NPA
يرى متابعون أن القاعدة التركية تعد "احتلالاً بوجه مكشوف" وأن قطر "تواصل سياسة الاستقواء" بالخارج ضد جيرانها العرب، بينما يؤكد آخرون أنها مجرد "ديكور سياسي" وأن تركيا "ليست الدولة الكبرى" التي يخشى منها عسكرياً.
وأشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية في افتتاحيتها إلى أن "قطر تثبت كل يوم صحة ومصداقية القرار الذي اتخذته الدول الأربع بتصنيفها خطراً على الأمن الخليجي والعربي. مؤكدةً أن الدوحة لاتزال تشرع أبوابها أمام مزيد من التدفق العسكري الأجنبي إلى أراضيها.
وأضافت الصحيفة "أن قادة قطر لم يعودوا يكترثون للمخاطر التي تتسبب بها مثل هذه القواعد الأجنبية القائمة على أراضيها على أمن دول الخليج، خاصة أن النظام التركي يتبنى مواقف عدائية تجاه العديد من دول المنطقة".
وفي السياق طالبت الدول الأربع (مصر, سعودية, إمارات, بحرين) في بيان لها عند إعلان المقاطعة في حزيران/يونيو من العام قبل الماضي الدوحة "بضرورة إغلاق القاعدة التركية على أراضيها لإدراكها أن هذه القاعدة لن تشكل إلا مزيداً من التوتر في منطقة الخليج".
المتغطي بالأتراك عريان
تحت عنوان "من هو عدو تركيا في قطر"، يؤكد عبدالرحمن الراشد في الشرق الأوسط اللندنية أن العدو الذي تستعد له تركيا وتبني من أجله قاعدة عسكرية ثانية في قطر "هو السعودية ودول الخليج"، مشدداً على أن "الوجود التركي ديكور سياسي، وعبء على القطريين".
ويضيف الراشد بأن "قطر تتوعد جيرانها بقاعدة تركيا، لكن "المتغطي بالأتراك عريان" اسألوا جيرانهم السوريين. لن تفيد قاعدتهم قطر لا في حمايتها من السعودية ولا من إيران".
ويؤكد الكاتب أن "الحامية التركية فزاعة صغيرة قد لا تتجاوز ألفي جندي، وتركيا ليست بالدولة الكبرى حتى تستطيع دعمها في اللحظة الحرجة. مشيراً إلى أنها لا تستطيع إرسال مدد الجو بعد موافقة العراق أو إيران كون ليس لها ممر بري.
كما أكدت العرب اللندنية في افتتاحيتها أن "الوجود العسكري التركي يكشف عن أن أنقرة استغلت هوسا قطرياً غير مبرر عن استهداف عسكري من جيرانها، لتوهمها بالحماية، لكن حقيقة الأمر تؤكد أن تركيا تبحث عن التمركز في الخليج وامتلاك منفذ حيوي على أهم طرق التجارة العالمية باتجاه جنوب شرق آسيا".
ويقول الكاتب السعودي يوسف عبدالله إن تركيا وقطر يعيشان حلم الهيمنة ممزوجين بجنون العظمة."
ويشدد الكاتب على أن "ارتماء الدوحة في أحضان الأتراك" يضرب "بعرض الحائط أمن الخليج خصوصاً والمنطقة عموماً، وهو ما يفاقم التوتر مع الدول المجاورة لقطر".
ردودٌ أوروبية
وصف خبراء عسكريون فرنسيون تضاعف التواجد العسكري التركي في قطر بـ"الخطوة المكشوفة" لدعم الأجندة السياسية "التركية – القطرية – الإيرانية" في المنطقة.
ووصف الضابط السابق بوزارة الدفاع الفرنسية والأستاذ بالمدرسة العسكرية بباريس، ديلون غوادر وفقا لصحيفة "البيان", القاعدة العسكرية التركية في قطر بخطوة واضحة لدعم إيران وميليشياتها وحلفائها في المنطقة.
وأشار غوادر أن تركيا تريد الدخول على الخط في "لعبة لي ذراع المجتمع الدولي عن طريق التماس مع قضية أمن ممرات الملاحة الدولية".
وأكد مدير مركز (LFP) للدراسات الأمنية والعسكرية بباريس، جاكي نيكولا، أن أنقرة أرسلت الدفعة الأولى من جنودها إلى الدوحة في /4/ تشرين الأول/أكتوبر 2015، وتتسع القاعدة التركية إلى /5/ آلاف جندي، والآن يتم مضاعفة هذا العدد.
وفي 2014، وقّعت قطر مع تركيا اتفاقية التعاون العسكري والصناعات الدفاعية التي تتضمن إنشاء قاعدة عسكرية تركية على أراضيها.
وفي آب/ أغسطس 2017، نشرت أنقرة قواتٍ برية في ثكنة طارق بن زياد القطرية، وأجرى البلدانِ مناورات عسكرية برّية، أعقبتها مناورات مشتركة للقوات البحرية.