تراجع ملحوظ لحركة العمران في عامودا خلال العام الجاري

 

عامودا-أفين شيخموس-نورث برس

 

سجل قطاع العمران في مدينة عامودا، شمال شرقي سوريا، تراجعاً ملحوظاً خلال الأشهر القليلة السابقة، بعد سيطرة الجيش التركي وفصائل المعارضة المسلحة على منطقتي رأس العين/ سري كانيه وتل أبيض الحدوديتين، بالإضافة لارتفاع أسعار مواد البناء على خلفية تدهور قيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.

 

وقال عماد داوود، /40/ عاماً، وهو نجار بناء نزح منذ أشهر من مدينة رأس العين/ سري كانيه، واستقر بمدينة عامودا، إن العمل قليل في المدينة، "آمل أن يشهد قطاع العمران في المنطقة تحسناً ويتجاوز محنته".

 

وكانت مدن وبلدات شمال شرقي سوريا قد شهدت، خلال السنوات السابقة، حركة اقتصادية وعمرانية نشطة بسبب الاستقرار الذي حظيت به وتوفر فرص العمل فيها، مقارنة مع مناطق سورية أخرى تراجع فيها النشاط الاقتصادي والعمراني خلال سنوات الحرب.

 

وشهدت عامودا، /27/ كم غربي مدينة القامشلي، خلال العام 2019 نشاطاً ملحوظاً في إنشاء المباني السكنية والمحال والمنشآت الصناعية الصغيرة، وازداد عدد الرخص الممنوحة من قبل بلدية الشعب التابعة للإدارة الذاتية.

 

وبلغ إجمالي الرخص الممنوحة من الدائرة الفنية التابعة للبلدية منذ إعلان الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عام 2014 ، /324/ رخصة بناء، نفذت جميعها، بحسب ما أفاد به حسن بوزو، رئيس قسم الدائرة الفنية في البلدية.

 

ومنحت الدائرة /237/ رخصة بناء في المدينة خلال عام 2019 وحده، أي بمعدل /20/ رخصة في الشهر الواحد، في حين لم تسجل البلدية منذ بداية العام الجاري سوى منح تسع رخص، بحسب الدائرة الفنية في بلدية عامودا.

 

وأعاد ولات محمود جانكير،/50/ عاماً، وهو متعهد وصاحب مقلع لمواد البناء، تراجع حركة العمران في عامودا إلى الهجوم التركي على مدينة رأس العين/ سري كانيه بالإضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار وعدم ثبات أسعار المواد خلال الأشهر الأخيرة.

 

وقال كاوا عصمت، تاجر للعقارات ومواد البناء في مدينة عامودا، إن تغير أسعار مواد البناء كان المؤثر الأبرز على تناقص حركة البناء، فقد وصل سعر كيس الإسمنت حالياً إلى /5000/ ل.س بينما كان سابقا بـ/2500/ ليرة سورية، وكان الطن الواحد من الحديد يباع سابقا بـ/630/ دولار بينما يصل سعره اليوم إلى /800/ دولار أمريكي.

 

من جهة أخرى، قال عصمت إن عملية الإقبال على البيع والشراء للعقارات تضاءلت بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، الأمر الذي دعا البائعين وتجار العقارات لاحتساب سعرها وفقاً للدولار، بينما يقارن الشاري السعر الجديد بالقديم وفقاً لليرة السورية.

 

" الشقة التي كانت تباع بـ /24/ ألف دولار أي ما يعادل  /12/ مليون ليرة سورية، أصبح سعرها حالياً /20/ ألف دولار لكن السعر الجديد يعادل /22/ مليون ليرة سورية ويراه الناس غير مناسب".

 

ويقطن حوالي /50/ألف شخص في مدينة عامودا التي يعود تاريخ السكن فيها إلى أكثر من /150/ عاماً ، وتتبع لها حوالي /160/ قرية.