سكان من إدلب يخشون صفقة قد تؤدي إلى حصار أو تقسيم

إدلب – نورث برس

 

عبّر سكان من مدينة إدلب لـ"نورث برس" عن مخاوفهم من "حصار" أو "تقسيم" جراء صفقات على حسابهم، بعد تقدّم القوات الحكومية شمال غربي سوريا واستعادة سيطرتها على مناطق خفض التصعيد.

 

وتمكنت قوات الحكومة السورية من التقدم بشكل متسارع في ريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي وفي ريفي حلب الغربي والشمالي الغربي بعد سيطرتها على مدينة معرة النعمان في /29/ من كانون الأول/ ديسمبر الفائت واستعادة السيطرة على أوتوستراد حلب – دمشق الدولي في /11/ من شباط/ فبراير الجاري، ما سبب أزمة نزوح كبيرة.

 

وقال وائل العبدالله، وهو نازح من مدينة سراقب ومقيم حالياً في مدينة إدلب، لـ"نورث برس"، "سبّبت سيطرة النظام على المناطق من خان شيخون حتى سراقب نزوح الناس بأعداد كبيرة، ووضعهم الآن مأساوي جداً في المخيمات والحدائق والأماكن العامة".

 

وأضاف العبد الله أنه رغم دخول أرتال تركية من معبر باب الهوى وكفر لوسين إلى الأراضي السورية في إدلب، إلا أنهم لا يعولون عليها بقدر ضرورة الإسراع في توحيد الفصائل في هذه الظروف.

 

"أتمنى أن تتوحد الفصائل فيما بينها وتحت راية واحدة لأنه لا ناصر لنا سوى الله، ولا نعتمد على تركيا ولا على غيرها".

 

وطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، بانسحاب قوات الحكومة السورية من بعض المواقع في مناطق إدلب بحلول نهاية شباط/ فبراير الجاري، قائلاً "هذا آخر تحذيراتنا، وبات شن عملية عسكرية في إدلب وشيكاً".

 

وقال خالد المصطفى، أحد قاطني مدينة إدلب، في حديثه لـ"نورث برس" ، إنه يخشى استمرار انحسار المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة في ظل عدم وجود تحرك فعلي على الأرض من قبل تركيا "التي تكتفي بتصريحات سياسية"، لأن النتيجة ستكون حصار إدلب، "ربما خلال ليلة وضحاها نقع تحت حصار في مدينة إدلب".

 

وأضاف، "تمكن النظام من السيطرة على مساحات واسعة من إدلب وحلب خلال فترة قصيرة ، وخسرنا الكثير، بينما الجيش التركي لا ينفذ ولا يفكر أن يتحرك أو يقدم شيء على الأرض بل يكتفي بالتصريحات السياسية، وكل التصريحات من أردوغان وحتى من أمريكا أو السعودية هي كلام فارغ".

 

وتحدّث خالد بيطار، من أبناء إدلب، لـ"نورث برس"، عن مخاوف السكان من تقسيم المنطقة، معتبراً كل ما يجريصفقة لتقسيم النفوذ،  "من المحتمل أن تكون لعبة من تحت الطاولة مع النظام وروسيا وأمريكا لتسليم مناطق واقتسام مناطق حدودية ".

 

وأضاف أن احتمال التقسيم قد يؤدي لوقف إراقة الدماء والسماح بعودة المهجرين لبيوتهم، "للأسف سوريا كلها مجزأة أصلاً".

 

وكان تحالف المنظمات الإنسانية غير الحكومية السورية "SNA" قد قال، في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، إن نحو مليون سوري نزحوا جراء العمليات العسكرية الأخيرة في شمال غربي سوريا، /81/ % منهم نساء وأطفال.

 

وأضافت "SNA" أن مخيمات النازحين مكتظة، ومن النادر أن تتوفر منازل لإيواء النازحين، فليس لدى المدنيين خيار سوى المبيت في العراء أو تحت الأشجار.