عائلات نازحة من مخيم عين عيسى تسكن خيماً عشوائية في ريف الشدادي

 

الشدادي – باسم الشويخ – نورث برس

 

اضطر نازحون من مخيم عين عيسى شمالي الرقة إلى الفرار من المخيم إثر استهدافه من الطائرات التركية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ليلجأ معظمهم إلى مخيمات أخرى أو مراكز إيواء في الرقة والحسكة، لكن البعض منهم اضطر أن يقطن في خيم ومدارس بظروف معيشية صعبة.

 

عائلة محمد الفرحان، البالغ من العمر /27/ عاماً، والتي كانت قد نزحت من دير الزور إلى مخيم عين عيسى، اضطرت مرة أخرى للنزوح إلى ناحية العريشة بريف الشدادي جنوبي مدينة الحسكة.

 

وقال الفرحان، "عندما شنت تركيا هجوماً على المنطقة، تعرض مخيم عين عيسى لعدة ضربات جوية من الطائرات التركية، ما أثار الخوف بين قاطني المخيم، فاضطررنا إلى الخروج من المخيم وتوجهنا إلى هذه المنطقة".

 

وكان مخيم عين عيسى يحوي قبل الهجوم التركي  /13/ ألف نازح من الرقة ودير الزور، بينهم أفراد عائلات لعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" الأجانب فروا من المخيم بسبب حالة الفلتان الأمني.

 

وتسبب الهجوم التركي بحالة فلتان أمني في المخيم وفرار المئات من أفراد عوائل تنظيم "داعش"، بالإضافة إلى نزوح المقيمين في المخيم بسبب استهدافهم من قبل الطائرات التركية، بحسب بيان الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا في /13/ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

 

وتعيش عائلة الفرحان، مع ثلاث عائلاتٍ أخرى في خيم عشوائية في ناحية العريشة وتعاني ظروفاً معيشية صعبة، في ظل غياب شبه تام للمنظمات الإنسانية التي تقدم المساعدات الضرورية، وذلك نتيجة توجه الإدارة الذاتية إلى دعم مخيمات النازحين ومراكز الإيواء. "نسكن في خيم عشوائية، لعدم قدرتنا على السكن في بيوت الآجار".

 

وبقيت العائلات الأربع معاً، تجمع ثلاثاً منها صلة قرابة بينما كانت الرابعة أيضاً تسكن بالقرب منهم في مخيم عين عيسى، وتوجهت إلى مركز ناحية العريشة على أمل تأمين فرص عمل لأفرادها، لكن غلاء آجارات المنازل دفعها لنصب الخيم في مساحة أرض لم يمتنع أصحابها من نصب خيم العائلات فيها.

 

 

وأسست الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا مخيم "واشوكاني" /13/ كم غربي الحسكة في بداية تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، كما أنشأت مخيم "تل السمن" /30/كم شمالي الرقة لاستقبال النازحين من منطقتي رأس العين وتل أبيض.

 

وكانت الإدارية في مخيم "واشوكاني"، دلال برو، قد قالت في/21/ كانون الثاني/ يناير الفائت لـ"نورث برس"، إنهم قاموا بإيقاف استقبال المزيد من العوائل النازحة بسبب نقص في المساعدات الإنسانية واللوجستية، إلى جانب عدم توفر خيم جديدة.

 

ويقطن في المخيم حوالي /7500/ شخص، إلى جانب عدد آخر يقطن في مدارس تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين في مدينة الحسكة، بحسب الإدارية في المخيم.

 

وكانت أخبار نقص المساعدات في المخيم قد دفعت الفرحان وأقرباءه للعزوف عن التوجه له وتفضيل التواجد قرب مناطق سكنية بعد معاناتهم لسنوات من حياة المخيمات.

 

وقالت صبحة كامل، البالغة من العمر /65/ عاماً، من العائلات ذاتها والتي تقطن أربع خيم متجاورة، إنها لا تستطيع إعالة أولادها وأحفادها لعدم امتلاكهم مردوداً يومياً يعيلهم، وإنها تعاني من آلام الظهر "الديسك" ولا تستطيع معالجة نفسها نتيجة وضعها المادي المتردي، على حد قولها.

 

وتسببت العملية العسكرية التركية في شرق الفرات في 9 تشرين الأول/ أكتوبر، بنزوح نحو /300/ ألف شخص فروا من مناطق سكنهم ونزوحهم، بحسب إحصائيات منظمة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش).