن جراء مآسي الحرب واللجوء، ليعانين الحاجة للإيواء والعناية الصحية ومتطلبات الحياة الأساسية.
ولم تكن السيدة منال، في العقد السابع من عمرها، تعلم أن حياتها الهانئة في سوريا سوف تنقلب رأساً على عقب، وأنها ستبقى في شيخوختها تفترش الرصيف، ولا تدري أين تذهب.
تركت منال سوريا هرباً من نيران الحرب، واستأنست باجتماع أسرتها في مصر، لكنّ هذا الأُنس تلاشى سريعاً مع مغادرة أفراد الأسرة، لتبقى وحدها.
تقول إنها كانت رفقة قريبة لها، لكنها لم تشعر بالراحة معها، فاضطرت إلى ترك المنزل و"اللجوء إلى الرصيف"، قبل أن تنقذها إحدى الجمعيات الخيرية المصرية الرسمية، وتلحقها بدار رعاية مسنين.
منال، التي روت تفاصيل قصتها لـ "نورث برس"، هي واحدة مسنات كثيرات تعانين ظروفاً معيشية شديدة الصعوبة في بلدان اللجوء، وفي مصر ومع الظروف الاقتصادية الخانقة تتفاقم أوضاع بعضهن، لاسيما اللاتي تخلت عنهن أسرهن وبقين وحدهن تقريباً.
وتداول إعلاميون ونشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي نشر حالات عديدة لمسنات "منسيات" بحاجة للرعاية والمساندة، وذلك لإرشاد المؤسسات والجهات المعنية إليهن "إكراماً لشيخوختهن وحالتهن الصحية الصعبة".
"سيدة سوريّة تبلغ من العمر /70/ عاماً، تعيش بمفردها في مصر، وتصرف لها مفوضية شؤون اللاجئين شهرياً /500/ جنيه مصري، حوالي /32/ دولاراً أمريكياً.. مطلوب المساعدة في إيجاد دار مسنين مناسبة"، هكذا يعرض المراسل الصحافي، تامر أبو أمين، حالة المرأة السورية على صفحته بموقع "فيس بوك" لمساعدتها في إيجاد مأوى مناسب تتلقى فيه الرعاية الصحية الكاملة.
ولا توجد إحصاءات رسميّة معلنة عن عدد المسنات السوريات في مصر، كما لا توجد أي دراسات حالة بشأن أوضاعهن المعيشية. لكنّ مدير الهيئة العامة للاجئين السوريين في مصر، تيسير النجار، قد قدّر في وقت سابق نسبة الأطفال والنساء من إجمالي عدد السوريين المتواجدين في مصر بنحو 80%.
وتهتم مؤسسات مجتمع مدني مصرية ودولية عاملة في مصر، وأخرى سورية أيضاً في مصر بتقديم خدمات لشرائح من اللاجئين السوريين، وبينها من يهتم بدعم هؤلاء المسنات.
وقالت سامية عبد الحفيظ، مديرة إحدى دور المسنين بحي فيصل (محافظة الجيزة، جنوب مصر)، لـ "نورث برس"، إن مؤسسات المجتمع المدني المصرية، الخاصة برعاية المسنات، تفتح أبوابها للسوريات دون قيود أو عقبات في الإجراءات الرسمية. "لا توجد عقبات أمام استضافة الأخوات والأخوة السوريين من المسنين، ولا توجد أي تفرقة بين استضافة مصري أو سوري".
لكن لطيفة دغمان، مديرة مؤسسة "سوريات" في العاصمة المصرية القاهرة، وهي مؤسسة تختص بتدريب وتعليم النساء السوريات، قالت إنهن يعلمن بوجود حالات عديدة لمسنات يعشن ظروفاً قاسية، وتحتاج هذه الحالات إلى "عناية خاصة من مؤسسات تهتم بالمسنين".
وأشارت دغمان، خلال حديثها لـ "نورث برس"، إلى حالات يحالفها الحظ في الحصول على العون من مؤسسات رعاية مجتمعية، في حين لا تجد كثيرات أماكن استقبال لهن في محيطهن.