نازحون من أرياف إدلب يختارون البقاء في المدينة على أمل العودة

 

إدلب – نورث برس

 

اكتظت مدينة إدلب بالنازحين بعد سيطرة قوات الحكومة السورية على مدينتي معرة النعمان وسراقب وأريافها جنوب وشرق إدلب وفي ريف حلب الغربي، وافترشوا الحدائق والساحات والمساجد بعد عدم استيعابهم في مخيم الملعب.

 

واضطر غالبية النازحين للسكن في أبنية غير مجهزة، أو اللجوء للمساجد والحدائق، بحثاً عن مأوى يقيهم مع أولادهم مخاطر القصف بعد أن عجزت مخيمات "الشمال السوري" على الحدود السورية التركية عن استيعاب الأعداد الكبيرة للنازحين.

 

وقال هاني الأسمر، وهو نازح من مدينة سراقب، لـ"نورث برس"، إنه نزح مع عائلته إلى مدينة إدلب بعد اشتداد القصف على سراقب ولجأ إلى مسجد في المدينة ليتوجه بعدها إلى المناطق الحدودية بحثاً عن مأوى، لكن "الازدحام وموجات النزوح الكبيرة التي حدثت في الأيام الأخيرة، أجبرتني على العودة لمدينة إدلب والسكن في مخيم الملعب".

 

وقالت نازحة من معرة النعمان، رفضت ذكر اسمها، وهي أرملة تقيم مع طفليها في مخيم الملعب، إن تدخّل تركيا كان السبب في ما حصل لمدينتها معرة النعمان التي تأمل العودة إليها قريباً، "لا نريد مساعدات من أحد ولا نريد أن يتدخل أردوغان ولا غيره في مصيرنا، أريد الأمان فقط لي ولأطفالي".

 

وقال عبد القادر حلّاق، المشرف على مخيم الملعب البلدي بمدينة إدلب، أن النازحين الذين يتوافدون على المدينة هم ممن يأملون العودة إلى منازلهم، فيفضلون البقاء في المدينة ليكونوا قريبين من مناطقهم في حال توفر فرصة للعودة.

 

وأوضح حلاق أن عجز المخيمات في المناطق الحدودية عن استيعاب أعداد النازحين دفعهم إلى اللجوء للأماكن العامة في المدينة إلى أن قامت إدارة المهجرين في المدينة بتأمينهم في الملعب الرياضي بعد تجهيزه بالمستلزمات الضرورية.

 

وأجبر سكان مدن وبلدات ريفي إدلب الشرقي والجنوبي بالإضافة لريف حلب الغربي على الاختيار بين البقاء تحت القصف واشتداد المعارك أو التوجه للمخيمات العشوائية قرب الحدود التركية والتي تنعدم فيها الخدمات، في حين اضطر آخرون للتوجه إلى مدينة إدلب رغم عدم استثنائها من قصف القوات الحكومية والطائرات الروسية.

 

وقال فهد الجاسم ، وهو مهجر من قرية معرة الدبسي بريف معرة النعمان، لـ"نورث برس"،

 

إن نزوحه قبل شهرين إلى إدلب "الأكثر أمناً" لم يُنهِ مخاطر القصف والقذائف التي تتساقط هنا أيضاً.

 

وجهّزت إدارة المهجرين في مدينة إدلب مخيماً داخل الملعب البلدي وقامت بتجهيز الغرف والمهاجع التابعة لبناء الملعب لإيواء النازحين ومن ثم بدأت باستقبال الفارين من المعارك في معرة النعمان وسراقب وأريافهما.

 

لكن عدم استيعاب المخيم المجهز على عجل لأعداد النازحين، أبقى الكثيرين منهم في حدائق وأبنية غير مجهزة.

 

وقال أبو حسين (اسم مستعار)، مسؤول في إدارة المهجرين، إن العائلات التي كانت متواجدة في ثلاثة مساجد بالمدينة تم إيواؤها في الملعب البلدي، "بعد تجهيز الصالات وفرشها ريثما يتم تأمين خيم لنقلهم إليها".

 

وأوضح أنهم يواجهون نقصاً كبيراً في توفر الخيم خاصة، والدعم المنظماتي بالمواد اللوجستية والإغاثية عموماً.

 

وبلغ عدد النازحين الذين دخلوا إدلب المدينة منذ بداية العام الجاري ثمانية آلاف عائلة، استقبلت إدارة المهجرين /750/ عائلة منها، بالإضافة إلى إيواء نحو/650/ عائلة في مخيمات إدلب المدينة ، وفق ما أورده أبو حسين.

 

وذكرت منظمة "منسقو استجابة سوريا"، وهي منظمة محلية معنية بالشؤون الإنسانية في شمال غربي سوريا، الأسبوع الفائت في بيان لها، أن أعداد النازحين المتوجهين إلى المخيمات المنتظمة والعشوائية على الحدود التركية السورية وإلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة التابعة لتركيا في جرابلس وإعزاز وعفرين بلغت منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2019 حتى 18 شباط/فبراير 2020 ، /163,626/ عائلة، تقيم معظمها في العراء وتحت الأشجار.