بعد نزوحهم بسبب القصف التركي.. طلاب يتلقون دورات دراسية مجانية في القامشلي

 

تقرير ريم شمعون – شربل حنو

 

يستمر مركز الخليل الخاص بتدريس طلاب شهادة التعليم الأساسي في مدينة القامشلي بإعطاء دورات دراسية مكثفة للطلاب النازحين جراء العملية العسكرية التركية في منطقتي رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض، بالإضافة إلى طلاب آخرين يعانون من ظروف خاصة.

 

وتسببت العملية العسكرية التركية على المنطقة، بحرمان /86/ ألف طالب من الدراسة وتوقف /5224/ معلم ومعلمة عن العمل، بالإضافة إلى خروج /810/ مدرسة عن الخدمة، بحسب بيان لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا.

 

وكان المركز قد أعلن عن مبادرته، بالتعاون مع مجموعة من المدرسين، أواخر العام الفائت إبان هجمات تركيا والفصائل التابعة لها على مناطق رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض، لتبدأ الدورات فعلياً قبل نحو شهر.

 

وقالت الطالبة رغد العدواني، النازحة من مدينة رأس العين/ سري كانيه، إنها اضطرت للتوقف عن الدراسة ولم تستطع التسجيل في مدرسة جديدة بسبب النزوح، كما أنها لم تستطع التسجيل في دورات خاصة مأجورة بسبب الظروف نفسها.

 

وتشير العدواني إلى أنها تقدمت للتسجيل في مركز الخليل بعد سماعها بالمبادرة التي أطلقها مجموعة من المدرسين، لتبدأ بالاستعداد لتقديم امتحانات شهادة التعليم الأساسي هذا العام بعد استكمال الدروس المكثفة المجانية التي يقدمها المعهد.

 

واستقبل معهد الخليل للعلوم واللغات في حي العنترية بالقامشلي، ما يقارب /30/ طالباً وطالبة ممن تنطبق عليهم معايير التسجيل في الدورات المكثفة المجانية، بإشراف مدرسين مختصين لمواد الرياضيات و الفيزياء والكيمياء واللغة العربية بالإضافة إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية.

 

ومن الطلاب المستفيدين من مبادرة المعهد ومدرسيها، الطالب آزاد عباس، الذي توفي والداه وأختاه في قرية "حداد" التابعة لمدينة تربه سبي/ القحطانية، /30/ كم شرقي القامشلي، جراء قصف لطيران الحكومة السورية على القرية عام2012 .

يقول عباس إنه انقطع عن الدراسة لمدة طويلة، لكنه يحضر نفسه الآن لتقديم امتحانات الصف التاسع (شهادة التعليم الأساسي) بعد التحاقه بالمعهد.

 

 

وأوضح شكري يوسف، مدرس مادة الرياضيات وأحد المشاركين في المبادرة، أنه الهدف من المبادرة كان "لمساعدة الطلاب الذين لا يستطيعون تغطية نفقات الدروس الخصوصية،  في ظل صعوبة الأوضاع المعيشية وحالات النزوح الكبيرة التي أتت نتيجة الحرب والقصف على مدن شمالي سوريا".

 

ويشير يوسف إلى أن تدريس المواد يشمل عدة مراحل، تتضمن مراجعة القواعد الأساسية لبناء أساس قوي عند الطلاب، يأتي بعدها تكثيف الدروس ليستعد الطالب للامتحان دون أي عوائق، على حد قوله.

وتقتصر مبادرة المعهد هذا العام على طلاب شهادة التعليم الأساسي، إلا أن القائمين عليها يطمحون لأن تشمل مستقبلاً طلاب المرحلة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي، لمد يد العون للطلاب الذين لا تستطيع عائلاتهم تأمين الدورات الدراسية لهم نتيجة أسعارها الباهظة في مدينة القامشلي.

 

وأوضحت جيهان عثمان، مديرة المعهد، أن اهتمامهم بالطلبة يشمل التواصل مع أولياء أمورهم عبر الهالتف وحث الطلاب على الالتزام بحضور الدروس ومتابعتها، للوصول إلى مستوى من الجاهزية للامتحان وتحقيق نتائج متقدمة فيها، على حد تعبيرها.

وتتراوح أسعار الدورات الدراسية لمجموعات طلاب الشهادة الثانوية في المراكز الخاصة بين /20/ ألف و/75/ ألف ليرة سورية لكل مادة حسب حجمها وعدد الدروس اللازمة لتدريسها، بحسب ما أفاد به مدرسون وطلاب من القامشلي.