بسبب نقصها.. حرمان نازحين من المساعدات الإنسانية في ديريك
ديريك – سولنار محمد – نورث برس
لا يحصل نازحون في مدينة ديريك، أقصى شمال شرقي سوريا، على مساعدات من المنظمات المحلية والإنسانية العاملة في المنطقة بحجة أنهم ليسوا من منطقتي رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض، في حين يعاني المهجرون من المنطقتين أيضاً نقصاً في توزيع المساعدات الأساسية.
ويقول بعض النازحين، المقيمين في ديريك وريفها منذ سنوات، إنهم "لا يرون عدالة" في توزيع المساعدات الإنسانية حين يقال لهم أن هذه المساعدات مخصصة للنازحين الذين فروا من نيران العملية العسكرية التي قام بها الجيش التركي وفصائل المعارضة الموالية لها في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في /23/ شباط/ فبراير الماضي، قد أوصى مجلس الأمن الدولي بفتح معبر تل أبيض على الحدود السورية التركية لنقل المساعدات الإنسانية لسكان شمال شرقي سوريا بعد إغلاق معبر اليعربية الحدودي بقرار من المنظمة الدولية.
واعتبرت الإدارة الذاتية، على لسان الرئيس المشترك لمكتب الشؤون الإنسانية، المقترح الأممي "شرعنة للاحتلال ومساهمة في عملية التغيير الديمغرافي الذي يحصل في المناطق التي تحتلها تركيا" مطالبة بإخراج المساعدات الإنسانية من "التداول والابتزاز السياسي سواء بيد النظام السوري أو التركي".
وقال أبو محمد، وهو نازح سابق من منطقة كوباني يقيم في ديريك، ورفض الحديث أمام الكاميرا، إنه راجع مكتب شؤون المنظمات للحصول على مساعدة لكنهم أبلغوه أنه لا يحق له ذلك لأنه "نازح منذ فترة طويلة ومن مناطق غير رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض التي خصصت المساعدات لمهجريها".
وتابع أبو محمد، "لكن توجد عائلات من كوباني تحصل على مساعدات وفق المحسوبيات"، على حد تعبيره.
وقالت وهيبة محمد، نازحة من مدينة كري سبي/ تل أبيض، والتي تسكن في منزل بالأجرة مع عائلة والد زوجها، إنهم حصلوا لمرة واحدة على مساعدة غذائية، لكنهم لم يحصلوا حتى الآن على إسفنجات للنوم رغم تقديم الثبوتيات الشخصية التي تؤكد أنهم مهجرون من تل أبيض.
وأضافت محمد، لـ"نورث برس"، أنهم راجعوا مكتب شؤون المنظمات بديريك منذ شهرين لطلب الإسفنجات التي كانوا بحاجة ماسة لها خلال الشتاء الحالي، لكن المكتب " لم يقدم سوى الوعود، لقد شارف فصل الشتاء على الانتهاء، ونحن مقبلون على الصيف، سنكمل نومنا على الحصيرة".
وتأتي هذه الشكاوى من نازحين استقروا في ديريك، في وقت أفاد فيه نازحون آخرون من منطقتي رأس العين وتل أبيض بأنهم سجلوا أسماءهم لدى منظمات محلية وحصلوا على بعض المساعدات من منظمات محلية، " أعطونا إسفنجات وسلة غذائية يحصل عليها الجميع".
وكان مكتب شؤون المنظمات في ديرك قد قرر، خلال اجتماعات سابقة مع المنظمات غير الحكومية العاملة في المنطقة، أن يجري استهداف نازحي رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض أثناء توزيع المساعدات، لكنهم تلقوا شكاوى عديدة من نازحي مناطق عفرين والرقة ودير الزور في المدينة لعدم وجود أسمائهم في برامج المنظمات.
وقال مدير مكتب شؤون المنظمات في ديرك، شنكين عمر، لـ"نورث برس"، إن السبب يعود إلى عدم تلبية المساعدات التي يتم توزيعها لاحتياجات النازحين وأعدادهم، مشيراً إلى أن ما تقدمه المنظمات الإنسانية في ديريك لا يغطي حتى /50/ بالمئة من احتياجات نازحي رأس العين وتل أبيض وحدهم.
وأوضح عمر، أن /90/ % من المساعدات المقدمة من قبل هذه المنظمات، يجري توزيعها في المخيمات، في حين يتم الوصول للنازحين ضمن المدينة عن طريق المجالس المحلية "الكومينات" التي تزودهم بجداول توضح أسماء النازحين ومناطق نزوحهم.
وتشتكي الإدارة الذاتية مما تصفه بـ"تسيس" الملف الإنساني في مناطق شمال وشرق سوريا، حيث امتنعت المؤسسات التابعة للأمم المتحدة تقديم المساعدات إلى مخيم "واشوكاني" الذي أنشأته الإدارة الذاتية لنازحي منطقة سري كانيه عقب الهجوم التركي الأخير، بعد امتثالها لقرار محافظ الحسكة، وفق ما أعلنت مصادر في وقت سابق.
وأفادت جيلان خلف، مديرة البرامج في "جمعية كركي لكي الخيرية"، أنهم وزعوا الثلاثاء، سلات غذائية وإسفنجات وبطانيات على /17/ عائلة من رأس العين وتل أبيض تقيم في ديريك.
وأضافت خلف أنهم سيوزعون في وقت لاحق وصولات مالية على عدد محدد من النازحين "لتدبير أمورهم"، مشيرة أنهم لا يستطيعون تلبية حاجة جميع النازحين الذين قدموا إلى المدينة خلال سنوات سابقة، "لكننا طلبنا من منظمات دولية أن يتم تغطيتهم أيضا فيما بعد".
ويصل عدد العوائل النازحة من مدينتي سري كانيه وتل أبيض في ديريك إلى /110/ عائلات، في حين توجد /90/ عائلة مهجرة من عفرين و/90/ أخرى من كوباني، بينما يبلغ عدد العائلات النازحة من مناطق الرقة ودير الزور وحلب أكثر من /300/ عائلة في المدينة وريفها، حسب إحصاءات المنظمات المحلية ومكتب شؤون المنظمات في ديريك.
وكانت العملية العسكرية التي شنتها القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في مناطق رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض/ كري سبي، شمال شرقي سوريا، قد تسببت بنزوح /300/ألف شخص من تلك المناطق، وفق إحصائيات الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا.