حلب – علي الآغا – نورث برس
تعاني منطقة جبرين والقرى التابعة لها في ريف حلب الشرقي من نقص في الخدمات وإهمال تأهيل البنية التحتية، منذ سيطرة قوات الحكومة السورية عليها في أواخر عام 2016 بعد معارك عنيفة بين قوات الحكومة السورية من جهة وفصائل المعارضة المسلحة من جهة ثانية.
غياب الخدمات الأساسية
تعد منطقة جبرين، والواقعة بالقرب من المطار الدولي لحلب، منطقة صناعية ومحطة حلب للقطارات ومركز تجمع أقطان، وقد تحولت أقبية محالجها إلى مساكن مؤقتة لاستقبال العائلات النازحة من شرق مدينة حلب منذ منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2016، بعد استعادة السيطرة عليها.
ورغم ذلك، لم تعطِ الحكومة السورية أولوية لعمليات تأهيل الطرقات والكهرباء وشبكات المياه فيها، إذ يقول سكان المنطقة، لـ"نورث برس"، إن سوء الطرقات ووعورتها، إلى جانب جريان مياه الصرف الصحي فيها، يحول دون استخدامها من قبل الأفراد والآليات.
وقال عبد الحي الفياض، لـ"نورث برس"، إنهم لا يستطيعون السير في هذه الطرقات خلال فصل الشتاء لشدة وعورتها.
وأكد الفياض أنهم ومنذ انتهاء الصراع في المنطقة، يشتكون من عدم وجود أنابيب للصرف الصحي، ويطالبون مجلس مدينة حلب بإيجاد حلّ سريع لهذه النواقص التي لم تعد تحتمل، إلى جانب مطالبتهم لمديرية الكهرباء بتمديد شبكة كهرباء منذ ثلاث سنوات، لكن دون أن يلقوا آذاناً صاغية.
من جهة أخرى، لم تتم عملية تمديد أنابيب مياه الشرب منذ ثلاث سنوات، حيث يقوم الأهالي بالاستعانة بصهاريج المياه وتعبئتها في خزانات خاصة.
مدارس غير مؤهلة
قال مدير مدرسة "طيبة" الابتدائية، التابعة لمنطقة جبرين، محمّد خلف الجاسم، إن المدرسة لا تحتوي صفوفاً كافية، مع حاجة لإصلاح بلاطة الباحة ودورات المياه والأبواب، "نكرر كل فترة طلبنا لمديرية التربية لكن دون رد".
وتتسرب مياه الأمطار من أسقف معظم المدارس في المنطقة مياه الأمطار إلى جانب عدم توفر حمامات في بعضها، في حين غُطيت الأبواب بأجزاء من خيم مقدمة من منظمة اليونسيف.
وأشار الجاسم إلى أن المدرسة غير آمنة بسبب عدم وجود سور يحمي الأطفال من مخاطر الطريق الذي تعبره آليات زراعية، ولذلك "نجد حالة فوضى أثناء الدولم، ونتأمل استجابة المديرية لطلبنا، ووضع حلول سريعة بأقصى سرعة".
وبلغ عدد الشكاوي التي قدمها الأهالي لمديرية التربية والجهات المعنية الأخرى أكثر من /48/ شكوى، لكن دون جدوى.
حلول إسعافية لا جذرية
وأوضح نائب محافظ حلب، المهندس أحمد الياسين، أن النقص الخدمي ملحوظ جداً ولكن الظروف التي تمر بها مدينة حلب لا تسمح حتى الآن بتمديد خطوط كهرباء ومياه وغيرها، بسبب عدم وجود عدد كافٍ من الطواقم الفنية لتفعيل كافة المناطق في الوقت ذاته.
وشدّد بأنهم كـ"مجلس محافظة حلب" يدرسون نقص الخدمات في جبرين، ويناقشونها مع جميع المدراء المعنيين بالموضوع من أجل إيجاد حل إسعافي للأهالي، لحين إيجاد حلول جذرية في المستقبل.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين قد ذكرت، في تقريرها الصادر أيار/ مايو 2017، أنه تمت "عملية إجلاء من الأجزاء الشرقیة لمدینة حلب نهاية عام 2016 وتحول مأوى جبرين والأقبية غير المفروشة في المحالج بالقرب من المنطقة الصناعية، إلى مساكن مؤقتة لاستقبال هذه العائلات".
وقد أدى استمرار تدفق السكان النازحين إلى ازدياد عدد الأشخاص الذين يبحثون عن المأوى في مراكز لم تكن مجهزة بمرافق للصرف الصحي والنظافة.
وتتبع أكثر من /30/ قرية لبلدة جبرين التابعة خدمياً لتنظيم مدينة حلب، ولا يصل التيار الكهربائي أيّاً منها وتعاني معظمها من عدة نواح خدمية.