دور إسرائيل في ضرب أهداف ايرانية في العراق: “عملية مشتركة”

رام الله – NPA
كشف مصدر إسرائيلي مطلع لـ"نورث برس" عن أن القصف الذي طال أهدافا إيرانية كان في إطار "عمليات مشتركة" أي نتاج تعاون بين إسرائيل ودول أخرى في المنطقة لاسيما خليجية، وحتى جهات لم يسمها داخل العراق، وقال إنها لا يعجبها التأثير والنشاط الايراني في هذا البلد.
ويوضح المصدر أنه ليس بالضرورة أن يكون الدور الإسرائيلي في هجمات العراق المذكورة "تنفيذيا"، بل ربما كان استخباراتياً عبر تزويد جهة التنفيذ بالمعلومات والإحداثيات الكافية.
ويتابع المصدر "ما دام الهدف النهائي هو ضرب ايران فليس مهما بالنسبة لإسرائيل كيف يحصل ذلك".
وفق متابعات "نورث برس" فإن ثمة تقدما في الدور العسكري والأمني لإسرائيل في المنطقة، خاصة على ضوء التطورات الجديدة بالشرق الأوسط والتي جعلتها تقف مع دول عربية في "كوتة" واحدة ضد ما يسمى "الخطر الإيراني"؛ هذا الأمر أنتج تعاونا بين هذه القوى والأطراف يصل ل"مدى عميق"، إذ يُترجم على شكل "عمليات مشتركة" يقوم إسرائيليون وأطراف عربية بتنفيذها، بحسب مصادر "نورث برس".
تحييد العراق عن القصف الإسرائيلي
وفق معلومات "نورث برس"، كانت الولايات المتحدة (خاصة في عهد الرئيس السابق باراك أوباما) تطلب من إسرائيل منذ اندلاع الثورة السورية عام ٢٠١١، أن يقتصر مدى قصفها للأنشطة الايرانية على سوريا فقط، وألا يشمل العراق؛ ذلك أن الأخير يقع ضمن مسؤولية المتابعة والمعالجة الأمريكية.
لكن، لا توجد إجابة حاسمة حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أزال هذا الفيتو بخصوص النشاط العسكري الإسرائيلي ضد إيران على الأرض العراقية.. بيدَ أن هناك من يرجح إزالته فعلا؛ ذلك أن استراتيجية ترامب مبنية على الوثوق أكثر بإسرائيل وتطوير الاعتماد عليها بشكل أوسع وأكبر من أي وقت مضى.
ومعنى هذا، أن ترامب يريد من إسرائيل أن تكون أداة ردع متقدمة في المنطقة عوضا عن الجيش الأمريكي؛ لتنفيذ مخططات الولايات المتحدة. غير أن هذا يجب ألا يكون أمراً تفاخر به تل أبيب بل هو مقلق، وفق تحذيرات بعض الاستراتيجيين الإسرائيليين، إذ يرون أن "كون إسرائيل أكثر استعدادا لتقديم خدمات مباشرة للمصالح الأمريكية سيعظم الخطر بدفع الإسرائيليين ثمناً بالأرواح خدمة لواشنطن دون أن يكون مفيداً لدولة إسرائيل بالضرورة".
وهذا يدفع إلى الإستنتاج بأن استراتيجية ترامب القاضية باستخدام إسرائيل كبديل للقوات الأمريكية، لا تستبعد مسألة الحضور الإسرائيلي بقوة أكبر في الآونة الأخيرة لملاحقة المصالح الإيرانية في العراق أيضاً، وليس فقط في سوريا.. لكن مع الأخذ بعين الإعتبار أن طريقة تنفيذ الهجوم الإسرائيلي في سوريا يأخذ طريقة مختلفة؛ حيث يكون أكثر جلاءً وغالباً ما تخططه وتنفذه الدولة العبرية من ألفه إلى يائه لوحدها دون الحاجة إلى التعاون و"العملية المشتركة"، خلافاً للنهج المتبع في مثل هذه الحالة بالعراق.
مشاركة إسرائيلية لتوفير الأمن البحري
وفي سياق هذا الدور "المتقدم" لإسرائيل كما ترسمه الإدارة الأمريكية الحالية، تم الإعلان مؤخرا عن مشاركة إسرائيلية ضمن مهمة بحرية بقيادة الولايات المتحدة لتوفير الأمن البحري في مضيق هرمز، حيث استولت إيران على سفن تجارية.
وكانت إسرائيل قد نفذت عدة عمليات اغتيال في السودان بالإضافة الى ضبط سفن محملة بأسلحة بعدما كان باب المندب إحدى حلقات المراقبة والاستخبارات البحرية الإسرائيلية، حيث أنها أعلنت في مطلع 2002 عن ضبط سفينة "كارين ايه" في البحر الأحمر، بزعم أنها محملة بخمسين طناً من الأسلحة الإيرانية لصالح الفلسطينيين.
ومع ذلك، يوضح مصدر لـ"نورث برس" أن الحديث يدور عن دور إسرائيلي أعمق وأكبر من ذلك ويشمل أيضا مياه الخليج في سياق تعاون وتنسيق أكثر "قوة" بين تل أبيب ودول عربية سُنّية (كما يحلو لإسرائيل أن تسميها).
ولعلّ التطورات سالفة الذكر، كانت دافعاً لوزير الخارجية في حكومة نتنياهو، يسرائيل كاتس، كي يتنبأ قبل أيام بتحول العلاقات بين إسرائيل ودول خليجية، من سرية إلى علنية، بعد سنوات قليلة.
إذاً، ظهر ترامب وكأنه نجح في "تسويق" إسرائيل إقليماً تحت عنوان دعائي، مفاده أنها "حافظة للأمن الإقليمي ضد الخطر الإيراني"، على حد التعبير، والدليل انخراطها بعمليات مشتركة مع أطراف عربية ضد أهداف إيرانية في العراق، وحتى دولية لملاحقة النشاط الإيراني في مناطق عدة بهذا العالَم، فضلاً عن الانخراط في قوة دولية لحماية الملاحة في مياه الخليج.
وقال المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية يوسي ميلمان في مقال كتبه، إن جميع الدلائل تشير إلى أن إسرائيل وسعت جهودها لإحباط عمليات نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله وتعمل ليس فقط في سوريا ولكن أيضًا في العراق.
عينياً وشفوياً، لا يوجد أي موقف إسرائيلي واضح ازاء ما يجري مؤخرا من استهداف جوي أو تفجير أرضي لمواقع تابعة لإيران ومجموعات مسلحة موالية لها في العراق.
ولكن مَن يتابع التصريحات الإسرائيلية والتهديدات المباشرة وغير المباشرة التي أطلقها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقيادات جيشه سراً وعلانيةً ضد الأنشطة الإيرانية في أي مكان، يفهم بشكل واضح أن احتمالات ضلوعها بالاستهداف باتت أكبر من ذي قبل.