بعد سنوات من اللجوء.. عراقيون في مخيم الهول يطالبون حكومة بلادهم بإعادتهم

الحسكة – دلسوز يوسف / جيندار عبدالقادر – نورث برس

 

يطالب اللاجئون العراقيون القاطنين في مخيم الهول شمال شرقي سوريا، حكومة بلادهم بتهيئة مناخ آمن لإعادتهم إلى ديارهم بعد سنوات من خروجهم هرباً من الحرب، مشيرين إلى أن أوضاعهم سيئة جداً، وأنهم قلقون على مصيرهم، مع تزايد حالات القتل بحق اللاجئين العراقيين من قبل نساء عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

 

ويقطن في مخيم الهول أكثر من /40/ ألف لاجئ عراقي، جاؤوا إلى سوريا في فترات متفاوتة، عقب سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على مناطقهم عام 2014.

 

ومع القضاء على الوجود الأخير للتنظيم في سوريا والعراق، يطالب اللاجئون العراقيون بالعودة إلى ديارهم، في ظل تغاضي حكومة بلادهم عن قضيتهم.

 

إذ تطالب "أم إبراهيم" وهي سيدة من مدينة القائم العراقية، والتي تعيش منذ /4/ سنوات في مخيم الهول، حكومة بلادها بإعادتها للتمكن من علاج زوجها المصاب بمرض "الصرع"، والالتقاء بطفلتها التي تركتها لدى والدتها عند الفرار من ديارها.

 

وأضافت بأن أوضاعهم داخل المخيم "مزرية" مع حلول الشتاء، إذ تقول: "المياه تغمر خيمنا، فضلاً عن برودة الجو التي أصابت أطفالنا بالأمراض".

 

كما عبرت أم إبراهيم عن تخوفها من حالات القتل المتزايد بحق اللاجئين العراقيين داخل المخيم مؤخراً، فتضيف قائلة: "بتنا نخاف على أرواحنا من الذبح، ننتظر بفارغ الصبر متى يحل الصباح خوفاً من القتل أو الخطف، لا ندرك أسباب القتل من يقوم بذلك؟! والأوضاع هنا باتت لا تطاق نهائياً".

 

بدوره طالب اللاجئ عبد المالك أحمد من محافظة الموصل، حكومة بلاده بالنظر إليهم "بعين العطف"، مشيراً إلى أنه خرج من منزله بإرادته لقساوة الحرب، مشبهاً حاله في ذلك "كحال جميع العراقيين".

 

وطالب أحمد (44 عاماً)، الحكومة العراقية بتسيير رحلات للعودة، وتابع قائلاً "كل من له صلة تواصل مع الإرهابيين، فليحاسبوه".

 

ويردف أحمد بأن "العراق يوجد فيه قانون وأجهزة أمنية يمكنها محاسبة المخربين، أما الآخرون الذي فروا من الحرب لماذا يبقون هنا في هذه المخيمات التي ليس فيها نسبة /1%/ من الراحة الإنسانية، فالخيم مشققة والبرد أهلكنا".

 

ويخشى معظم اللاجئون العراقيون في مخيم الهول من العودة إلى بلادهم تخوفاً من قضية الاعتقال من قبل قوات الحشد الشعبي التي تعمد لملاحقة العائدين الذين يمتون بصلة قرابة مع من تورطوا في الانخراط ضمن صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية"، الذين غالباً ما يكون مصيرهم مجهولاً.

 

أما الشاب إسماعيل مزهر من محافظة صلاح الدين العراقية، قال لـ"نورث برس" بأن منزله تدمّر جراء الحرب، وأَضاف "يوجد هنا عوائل منذ أربع سنوات وما دون، فالمشاكل الأمنية باتت كثيرة، والوضع الخدمي سيء جداً والأمطار تغمر خيمنا".

 

ويلقي مسؤولون في الإدارة الذاتية ومجلس اللاجئين العراقيين في مخيم الهول، اللوم على الحكومة العراقية بمماطلة ملف عودة اللاجئين إلى ديارهم.

 

وفي هذا السياق، قال رئيس مجلس الهول للاجئين العراقيين بمخيم الهول فارس البرغوث لـ"نورث برس"، إنه منذ سنتين لم يُفتح باب الرحلات للعودة إلى العراق، مشيراً إلى أنهم بالتنسيق مع الإدارة الذاتية قاموا بأكثر من /3/ مرات بتجهيز قوائم لأسماء العائدين رفضتها الحكومة العراقية.

 

وبحسب البرغوث، أن عدد اللاجئين العراقيين في مخيم الهول يتجاوز /40/ ألف شخص، مؤكداً أن "قسماً كبيراً منهم بات له أكثر من ثلاث سنوات، في المخيمات".

 

وختم قائلاً: "حتى الآن لا يوجد بوادر رحلات للعودة، ولا ندرك توقيت استئناف العودة للعراق، إلا أن هناك وعود وهي حتى اللحظة حبر على ورق وليست بجدية".