ورشة صناعية في عامودا.. تواجه صعوبات رغم تغيير المنتج مراراً
عامودا – أفين شيخموس – نورث برس
داخل ورشة صناعية مليئة بالصاج والقضبان الحديدية على أطراف مدينة عامودا، شمال شرقي سوريا، يتفقد عمران شمس الدين بيك (49 عاماً)، مدى جاهزية المواد المطلوبة لديه ليبدأ بتصنيع طلبية لأحد الزبائن.
يشتغل العمال في هذه الورشة على تصنيع البوابير (مواقد تعمل بواسطة الكاز)، وكل منهم مختص بإنجاز مرحلة محددة من عملية تصنيع الموقد الحديدي، بعد أن كانت الورشة تصنع سابقاً قواعد للاقطات الفضائية "الستلايت" والأبواب الحديدية و خزانات المياه المنزلية.
وكان أهالي المنطقة قد اضطروا بين حين وآخر في السنوات الأخيرة إلى اللجوء إلى موقد الكاز(البابور) بدل موقد الغاز المنزلي بسبب فقدانه، كما حصل في الأيام السابقة، بالإضافة إلى غلاء مادة الغاز المنزلي مقارنة بسعر الكاز أو المازوت الذي يستخدمونه في إشعال "البابور".
وتعتبر الورشة التي يديرها شمس الدين بيك، الوحيدة المنتجة لمواقد الكاز في المدينة وعموم منطقة الجزيرة، بعد أن هاجر أصحاب الورش الأخرى، وتوقف آخرون بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية للصناعة.
لكن صاحب الورشة لم يستطع الاستقرار على نوع محدد في إنتاجه، فقد تعددت المنتجات خلال سنوات عمله في هذه الورشة، وانتقل من صناعات حديثة كقواعد اللاقطات الفضائية إلى تقليدية كالأبواب الحديدية ثم صناعة مواقد الكاز والتي تعتبر من الصناعات التراثية القديمة، بالإضافة إلى صناعة الكرفانات والتي تعتبر أيضاً حديثة الظهور في مدن المنطقة.
ومن بين ستة عمال في الورشة، تحدث محمد دقوري (30عاماً) عن أقسام الورشة التي تحوي على "الحدادة الفرنجية" التي تنتج الأبواب وقواعد مواقد الغاز والكاز، فيما يصنعون في قسم الصاج صحون اللواقط الفضائية التي جلبوا آلة لتصنيعها من مدينة حلب، و"هي الوحيدة من نوعها في الجزيرة وتحتاج لخبرة في تشغيلها"، على حد قوله.
وتأثر عمل هذه الورشة أيضاً بصعوبة وصول المواد الأولية القادمة من مدينة حلب وتكاليفها الباهظة، ويقول شمس الدين بيك إنه كان يدفع سابقاً /10/ ألف ليرة سورية لشحن طن واحد من المواد الحديدية، لكنه يدفع الآن /60/ ألف ليرة سورية.
وكانت العملية العسكرية التركية في منطقتي رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض قد تسببت منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بانقطاع بعض الطرق الرئيسة، أبرزها الطريق الدولي M-4، ما أدى لاعتماد التجار على طرق بديلة أكثر أماناً، لكن أكثر تكلفة بسبب طولها.
ويشير شمس الدين بيك إلى أن ارتفاع سعر الدولار وتأرجحه مؤخراً تسبب بتوقف البيع حيناً وخسارة كبيرة في المبيعات حيناً آخر.
وتقتصر خطط صاحب الورشة على تأمين مستلزمات الإنتاج الأساسية وتحقيق دخل أفضل لعماله في ورشته الحالية، لأن فكرة توسيع نطاق عمله ليشمل مدناً أخرى في الجزيرة، تحتاج إلى " عدد كبير من العمال بأجرة أفضل"، فهو يدفع ما يقارب /100/ ألف ليرة سورية لكل عامل، لكن هذا المبلغ لا يرضي عماله بسبب غلاء المعيشة.
وأضاف " لا أستطيع اليوم توفير الأموال اللازمة بسبب غلاء الشحن والحصار المفروض على المنطقة".