روسيا: من المستفيد من التصعيد بين السلطة والمعارضة؟

موسكو – فهيم الصوراني
لأكثر من شهر تتواصل احتجاجات المعارضة في العاصمة الروسية موسكو، على عدم قبول أوراق ترشيح عدد من ممثليها لانتخابات بلدية موسكو.
ويراهن قادة المعارضة على أن إيصال مرشحيها إلى المجلس سيشكل انتصاراً، معنوياً بالدرجة الأولى، وفرصة حيوية لترجمة مواقفها إلى أفعال.
بينما تتبادل السلطة والمعارضة اتهامات بخصوص أعمال العنف التي رافقت المسيرات الأخيرة في وسط العاصمة. ففي حين تتهم المعارضة قوات الأمن باستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين، تشدد الأجهزة المختصة على أن المعارضة تعمدت ممارسة الاستفزاز، بدعوة الناس إلى التظاهر، دون الحصول على التصريح وفق القوانين المرعية الإجراء.
في الأثناء، وبعيداً عن صحة الاتهامات بين الطرفين، يحذر مراقبون من أن عدم الاستماع لمطالب المحتجين يشكل، في كل الأحوال خطراً على السلطة نفسها.
وفي السياق يعتبر مدير مركز دراسة سياسات الأقاليم إيليا غراشينكوف أن طرفي الصراع في روسيا يتحسسون حدود الممكن في مقاربة كل منهما لتكتيكات التعامل مع الآخر.
فالسلطة- حسب رأيه- لا تثق بأن المعارضة تتحرك من تلقاء نفسها، وترى أنها تسعى لاستفزاز السلطة، لمصلحة أجندات خارجية، وغربية تحديداً.
ويتابع الخبير الروسي أن المعارضة "غير قادرة على الوصول إلى نقاط التقاء بناءة مع السلطة لكي تؤدي إلى حلول وسطى،  لذا تحاول إفهامها، بأن الحوار مع المعارضة هو ما يمكن أن يؤدي إلى نتائج بناءة، وليس ممارسة الضغوط عليها طوال الوقت".
ويستذكر في هذا الإطار تجربة الأعوام الأخيرة من الاتحاد السوفياتي، عندما أضاع ميخائيل غورباتشوف- حسب رأيه- فرصة الحوار مع المعارضة، وقام بتوسيع صلاحيات أكثر حلفاءه تشدداً ضد المعارضة، ما انعكس لاحقاً بشكل إيجابي على المعارضة نفسها، وحصولها على دعم أغلبية الشارع في روسيا.
ويلفت الخبير الروسي إلى أن الأوضاع الراهنة في روسيا تشابه تلك المرحلة، إذ تتخوف السلطة من فقدان السيطرة على المعارضة، ما يفسر لجوءها لوسائل العنف في التعامل مع الاحتجاجات.
وعلى هذا الأساس، يضيف مدير مركز دراسة سياسات الأقاليم إيليا غراشينكوف، أن التصعيد سيتواصل إلى أن يتوصل الطرفان إلى مادة للحوار، وفي حال لم يتوفر ذلك، فإلى صدام محتوم، من غير الممكن التنبؤ بشكله ونتائجه.
وانطلقت الحركة الاحتجاجية بعد رفض ترشيحات /60/ مستقلا للانتخابات المحلية المقررة في /8/ أيلول/سبتمبر في موسكو بذرائع واهية، في وقت يبدو المرشحون المؤيدون للسلطة في موقع صعب في ظل الاستياء من الأوضاع الاجتماعية.