الخزانة الأمريكية تردع محاولة معارض سوري وشريكه الإسرائيلي في الاستيلاء على النفط السوري
واشنطن – NPA
كشفت شبكة أمريكية خفايا قصة بطلها معارض سوري بارز في واشنطن ودبلوماسي سوري سابق، حاول الاستيلاء على النفط السوري وحلم بجمع ثروة من استثمار النفط بالاستعانة بمواطن إسرائيلي وصفته بـ"غريب الأطوار".
فمنذ بداية الثورة السورية وكان للمعارضة السورية نظرياتها الخاصة تجاه اسرائيل والتي لا تنطلق من رغبة في عقد السلام بالمنطقة، ولكن من قناعة متجذرة بأن اسرائيل قادرة على فعل كل شيء، فكان هناك زيارات من معارضين سوريين لإسرائيل ومحاولات التقارب مع أطياف مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة أو إطلاق شعارات من قبيل "فلتسقط لنا إسرائيل الأسد وسنفعل لها ما تريد".
هذا الشعار جاء ايماناً من المعارضة بنظريات المؤامرة التي تعتقد أن إسرائيل تمتلك قدرات خارقة على تغيير الواقع في سوريا، أو أن اسرائيل تمتلك زمام الأمور لمباركة حكم عائلة الأسد أو عزل الشرعية عنها، دون النظر الى الأمور بواقعية، ودون قراءة علمية لدور اسرائيل وأهدافها وقدراتها في المنطقة.
وانطلاقاً من هذه القناعات التي تجذّرت على مدى السنوات وخاصة مع استمرار واقع عدم سقوط الأسد، واقتناع بعض المعارضين بأن اسرائيل هي من تحميه، وهي من تأمر وتنهي في سوريا، كشفت شبكة "ذا ريسون" الأمريكية عن خفايا قصة كان بطلها المعارض السوري البارز في واشنطن "بسام بربندي" وهو دبلوماسي سوري سابق حاول الاستيلاء على النفط السوري وحلم بجمع ثروة من استثمار النفط.
هذه المحاولة جاءت عبر استعانة المعارض بمواطن إسرائيلي وصفته الشبكة الأمريكية، بأنه رجل مغامر وبلا نفوذ و"غريب الأطوار" ظناً من بربندي، أن جلب الإسرائيلي كشريك له في عملية "الاحتيال" للحصول على النفط، سيكون كلمة السر لتحقيق مبتغاه.
وكشفت "ذا ريسون" عن اجتماعات عقدها المعارض السوري بسام بربندي مع رجل الأعمال الإسرائيلي السابق "موتي كاهانا" في محاولة لترتيب خطة تمكنهم من الحصول على الضوء الاخضر من إدارة ترمب لاستثمار النفط السوري.
وجاء في القصة التي نشرتها الشبكة الأمريكية أن كاهانا وبربندي في محاولة للتحايل على الإدارة الأمريكية حاولوا الادعاء بأن عائدات هذا النفط المستثمر، ستذهب إلى منظمات خيرية كردية، وبالتالي سيستفيد منها الكرد بشكل يتناسب مع الهدف الذي وضعته إدارة ترمب، بعد قرارها بالبقاء في مناطق النفط.
إلا أن أكبر مسؤولي الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، أعلنوا بأن بربندي وكاهانا وخطتهم لاستثمار النفط، ليست أكثر من عملية نصب واحتيال لا تباركها الإدارة الذاتية، ولم تعطها الضوء الأخضر.
ويثير النفط أطماع عدد من الأطراف من تنظيم "الدولة الاسلامية" إلى المعارضة السورية وإيران، وخاصة في المناطق النفطية من دير الزور، إذ أنها كانت تنتج في ظل سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" رغم سوء طريقة معالجة النفط من قبل التنظيم، أكثر من نصف مليون دولار أمريكي يومياً، عبر تصديره بشكل غير قانوني إلى تركيا والعراق.
بينما يقول خبير الطاقة بيتر هاريل، أن قيام الولايات المتحدة باستثمار النفط السوري بالطريقة الصحيحة لتأمين المنطقة وأمنها تحت حكم "قسد"، بعد هزيمة التنظيم المتطرف مع تصدير النفط على نطاق واسع بشكل قانوني، قد تكون طريقة ناجحة ومربحة لكسب عائدات جيدة منه.
واصطدمت محاولة الاحتيال التي كان يخطط لها بربندي وكاهانا برفض كامل من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأميركية، وهي الجهة الوحيدة القادرة على منح أي طرف سوري إذن الاستثمار في النفط، وتصديره بشكل قانوني.
حيث قال الباحث هاريل أن محاولة بربندي كاهانا تم ردعها عبر رفض جذري من "أوفاك" منحهم أي رخصة للاستثمار في النفط أو الدخول الى مناطقه.
وقالت شبكة "ذا ريسون" أن كاهانا يمتلك شبكة علاقات واسعة مع المعارضة السورية، بما في ذلك المعارض بسام بربندي الذي يقول أنه يملك منصب مستشار سياسي للجنة المفاوضات العليا التي تمثل الائتلاف الوطني في الخارج، والتي وصفتها الشبكة بأنها اليوم و"المجلس الوطني" ليس أكثر من نمر ورقي.