ازدياد الإصابات بالتهاب الكبد في كوباني لنقص اللقاحات وعدم توفر المعالجة

كوباني – فتاح عيسى/ فياض محمد – نورث برس

 

ازدادت حالات الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي في مدينة كوباني، شمالي سوريا، وسط فقدان الأدوية الخاصة بعلاج المرض في المشافي والمراكز الصحية التابعة للإدارة الذاتية في كوباني، فيما لجأ غالبية المصابين إلى شراء الأدوية بأسعار مرتفعة من المحافظات السورية الأخرى، وخاصة مدينة حلب.

 

وقال عادل إيبي (32 عاماً)، من سكان كوباني ووالد لطفل مصاب بمرض التهاب الكبد (اليرقان الركودي)، لـ"نورث برس"، إن عمر طفله كان يبلغ أربعين يوماً حين أخبره الطبيب بإصابته وضرورة معالجته في دمشق، لكنه لم يتمكن من دخول مناطق الحكومة السورية لأنه لا يمتلك أوراقاً ثبوتية رسمية.

 

عدم توفر العلاج

 

وأضاف إيبي أنه اتجه إلى مدينة القامشلي لمعالجة طفله لكن دون جدوى، حيث تم تحويله مجدداً إلى مراكز صحية تابعة للحكومة السورية بسبب عدم وجود أجهزة حديثة خاصة بتشخيص المرض كما أن الأدوية الخاصة بعلاج المرض غير متوفرة في المشافي الخاصة والتابعة للإدارة الذاتية، ما اضطره لاستعمال أدوية خاصة بالكبار وبجرعات قليلة لمعالجة طفله.

 

رأى إيبي أن من واجب المنظمات الطبية الدولية والجهات المحلية المعنية العمل على توفير الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة عموماً، لا سيما في ظل ازدياد عدد المصابين في منطقته، وصعوبة الحصول على مثل هذه الأدوية في الصيدليات الخاصة.

 

ويساهم التقيد بإعطاء الأطفال اللقاحات الدورية من تقليل خطر الإصابة بمرض التهاب الكبد بدرجة كبيرة، كما تتوفر اللقاحات الخاصة بالكبار لدى منظمة الهلال الأحمر الكردي بكميات قليلة نسبياً، بحسب الهلال.

 

ازدياد المصابين

 

وبلغ عدد المصابين الذين راجعوا مشفى كوباني خلال شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير فقط من العام الحالي /25/ مصاباً بنوعي التهاب الكبد (B وC)، فيما لا تتوفر بيانات دقيقة عن أعداد المصابين في كوباني وريفها في ظل عدم وجود مركز خاص بمعالجة الأمراض المزمنة في المنطقة، بحسب ما أوضحه الدكتور خورشيد فاحي من المشفى.

 

 ويتم كشف غالبية الحالات المصابة في كوباني لدى إجراء تحاليل الدم، لكن أغلب المصابين يضطرون للتوجه إلى مناطق الحكومة السورية لتلقي العلاج.

 

نقص الوعي الصحي

 

وأوضح الطبيب خورشيد فاحي، أن لالتهاب الكبد الوبائي الفيروسي عدة أنواع هي (A,B,C,E)، وتختلف بحسب نوع الفيروس ، لافتاً إلى أن نقص الوعي بطرق انتشار المرض تساهم في ازدياد حالات الإصابة به، وخاصة ما يخص الاهتمام بالنظافة الشخصية واستخدام أدوات طبية وشخصية غير معقمة، لا سيما عند الحلاقين.

 

وأضاف فاحي، أن التهاب الكبد من نوع (C) ينتقل عن طريق الدم الملوث أو عن طريق الممارسة الجنسية، لافتاً أن أهم أعراضه هو الإسهال والإقياء والوهن العام وفقدان الوزن وصولاً إلى ظهور الدم في البراز، ويؤدي عدم معالجة المرض المزمن بالأدوية إلى تعقيدات صحية مثل "تشمع الكبد أو سرطان الكبد" واحتمال الوفاة في نهاية الأمر.

 

قلة اللقاحات

 

وعن عدم توفر اللقاحات، قال الرئيس المشارك لهيئة الصحة في إقليم الفرات، الدكتور أحمد محمود، أن اللقاحات الخاصة بمرض التهاب الكبد تصل من المنظمات الطبية العالمية بكميات قليلة في ظل تراجع دعم هذه المنظمات للمنطقة، في حين يتم توزيع الأدوية المعالجة للمرض عبر منظمة الصحة العالمية (WHO)، ولا تصل للمنطقة لأن المنظمة العالمية تقوم بتوزيعها على الحكومات فقط.

 

وكان الهلال الأحمر الكردي قد أعلن توقف الخدمات في /11/ مركزاً صحياً شمال وشرقي سوريا بعد قرار الأمم المتحدة إغلاق معبر اليعربية الحدودي مع العراق مطلع العام الجاري، في  حين قال مارك لوكوك، منسق عمليات الإغاثة في حالات الطوارئ في المنظمة الدولية أن /400/ ألف مادة طبية مخصصة للمدنيين في شمال وشرقي سوريا بقيت عالقة في العراق بسبب إغلاق المعبر.

 

وأضاف محمود أن لجان الصحة في الهيئة تقوم بالإشراف على تعقيم الأدوات الطبية لدى الأطباء وقامت بتوفير لقاحات خاصة ضد المرض للأطباء والحلاقين لحمايتهم من الإصابة بالمرض ومنع نقله لأشخاص آخرين، بالإضافة إلى الإشراف على التخلص من النفايات الطبية بطرق آمنة وصحية.

 

وتعمل هيئة الصحة حالياً في إقليم الفرات، على تأمين مصدر دائم وثابت لتأمين الأدوية الخاصة بعلاج أمراض الكبد رغم أسعارها المرتفعة من أجل توفيرها للمرضى في مشفى كوباني بشكل مجاني، بحسب إدارة الهيئة.