معارك اليمن تثير مخاوف من انهيار مكاسب الحرب على الإرهاب

الرياض ـ NPA
حسمت المعارك الأخيرة في عدن ومحيطها، المعادلة الجديدة في اليمن، وكرست انقسام الأطراف اليمنية المناوئة لجماعة الحوثي.
ورغم بدء المعارك قبل أسبوعين، بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وقوات الجيش اليمني الذي يتمتع فيها حزب الإصلاح الإخواني اليمني بنفوذ كبير، إلا أن نقطة التحول كانت في الغارات الجوية التي شنتها طائرات إماراتية على أرتال عسكرية تابعة للقوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وجماعة الإخوان، الأربعاء الماضي، حيث قتل وجرح أكثر من /300/ مسلح في هذه الغارات.
استهداف "إرهابيين"
وأصدرت دولة الإمارات بياناً، الخميس، أقرت فيه بشنها "ضربات جوية محددة ضد ميليشيات إرهابية" حاولت السيطرة على مطار عدن الدولي، الذي يعد مركز القوات الإماراتية جنوب اليمن. واتهمت دولة الإمارات "ميليشيات حزب الإصلاح" بقيادة الهجوم، وبالتعاون مع تنظيمات "إرهابية".
وأثارت هذه الحادثة موجة استياء لدى الحكومة اليمنية وأنصارها. وهدد العديد من الوزراء بتقديم شكوى رسمية ضد دولة الإمارات، فيما دعا آخرون إلى طردها من التحالف العربي، وهو تحالف تقوده السعودية والإمارات منذ عام 2015 حين دخلت جماعة الحوثي مدينة عدن.
وتحاول كل من السعودية والإمارات تفادي حرب إعلامية بين الطرفين، وإبقاء التوتر بين الأطراف اليمنية. ويتفادى المغردون السعوديون المقربون من السلطة توجيه انتقادات لدولة الإمارات، كذلك الأمر بالنسبة للمغردين الإماراتيين على وسائل التواصل الاجتماعي. غير أن تطور مسارات المعركة على الأرض لا يضمن عدم خروج الأمور عن السيطرة رغم المحاولات من الطرفين السعودي والإماراتي الظهور في صورة الحلفاء رغم ما يحدث في عدن.
وكتب نائب القائد العام لشرطة دبي، ضاحي خلفان، في تغريدة على تويتر: "حسب فهمي الشخصي التحالف السعودي الإماراتي ليس تحالفا فقط من أجل التصدي للحوثي ولكن لكل المشاريع الرامية إلى استهداف الأمن القومي في الأرض العربية.. وذلك بالتعاون مع الحلفاء الآخرين في منظومة التحالف العربي".
ويعد خلفان أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في الأزمة الأخيرة، ولطالما كانت لديه آراء صادمة لقطاعات كبيرة من متابعيه، مثل تأييده استقلال جنوب اليمن منذ أكثر من عام، وانتقاداته الحادة للرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي.
تبادل الاتهامات
وبدأ طرفا الحرب بتبادل الاتهامات حول تنسيق كل طرف مع الخصوم. ففي تغريدة لوزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، قال إن "التعزيزات التي استقدمتها مليشيا المجلس الانتقالي من مواقعها في محافظة الضالع ولحج إلى العاصمة المؤقتة عدن تؤكد التنسيق الميداني بين المجلس الانتقالي والمليشيا الحوثية المدعومة من ايران، وهذا التنسيق لم يبدأ مع أحداث التمرد المسلح للانتقالي في المحافظات الجنوبية".
في المقابل، تتهم مصادر إماراتية جماعة الإصلاح الإخوانية بالتنسيق مع تنظيمي "داعش والقاعدة" في الحرب على جنوب اليمن. وأمس الجمعة، تبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) تفجيراً استهدف دورية للمجلس الانتقالي في عدن. واعتبر المجلس الانتقالي والمنصات الإعلامية الإماراتية أن دخول "داعش" على خط المواجهات جاء بطلب من جماعة الإخوان اليمنية.
ونقلت صحيفة البيان الإماراتية عن مصادر يمنية لم تسمّها قولها إن "سيطرة الإخوان على الحكومة اليمنية وقواتها تضع اليمن في الجانب الآخر من الحرب العالمية على الإرهاب، وتترك شكوكاً حول المساعدة التي تلقتها التنظيمات الإرهابية في الجولات السابقة من المعارك التي خاضتها قوات النخبة والحزام الأمني ضد الأوكار الإرهابية جنوب اليمن". وأضافت الصحيفة نقلاً عن المصادر إن "عدم إقدام الحكومة اليمنية على طرد الفاسدين ورعاة الإرهاب من صفوفها وقياداتها العسكرية، يقوّض الحرب على الإرهاب، ويعطي فرصة لميليشيا الحوثي الإيرانية بالتمدد وتثبيت مواقعها".
ومن المتوقع أن تثير المواجهات جنوب اليمن قلق الولايات المتحدة التي ما زال لديها نشاط استخباراتي وطائرات مراقبة في الأجواء اليمنية. فتوسع القتال جنوب اليمن يهدد سنوات من الجهود المشتركة بين الولايات المتحدة والإمارات في استهداف قيادات تنظيم القاعدة في اليمن.
وحذرت الإمارات في بيانها أول أمس، من أن هجوم الميليشيات الإخوانية على جنوب اليمن يهدد بتقويض جهود محاربة الإرهاب.
وكان تنظيم أنصار الشريعة التابع لـ"القاعدة" يسيطر على مساحات واسعة من جنوب اليمن في العام 2016 قبل أن يتم دحرها على أيدي قوات محلية شكلتها الإمارات ونجحت في استعادة كافة الموانئ على الساحل الجنوبي لليمن.