تقارير: تنظيم “الدولة الإسلامية” لا يزال حيوياً رغم فقدانه السيطرة على الأرض
NPA
تؤكد تقارير عدة صادرة عن مراكز تحليل وعن الأمم المتحدة إضافة للبنتاغون، بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) حتى وإن فقد السيطرة على الأرض، إلا أنه لا يزال ناشطا ويملك آلاف المقاتلين وملايين الدولارات إضافة إلى شبكة دعائية لا تزال فاعلة، وأن عودته تحت هذا الاسم أو أي اسم آخر ليست سوى مسألة وقت.
ويعتبر مركز "صوفان" للتحليل أن تنظيم "الدولة الإسلامية" لا يزال على قيد الحياة وبصحة جيدة في العراق وسوريا.
التقرير الصادر عن المركز أشار إلى أنه "لا يجوز الكلام عن عودت التنظيم إلى العراق وسوريا، فهو مع عناصره لم يغادروا أصلاً".
وعلى أرض الواقع ومع التراجع والاضمحلال الذي شهده (داعش) على أراضي سوريا والعراق، فقد تفرق عناصر التنظيم ليتحركوا بشكل سري مستفيدين الفكر الذي خلفوه ورائهم في المناطق التي فقدوا السيطرة عليها.
المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية وفي تقرير نشره الثلاثاء، اعتبر أن التنظيم ولو أنه فقد الأرض التي بنى عليها "خلافته" المزعومة، فإنه عاد وعزز قدراته على شن هجمات في العراق، واستعاد نشاطه في سوريا خلال الفصل الحالي.
تقرير البنتاغون أشار إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" نجح في إعادة تنظيم عملياته في سوريا والعراق، خاصة لأن القوات المحلية هناك "لا تزال غير قادرة على البقاء في حالة استنفار لوقت طويل، وعلى ضمان حراسة المناطق التي سيطرت عليها".
"عائدة وتتمدد"
بدوره مركز راند للتحليل نشر تقريراً الأسبوع الماضي حمل عنوان "عائدة وتتمدد" في تعديل للشعار المعروف للتنظيم "باقية وتتمدد".
وحسب خبراء مركز راند الذين انكبوا على دراسة "مالية تنظيم الدولة الإسلامية بعد الخلافة والفرص المتاحة أمامه"، فإن التنظيم لا يزال يملك أكثر من 400 مليون دولار مخبأة بأشكال مختلفة في سوريا والعراق وحتى في دول مجاورة.
ويعتقد خبراء المركز أنه في حال قرر التنظيم العودة، فسيلجأ إلى الأساليب المفيدة له مثل توزيع رصيده المالي على مشاريع تكون قادرة على تأمين إيرادات ثابتة".
وأشار التقرير إلى أنه حتى وإن تم اعتبار التنظيم مهزوما، لكنه يبقى قادرا على تمويل نفسه عبر نشاطات إجرامية مثل عمليات الخطف مقابل فديات والسرقات والتهريب لتأمين الدخل اللازم".
وفي تموز /يوليو الماضي اعتبر مجلس الأمن الدولي في تقرير له أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يتأقلم مع الواقع الجديد ويعمل على خلق الظروف لعودة نشاطاته في معاقله السابقة في سوريا والعراق.
وتابع خبراء الأمم المتحدة في تقريرهم "هذه العملية تحرز تقدما أكثر في العراق، حيث بات يقيم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وغالبية قياداته".
إضعاف السلطات
كما أن هناك مناطق في العراق وسوريا لا تفرض السلطات سيطرتها عليها بشكل جيد، تتحرك فيها خلايا للتنظيم، حسب ما أضاف التقرير. وتلجأ الخلايا النائمة للتنظيم إلى عمليات اغتيال وتفجيرات ونصب كمائن.
التنظيم وفي استراتيجية جديدة وبهدف إضعاف السلطات المحلية في سوريا وإبراز عجزها عن إعادة بناء المناطق التي دمرتها الحرب، قام بحرق محاصيل زراعية على مساحات واسعة شهدها فصل الصيف هذا العام.
ونشر التنظيم شريط فيديو الأحد هو الثاني بعد هزيمته العسكرية في آذار/مارس الماضي، توعد خلاله بـ"تكثيف القتال" ضد التحالف بقيادة الولايات المتحدة وضد الكرد.
ترتيب الصفوف
ووفقا لتقرير نشره مركز الدراسات الحربية (ISW) الأمريكي. فإن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) لم يهزم على الرغم من فقدان أراضي ما يسمى بـ"الخلافة" في البلدين.
ويعتبر التقرير التنظيم أقوى مما كان عليه سلفه تنظيم "القاعدة" في العراق عام 2011، عندما انسحبت الولايات المتحدة من العراق وكان لدى "القاعدة" في العراق حوالي /700/ إلى /1000/ مقاتل في ذلك الوقت، مقارنة بـ/30/ ألف مقاتل لتنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا في آب/أغسطس 2018.
فقدان تنظيم "الدولة الإسلامية" البطيء لقوته وسيطرته على الأراضي في سوريا والعراق بدأ به الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وواصله الرئيس دونالد ترامب، بحسب التقرير.
هذا الفقدان البطيء أعطى للتنظيم فرصة للتخطيط والاستعداد للمرحلة التالية من الحرب, حتى قبل سقوط "الخلافة" المزعومة، للتعافي بشكل أسرع إلى مستوى أكثر خطورة من القوة التي كان عليها.
تخطيط التنظيم جاء من خلال عمده بسحب العديد من مقاتليه وعائلاتهم من الموصل والرقة وغيرها من المدن الهامة ونقلهم إلى مناطق دعم جديدة وقديمة في العراق وسوريا، كخلايا نائمة الآن في كلا البلدين للقيام بعمليات بين الحين والآخر.
واحتفظ تنظيم "الدولة الإسلامية" بشبكة مالية عالمية مولت انتقاله إلى المرحلة الجديدة وتمكن من الحفاظ على ما يكفي من الأسلحة وغيرها من الإمدادات في شبكات الأنفاق وغيرها من مناطق الدعم من أجل تجهيز قوته التي يتم تجديدها.
ويرى الكثير من المسؤولين الرسميين والخبراء بأن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لم يهزم بالفعل أصلاً، وأن عودته تحت هذا الاسم أو أي اسم آخر ليست سوى مسألة وقت.