أزمة الخبز في دمشق.. استياء من الازدحام وسط تبرير بضبط الدقيق المدعوم

 

دمشق – نورث برس

 

تشهد الأفران العامة والخاصة في العاصمة دمشق، مؤخراً، ازدياداً في طوابير الزبائن أمامها بعد قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بإلغاء العمل الليلي للأفران العامة والخاصة، والذي رافقته عوامل أخرى زادت من صعوبة الحصول على الخبز.

 

وأصدرت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في /22/ شباط/ فبراير الجاري قراراً يقضي ببدء العمل في المخابز الخاصة والعامة من الخامسة صباحاً، مع إنذار تعريض مخالفي القرار لعقوبة وفق أحكام القانون رقم /14/ لعام 2015.

 

وقالت أم رامي، /50/ عاماً، من سكان حي المزة، إنها لا تحظى في بعض الأيام بالوصول إلى كوة بائع الفرن بعد انتظار قد يدوم لساعات، فتضطر لشراء الخبز من الباعة بسعر مضاعف.

ويشهد فرن المزة الذي ترتاده أم رامي ازدحاماً كبيراً بسبب قرار تحديد ساعات العمل، بالإضافة لكونه يقع على المتحلق الجنوبي، وهو طريق حيوي يصل مدينة دمشق بأرياف الجديدة والسومرية وقطنا.

 

واتهم محمد العبد، /35/ عاماً، من سكان حي الشيخ سعد، مربي الثروة الحيوانية بوقوفهم خلف تصاعد الأزمة، بسبب قيامهم، حسب معلوماته، بشراء كميات كبيرة من الخبز "لتيبيسه ومن ثم إعادة بيعه للمربيين  كعلف للمواشي  كونه أرخص بكثير من المواد العلفية الأخرى".

 

وأثناء متابعة قامت بها "نورث برس"، أوضح مربو مواشٍ من ريف دمشق أنهم يشترون كيلو الخبز الجاف "اليابس" من باعته بـ /200/ ليرة للكيلو الواحد، بينما تدعم وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك  مادة الدقيق لتصل للمخابز بسعر /18/ ليرة سورية للكيلو الواحد.

 

وكان معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، جمال الدين شعيب، قد قال الأسبوع الفائت لوكالة الأنباء السورية "سانا"، إن هدف قرار تحديد ساعات عمل الأفران هو "منع عملية التلاعب وسرقة الخبز أو المخصصات والتركيز على جودة الخدمة وتأمين المادة التي كانت تفقد صباحاً بسبب القيام بالعجن والخبز ليلًا ليتم الانتهاء عند الساعة السادسة صباحاً".

 

من جانبه، قال الدكتور جليل إبراهيم، مدير الشركة العامة للمخابز، إن عملية الإنتاج أصبحت الآن أمام أعين المواطنين الذين "باتوا شركاء في عملية الرقابة على العملية الإنتاجية" للحد من التلاعب بإنتاج المادة وهدر مستلزمات الإنتاج كالطحين والخميرة والمازوت التي كانت تتم سرقتها في بعض الأحيان من بعض ضعاف النفوس حيث يتلاعبون بإنتاج هذه المادة في الليل دون مراقبة، على حد تعبيره.

 

وينص قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على بدء عملية الخَبز في أفران القرى من الساعة السادسة صباحاً، في حين تبدأ في أفران المدينة السابعة صباحاً، كعملية تنظيمية لضبط استهلاك كميات الدقيق المدعوم.

 

وتخصص وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية الرقم /119/ لتلقي الشكاوى التموينية وتقول إن بإمكان المواطنين إرسال الشكاوى حول الأفران عبر تطبيق "عين المواطن" على الإنترنت، إلا أن العديد من الأشخاص لا يثقون بجدوى هذه الآلية، وفق ما تحدث سكان لـ "نورث برس".

 

وكانت الوزارة قد أوضحت، في تصريحات سابقة لوسائل إعلام رسمية ومحلية، أن أغلب الشكاوى الواردة تتركز على نوعية الخبز الرديئة "بسبب خبزه ليلاً وتكدسه بطريقة غير صحية".