استمرار حرمان سكان الرقة من الكهرباء العامة ومبالغ كبيرة تدفع للأمبيرات

الرقة- أحمد الحسن- نورث برس

 

أصدرت بلدية الشعب في مدينة الرقة في السادس عشر من شهر شباط/ فبراير الجاري قراراً يقضي برفع أسعار الاشتراكات الشهرية لكهرباء المولدات الخاصة "الأمبيرات" في المدينة من /800/ ليرة سورية إلى /1000/ ليرة سورية أسبوعياً للأمبير الواحد، مقابل عشر ساعات تشغيل ثابتة في اليوم.

 

ويحتاج كل منزل إلى أربع أمبيرات وسطياً لتشغيل الإنارة وبعض الأدوات الكهربائية الأساسية بمبلغ يعادل  /16/ ألف ليرة سورية في الشهر الواحد.

 

ويعتمد سكان مدينة الرقة على المولدات الخاصة في الأحياء لإيصال التيار الكهربائي إلى منازلهم ومحلاتهم التجارية، في ظل عدم توفر تيار الكهرباء النظامية في المدينة، بسبب انهيار البنية التحتية ومن بينها شبكات الكهرباء، جراء القصف والمعارك التي شهدتها المدينة في العام 2017 بين قوات سوريا الديمقراطية ومسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

 

في محاولة غير مجدية، يحاول إبراهيم العبدالله (68  عاماً) من سكان حي "الرافقة" إقناع بلدية الشعب في المدينة بالعدول عن قرار زيادة سعر الاشتراكات الأسبوعية لكهرباء الأمبيرات لما يفرضه من أعباء على السكان.

 

وقال العبدالله متذمراً من القرار "المواطن أصبح بين المطرقة والسندان، التجار من جهة وأصحاب المولدات من جهة، جميعهم يستغلوننا".

 

وأضاف العبدالله مخاطباً الرئيس المشارك لبلدية الشعب في الرقة "ترجعون رفع الأسعار إلى غلاء المحروقات ونحن بلد منتج للنفط، لماذا لا توفرون المازوت لأصحاب المولدات بسعر مدعوم؟ لم نعد نحتمل أي غلاء آخر".

 

وكانت الإدارة الذاتية قد رفعت أسعار المحروقات خلال الأشهر الماضية، من بينها مادة المازوت المستخدمة للتدفئة والتي ارتفع سعرها من /55/ إلى /75/ ليرة سورية، فيما تسبب فقدانها في محطات الوقود إلى ارتفاع المادة نفسها في السوق السوداء إلى أكثر من /300/ ليرة.

 

وجاء قرار رفع أسعار "الأمبيرات" بعد العديد من الشكاوي المقدمة من قبل أصحاب المولدات الذين أبدوا تذمرهم من غلاء الأسعار وخاصة المحروقات، حيث توقف البعض عن العمل وعزم القسم الأكبر على التوقف إذا لم يتم رفع أسعار الاشتراكات، حسب بلدية الشعب في الرقة.

 

من جانبه يصف نضال جدوع، /56/ عاماً، من سكان حي الفردوس بمدينة الرقة القرار بـ" الجائر"، مضيفاً "نحن بلد منتج للنفط ورغم ذلك يباع المازوت للمواطن بـ/300/ ليرة  سورية"، في إشارة إلى توجه السكان للسوق السوداء نتيجة عدم توفره في محطات الوقود.

 

وعزا جدوع جزءاً كبيراً من الغلاء إلى قرار رفع سعر المازوت " غلاء المحروقات حجة لرفع الأسعار".

 

ويصل عدد مولدات "الأمبيرات" التي تعتمد عليها أحياء الرقة لتأمين حاجتها من الكهرباء لأكثر من(260) مولدة موزعة في مختلف أحياء المدينة.

 

وأوضح الرئيس المشارك لبلدية الشعب في الرقة، أحمد الابراهيم، لـ"نورث برس"، أن سبب إصدار قرار رفع سعر الاشتراكات الشهرية جاء لإرضاء أصحاب الاستثمارات في هذا المجال، "كنا مقبلين على حملة إضراب لأصحاب المولدات".

 

وأضاف أن البلدية تتأسف لاضطرارها لزيادة أسعار الاشتراكات الشهرية لكهرباء الأمبيرات،

 

ولكن "ارتفاع سعر الدولار وأسعار المحروقات، أجبرنا على اتخاذ هذا القرار".

 

وكحلٍّ بديل، نوه الإبراهيم إلى أن الأهالي في الأحياء الفقيرة يستطيعون تقديم طلب إلى مجالس الأحياء لتخفيض عدد ساعات تشغيل المولدات من 10// ساعات إلى /8/ ساعات في اليوم، ليبقى سعر الأمبير الواحد /800/ ليرة سورية.