إدلب – نورث برس
يعاني السكان والنازحون في بلدة أطمة الحدودية مع تركيا شمالي إدلب، من تدهور الواقع الخدمي، في ظل غياب شبه كامل للجهات المعنية من منظمات إغاثية أو ما تعرف بوزارة الخدمات في "حكومة الإنقاذ" التابعة لـ "هيئة تحرير الشام".
وقال "محمود بسام" من سكان بلدة أطمة لـ "نورث برس" إن وضع الخدمات في البلدة سيء للغاية، لا سيما الطرقات التي تتحول إلى مستنقعات مائية مع هطول الأمطار، ناهيك عن الحفر المنتشرة في كل شوارع البلدة والتي تتسبب بأضرار لأصحاب الآليات.
ويشير" بسام" إلى أن شوارع البلدة تثقل كاهل السائقين والمارة معاً، مع استمرار إهمالها وافتقادها لأعمال الصيانة منذ سنوات.
وتدفع حالة الطرقات المتردية بعض المدنيين إلى شراء مادة "الحجر المكسر" على نفقتهم الخاصة، ومدها بمداخل منازلهم، كحل اسعافي للتخفيف من المشكلة التي تعانيها البلدة.
وكانت البلدة قد شهدت حركة إعمار كبيرة في السنوات الماضية، نتيجة الازدحام السكاني فيها، من دون أن يتم إنشاء شبكات صرف صحي جديدة، بينما لا تتحمل شبكة الصرف الصحي القديمة الضغط الكبير عليها، ما يتسبب بتسرب المياه إلى الشوارع، لتزداد مخاوف السكان من انتشار الأمراض والأوبئة بين أطفالهم.
وقال إبراهيم محمد من سكان الحي الغربي لأطمة، إن تعطل شبكة الصرف الصحية القديمة يتسبب بانبعاث الروائح الكريهة، إضافة إلى عودة مياه الصرف الصحي إلى منازل الأهالي، كما أن انتشار الحشرات ساهم في ظهور وباء اللايشمانيا، خلال فصل الصيف".
وكانت "اللايشمانيا" أو ما يعرف محلياً بـ(حبة حلب) قد انتشرت مؤخراً بشكل لافت في مناطق عديدة من ريف إدلب الشمالي، نتيجةً لعدم وجود خدمات الصرف الصحي، وعدم ترحيل النفايات يومياً، وانتشار مستنقعات المياه الملوثة قرب الأحياء السكنية، والمخيمات.
شكاوى بلا جدوى
ورغم أن الأهالي في أطمة تقدموا بعدة شكاوي لمجلس البلدة الذي أعطى وعوداً بإصلاحها، إلا أنه "عاد وتحجج بعدم توفر الإمكانيات لاحقاً"، وفق ما يذكر بعضهم.
من جهته يقر رئيس المجلس المحلي في بلدة أطمة "عبد الرحمن الصالح" لـ "نورث برس" إن البلدة "تعاني من واقع خدمي سيء للغاية، في ظل غياب دور المنظمات الإنسانية والجمعيات".
كما يصنف المسؤول المشكلات التي تعانيها البلدة إلى "مشكلتين أساسيتين، أولها الطرقات التي بات وضعها لا يطاق، خصوصاً أن البلدة والمخيمات التابعة لها تضم أكثر من خمسمائة ألف نسمة من مختلف المحافظات السورية".
وأما الثانية، "فهي مشكلة الصرف الصحي التي تفاقم من معاناة السكان، ذلك أن شبكة الصرف الصحي القديمة لم تعد تتحمل الضغط الهائل عليها، ما يدفع كثيراً من الأهالي إلى حفر جور فنية على نفقتهم الخاصة، إلا أنها غالباً ما تطوف مسببة انتشاراً واسعاً للروائح الكريهة ونشاطاً للحشرات والقوارض"، وفق قوله.
ويرى "الصالح" أن معظم الأعمال الخدمية التي يقوم بها المجلس على نفقته الخاصة، يتم تمويلها من الموارد القليلة التي يحصل عليها، سواء من "الفرن الخيري في أطمة، أو من المحال التجارية العائدة للمجلس"، بالإضافة لأموال الجباية من الأهالي والتي تعود لصالح عمال البلدية.
ورغم أن مجلس أطمة يتبع إدارياً لوزارة الخدمات في "حكومة الإنقاذ"، إلا أنها "لم تقدّم للمجلس أي خدمة" بحسب الصالح، الذي يؤكد أن البلدة بحاجة لتنفيذ مشاريع خدمية تخفف من معاناة السكان والنازحين، خاصة وأن البلدة ومخيماتها أصبحت وجهة لمئات آلاف النازحين من مناطق الصراع في شمال غربي سوريا.
وتتبع بلدة أطمة إداريا لناحية الدانا في منطقة حارم بمحافظة إدلب، حيث تضم معبراً حدودياً مع تركيا، تستخدمه فصائل المعارضة السورية عادة في تواصلها مع الجانب التركي، كما تحوي عدة مخيمات لنازحين من ريف إدلب الجنوبي والشرقي وريف حلب الغربي.