مآلات سرى كانيه/رأس العين منذ اندلاع الأحداث في سوريا حتى الآلية الأمنية

NPA – محمد حسن
تعد مدينة سرى كانيه/رأس العين ـ التي بدأ تطبيق المرحلة الأولى من "الآلية الأمنية" المتفق عليها في المناطق الواقعة غربهاـ ذات موقع استراتيجي مهم، نظراً لوقوعها على الحدود السورية التركية، والتعدد الاثني والعرقي في المدينة وريفها.
أهمية موقع المدينة جعلها هدفاً للقوى المتصارعة في سوريا، منذ اندلاع الأحداث فيها عام /2011/، حيث شهدت المدينة الواقعة شمال شرقي سوريا، العديد من التطورات.
الصراع عليها
بعد سيطرة وحدات حماية الشعب على سري كانيه عام /2012/، تعرضت المدينة لهجمات من قبل فصائل "جهادية" تابعة للمعارضة السورية المسلحة، في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام ذاته، واندلعت اشتباكات مسلحة بين الطرفين.
وعلى أثر تلك الاشتباكات، تمكنت تلك الفصائل التي كانت تتزعمها (جبهة النصرة) من الاستيلاء على عدد من القرى في ريف المدينة، إلا أن مركزها بقي تحت سيطرة وحدات حماية الشعب.
وبعد نحو شهر من اندلاع الاشتباكات، توصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في كانون الثاني/ديسمبر 2012، والذي لم يدم طويلاً.
فمع بداية عام 2013 استأنفت الاشتباكات من جديد، وكانت أغلبها تقع في أرياف المدينة، ونادراً ما كانت تصل لداخلها، حتى وصلت إلى داخل المدينة في شهر شباط/فبراير من العام نفسه، حيث انقسمت السيطرة عليها بين الجزء الغربي الذي حافظت الوحدات على السيطرة عليه، والجزء الشرقي الذي خضع لسيطرة الفصائل المسلحة
وبعد نحو خمسة أشهر وبالتحديد في شهر تموز/يوليو 2013، قامت وحدات حماية الشعب، بحملة تمكنت على أثرها من طرد تلك الفصائل من المدينة وريفها، وصولا إلى المناطق المتاخمة لبلدة تل أبيض/ كرى سبي غرب المدينة.
وفي /16/ حزيران/يونيو من عام 2015 بدأت الوحدات حملة عسكرية بغية السيطرة على كامل المناطق الحدودية الممتدة من مدينة سري كانيه شرقاً حتى كوباني غرباً، مروراً بمدينة تل أبيض.
الدبلوماسية الأمريكية
وخلال الفترة الماضية شُكلت مجالس عسكرية محلية، في المناطق الواقع شمال وشرقي سوريا، لتستلم الجانب العسكري في مناطقها، حيث أُعلن عن تشكيل مجلس سرى كانيه العسكري في /27/ حزيران/يونيو الماضي.
الولايات المتحدة التي تقود التحالف الدولي، عملت على أن تُوجد حالة من التوازن، حيث صرحت مراراً أنها تتفهم مخاوف تركيا (حليفتها في الناتو)، وضرورة حماية حدودها الجنوبية، وفي نفس الوقت كانت تؤكد على دعمها الكامل لقوات سوريا الديمقراطية وأنها لن تتخلى عن حليفتها الرئيسية في حربها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
هذه الدبلوماسية الأمريكية أفضت للوصول إلى "الآلية الأمنية" التي أُعلن عنها مؤخراً، وجرى الإفصاح عن عدد من بنودها، فيما لايزال بعضها غامضاً، وحسب تلك "الآلية الأمنية" تم تقسيم المنطقة الممتدة بين سري كانية/رأس العين وكري سبي/تل أبيض إلى ستة قطاعات، بطول /88/كم وبعمق يتراوح بين /5/ إلى /14/كم لتسيير دوريات أمريكية تركية مباشرة، بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية.
كما بينت "الآلية الأمنية" أن هذا العمق الممتد لـ /14/كم داخل الأراضي السورية، يشمل مناطق غير مأهولة بالسكان. وستدار من قبل المجالس العسكرية المحلية في كل من كرى سبي/ تل ابيض وسري كانيه/رأس العين، لتحل بدلاً عن وحدات حماية الشعب، التي ردمت عدداً من تحصيناتها على المنطقة الحدودية.