ثلوج يوم واحد في القامشلي.. شلل في الأسواق وأزمة في الخدمات

القامشلي – محمد حبش – نورث برس

 

أدى تساقط الثلوج في مناطق الجزيرة شمال شرقي سوريا، ليوم واحد الأسبوع الفائت، إلى شل حركة الأسواق وانقطاع طرق رئيسية تسبب بصعوبة التنقل بين مدن وبلدات المنطقة، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي في بعض المدن ناهيك عن ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية وعلى رأسها مادة الخبز.

 

في القامشلي، أكبر مدن المنطقة تسبب تساقط الثلوج فيها بإغلاق شبه تام للأسواق يومي الخميس والجمعة الماضيين في حين ارتفع سعر  ربطة الخبز  إلى ثلاثة أضعاف.

 

في الساعات الأولى من نهار الخميس حاول شمس الدين، وهو بائع خضروات في سوق القامشلي، إزالة الثلوج المتراكمة أمام محله، لكنه تفاجأ بعد ساعات بغياب شبه تام للحركة في السوق الذي يشهد عادة اكتظاظاً في هذا الوقت من النهار.

 

"توقفت حركة المدينة بسبب الثلوج، أين سيتبضع الناس (….)".

 

وألقى شمس الدين باللوم على "الإدارة الذاتية" لتراخيها في التحضير لحالات الطوارئ، كالتي تشهدها المدينة الآن، "من يديرون هذه المدينة لم يجهزوا شيئاً لهذا اليوم، فسعر  ربطة الخبز ارتفع اليوم من /100/  إلى  /350/ ليرة". 

 

يقول سكان في المدينة إن "الشلل" لم يقتصر على حركة الأسواق بل انقطعت الطرق الرئيسية بين القامشلي والبلدات شرقاً وغرباً.

 

فراس حسن، وهو من سكان القامشلي ويعمل موظفاً في مدينة رميلان النفطية، لم يتمكن يوم الخميس من الذهاب إلى وظيفته بسبب تراكم الثلوج و انقطاع الطرق.

 

"لم أستطع الوصول لمكان عملي بسبب انقطاع الطرق".

 

مع هذا الواقع اضطرت شركات النقل في الكراج الرئيسي بالقامشلي في منطقة الصناعة إلى إلغاء جميع الرحلات بسبب "الأحوال الجوية السائدة"، حسب موظفين في تلك الشركات، "لم نستطع تأمين الطريق، خشينا وقوع حوادث".

 

وبلغت كميات هطول الثلج في القامشلي /13.6/ ملم بحسب المديرية العامة للأرصاد الجوية في سوريا.

 

ويقصد القامشلي سكان البلدات والأرياف المحيطة بها بشكل يومي، بهدف التبضع من الأسواق بالإضافة إلى مراجعة الأطباء وتلقي العلاج وتسيير المعاملات في الدوائر الرسمية.

 

فاضل النهيّر، من أهالي بلدة تل كوجر الحدودية مع العراق والتي تبعد /90/ كم، عن القامشلي، وصل المدينة بصعوبة صباح  الخميس، لاقتناء حاجات "ضرورية" لعائلته، إلا أنه لم يتمكن من العودة إلى المنزل واضطر لحجز غرفة في أحد الفنادق، "لم أستطع العودة بسبب إغلاق الطرق ولم أشتر حاجات عائلتي بسبب إغلاق الأسواق، سأضطر اليوم للبقاء هنا".

 

خلال العام الفائت شكلت "الإدارة الذاتية" في شمال وشرقي سوريا، لجنة طوارئ بعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة الشتاء الماضي ثم انتشار الحرائق التي طالت المحاصيل الزراعية في موسم الحصاد.

 

وتعمل اللجنة، التي تضم ممثلين من البلدية وإدارة المرور وقوى الأمن الداخلي ولجنة الاقتصاد، على معالجة حالات الطوارئ التي تطرأ بشكل مفاجئ، وفق بيانات صدرت حين إنشائها.

 

لكن سكان في القامشلي انتقدوا ما وصفوه بـ"ضعف وعدم جدوى اللجنة" بعد ما مروا به خلال يومي تراكم الثلوج.

 

وقال ممثل البلدية في لجنة الطوارئ، مسعود يوسف، لـ"نورث برس"، إنهم وضعوا كل طاقاتهم في اليوم الأول من تساقط الثلوج لفتح الطرق في المدينة وإليها، "صحيح أن الوضع في الساعات الأولى من الصباح كان غير مناسب، لكننا قمنا بعملنا بشكل عاجل".

 

ونفى يوسف ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية، ولا سيما الخبز، مشيراً إلى أنهم قاموا بجولات على المخابز وكان السعر مناسباً، ولم يتلقوا شكاوى بهذا الخصوص "لم نشهد حالات غلاء في مادة الخبر، ولكن تخوف الأهالي من استمرار تساقط الثلوج دفعهم لأخد كمية أكبر من حاجاتهم، ما أدى إلى ازدحام على الأفران".

 

لكن مشكلات ركود الأسواق وانقطاع بعض الطرق رافقه انقطاع للتيار الكهربائي عن كامل مدن القامشلي والحسكة وعامودا والدرباسية وبلدة تل تمر، دام ليومين متتالين بالإضافة إلى نقص في توفر اسطوانات الغاز المنزلي طبقاً لسكان تحدثوا لـ"نورث برس".