مزارعو منطقة الكسرات بريف الرقة يشتكون من قلة الدعم الزراعي
الرقة – مصطفى الخليل – نورث برس
اشتكى مزارعون من منطقة الكسرات جنوب مدينة الرقة، شمالي سوريا، من ضعف الدعم المادي المقدم لهم من قبل المجلس المدني للمدينة والمنظمات المحلية والدولية، لتحسين إنتاجهم من الخضروات ومحاصيل الأشجار المثمرة.
وتشتهر منطقة الكسرات، المؤلفة من عدة قرى تقع بمحاذاة الضفة اليمنى على نهر الفرات، بزراعة البساتين والخضروات والمحاصيل الصيفية والشتوية، لتميّزها بتربتها الخصبة التي دعت البعض لوصفها بـ "السلة الغذائية لمدينة الرقة وقراها".
وقال المزارع أحمد الجلد، لـ"نورث برس"، إن عائلته تملك أقدم بستان في ريف الرقة، فهم يقومون بزراعة البساتين منذ خمسينيات القرن الماضي، إلا أن البستان كان قد تعرض لأضرار كبيرة أثناء العملية العسكرية لطرد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" منها صيف 2017.
وأضاف الجلد أنهم لم يتلقوا دعماً كافياً من لجان مجلس الرقة المدني أو المنظمات العاملة في المنطقة بعد، بينما كانوا يحصلون قبل الأزمة السورية على مستلزماتٍ لزراعة بساتينهم من وزارة الزراعة في الحكومة السورية.
واتجهت العديد من العائلات في قرية "كسرة فرج"، إحدى قرى الكسرات، إلى زراعة البساتين والأشجار المثمرة بدلاً من زراعة المحاصيل المعتادة في ريف الرقة كالقمح والشعير والذرة الصفراء والقطن، لعدة اعتبارات من بينها توفر المياه وخصوبة التربة في مساحات زراعية محدودة.
وطالب مزارعون من منطقة الكسرات مجلس الرقة المدني بإعادة تأهيل جسر الرقة "الجديد" الواصل بين ضفتي نهر الفرات، لتسهيل تأمين المواد اللازمة للزراعة ولتسويق المحاصيل، بالإضافة إلى حاجتهم لمستلزمات زراعية مثل البذار والمرشات والأسمدة والجرارات، ليتمكن مزارعو المنطقة من المحافظة على إنتاجهم وتطويره.
وقال وليد المحيمد، مزارع من قرية كسرة عفنان، إنه استدان مبلغ /500/ ألف ليرة سورية من تجار في سوق الهال بالرقة، لتنفيذ مشروعه الزراعي في زراعة بيوت بلاستيكية صغيرة، وذلك نتيجة قلة الدعم الزراعي المقدم لهم على حد قوله.
وقالت الرئيسة المشاركة للجنة الزراعة والري في مجلس الرقة المدني، ابتسام العبد، لـ"نورث برس" إنهم يقدمون الدعم للمزارعين ضمن الإمكانات المتاحة لهم، وإنهم "لم يقصروا مع أي مزارع"، على حد قولها.
وأضافت "لدينا خطط مستقبلية لدعم المزارعين بمرشات ظهرية وأخرى عن طريق الجرارات بالتنسيق مع الوحدات الإرشادية المحلية، ومن ضمنها وحدات منطقة الكسرات".
وأوضحت العبد أن لجنة الزراعة لا تتدخل بعمل المنظمات الإنسانية التي تدعم المزارعين، "لأن لها معايير خاصة لتقديم الدعم والخدمات، أهمها استهدافهم للمناطق الأشد فقراً".
وتقع منطقة الكسرات على سهل خصب يمتاز بتربته المتجددة، وتمتد من قرية العكيرشي /18/ كم شرق الرقة حتى أبو قبيع /11/ كم غربيها، ويفصلها عن مدينة الرقة جسرا الرقة القديم والجديد، ويمر منها الطريق الدولي الرقة – حلب، والطريق الرئيسي الرقة – دير الزور.
ويعد سوق الهال في مدينة الرقة، المحاذي لضفة نهر الفرات من الجهة الشمالية شرقي المدينة، السوق الوحيد حالياً لبيع منتجات المزارعين، بينما كان مزارعو الكسرات يصدرون منتجاتهم من الفاكهة إلى دول لبنان والأردن، وذلك قبل سنوات الأزمة السورية.