رغم استئناف العملية التربوية.. تخوّفٌ لأهالي كوباني من إرسال أبنائهم للمدارس جراء التهديدات التركية

عين العرب / كوباني – فتاح عيسى / فياض محمد – NPA

 

لا يزال أهالي مدينة عين العرب / كوباني، يتخوفون من إرسال أطفالهم إلى المدارس، خشية التهديدات التركية على المنطقة، بعد أن استأنفت هيئة التربية في إقليم الفرات العملية التربوية في الرابع من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الجاري.

وكانت جميع المدارس في مدينتي عين العرب / كوباني وتل أبيض / كري سبي، توقفت في العاشر من شهر تشرين الأوّل / أكتوبر الفائت، بسبب التهديدات التركية والعملية العسكرية، التي شنّتها برفقة فصائل المعارضة المتشدّدة على مدينتي رأس العين / سري كانيه وتل أبيض / كري سبي.

 

تخوفات الأهالي

 

يقول محمود قاسو /50/ عام، من أهالي قرية ماميت بريف كوباني الجنوبي لـ"نورث برس" إنّه امتنع عن إرسال أبنائه للمدرسة في الفترة الماضية، لأنّ المدينة شهدت تهديداتٍ تركيةً ما أدى لإثارة المخاوف لدى أهالي الطلاب تحسباً لأيّ طارئٍ أمنيّ قد يحدث في المنطقة.

كما أشار إلى أنّ الوضع قد تغيّر حالياً، حيث تشهد المدينة استقراراً وعودة للطلاب إلى المدارس.

ويطالب قاسو، هيئة التربية والمعنيين فيها بالعمل على تعويض الطلاب، نتيجة انقطاعهم عن التعليم لمدة شهر، من خلال تكثيف الدروس.

وأشار قاسو إلى أنّ التهديدات التركية أثرت على الطلاب بالدرجة الأولى، بخاصةٍ "أنّ تركيا كدولةٍ عدوةٍ للشعب الكُردي تهدف إلى زرع الخوف بين الأهالي لمنعهم من إرسال أطفالهم إلى المدارس لتلقي التعليم".

 

قلة أعداد الطلاب

 

بدورها توضّح الطالبة في المرحلة الثانوية هيفين بيرو /18/ عام في مدرسة "الشهيدة هوكر" في مدينة كوباني، أنّ أعداد الطلاب الذين يداومون في المدرسة حالياً، لاتزال قليلة رغم مرور ثلاثة أسابيع على استئناف العملية التربوية، مع تخوف من الأوضاع الأمنية جراء التهديدات التركية وامتناع الأهالي عن إرسال أبنائهم للمدارس.

وتضيف بيرو أن أعداد الطلاب في صفهم لم تتجاوز العشرة في الأسبوع الأول من إعادة افتتاح المدارس من أصل /25/ طالباً، كانوا يداومون مع بدء العام الدراسي الحالي.

ولفتت إلى أن قلة عدد الطلاب سببه الأوضاع غير المستقرة وتخوف الأهالي من إرسال أبنائهم إلى المدرسة "خوفاً من أي هجومٍ قد تشنه تركيا على المدينة أو خشية سقوط قذائف على المدرسة".

 

مناشدة لأهالي الطلاب

 

من جهتها توضح عدلة عبدو أوغلو /24/ عاماً المدرِّسة في مدرسة "الشهيد أزاد كوباني" أن التهديدات التركية على المنطقة تسببت بإغلاق المدارس ومغادرة الطلاب وأهاليهم للمدينة باتجاه القرى وانقطاعهم عن التعليم.

كما أشارت إلى أن أعداد الطلاب في المدارس كانت قليلةً جداً بعد إعلان استئناف العملية التربوية وإعادة افتتاح المدارس حيث ازدادت أعداد الطلاب بشكل تدريجي.

وناشدت أوغلو أهالي الطلاب إرسال أبنائهم إلى المدارس "كي لا يحرموهم من التعليم خلال العام الدراسي، مشيرةً إلى أن الأوضاع أصبحت آمنةً نسبياً مقارنة مع بقية المدن والمناطق المجاورة".

إلى ذلك أكد المتحدّث باسم إدارة المدارس في مقاطعة كوباني عدنان حسو، أن أعداد الطلاب الذين عادوا إلى المدارس بعد استئناف العملية التربوية في الرابع من الشهر الجاري، كانت قليلةً جداً بسبب مخاوف من الهجمات التركية واستهداف المدارس، لافتاً إلى أن أعداد الطلاب في الأسبوع الثالث لاستئناف العملية التربوية أصبحت مقبولة.

وناشد حسو كافة الأهالي وذوي الطلاب في المنطقة بإرسال أبنائهم للمدارس لمتابعة تعليمهم، لافتاً إلى أن الكتب المدرسية "وصلتهم بشكل كامل ويتم توزيعها على الطلاب في المدارس كما أن جميع المعلّمين استأنفوا دوامهم في المدارس بكافة القرى والبلدات إضافة إلى المدينة".

 

أوضاع الطلاب والمعلّمين النازحين

 

وفيما يتعلق بالطلاب والمعلّمين النازحين من مدينة تل أبيض / كري سبي أوضح  حسو أن المدارس استقبلت الطلاب في أماكن تواجدهم، فيما تعمل "هيئة التربية في إقليم الفرات" على اتخاذ تدابير لاستيعاب المعلّمين النازحين في مدارس مقاطعة كوباني.

الجدير بالذكر أن عدد الطلاب في مدارس مدينة عين العرب / كوباني وتل أبيض / كري سبي وريفهما، بلغ نحو /90/ ألف طالبٍ وطالبةٍ موزّعين على /869/ مدرسة في المراحل التعليمية الثلاث مع بدء العام الدراسي 2019 – 2020.