بضائع صينية تغزو الأسواق السورية كحل مؤقت لضرورات الحياة

اللاذقية – عليسة أحمد – NPA
باتت البضائع الصينية منتشرة في مدينة اللاذقية الساحلية السورية، إذ يلاحظ خلال التجوال فيها مدى انتشار هذه البضائع في كافة الأسواق، فالمنتجات الصينية في السوق السورية، باتت من أساسيات السوق السورية، نتيجة لرخصها، حتى قبيل الحرب السورية، فضلاً عن اهتمام المنتج الصيني بتقديم كل ما يخطر في الذهن حتى أصغر وأدق الأشياء التي قد يحتاجها الإنسان في استخداماته اليومية.

كسر الاحتكار
ما يلفت الانتباه هو المحال الجديدة التي عنونت وعرَّفت بنفسها من خلال لوحات تحمل عبارة (شنغهاي.. سوق الصين العظيم) ما يعني أن رواج البضائع الصينية في سوريا، بدأ يأخذ منحى جديداً قد يسميه بعض خبراء الاقتصاد (الثبات والاستقرار) في الأسواق.
اسم (شنغهاي) ليس مجرد تسمية لمحال تعرض بضائع مستوردة فقط، بل هي اسم عاصمة الاقتصاد الصيني ومركزها التجاري وثالث قوة اقتصادية في العالم، وتضم أهم منطقة تجارة حرة، وفيها نشأت منظمة شنغهاي التي زادت استثماراتها الدولية وكسرت احتكار القطبية الواحدة الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية.

التنين الصيني في سوريا
كُثر من يروا أن (التنين الصيني) بدأ يدخل ساحة الاقتصاد السوري، بكل تفاصيله بدءاً بمحلات التجزئة وليس انتهاء بقطاع النقل الذي صرحت عن التعاون والتنسيق حوله وزارة النقل السورية، وصولاً للقطاع الزراعي باتفاقية زراعة الخضروات الصينية.
ولاحظ المتسوقون عبارة "سوق الصين العظيم" على لافتات الكثير من المحال، وهي عبارة عن شركة متخصصة بالأدوات المنزلية والتحف والهدايا والألعاب الصينية المنشأ كما هو واضح من الاسم، وتمتلك أكثر من /32/ فرعاً لمتاجر بيع منتشرة في كل أنحاء سوريا.
فيما يميل المواطن السوري للبضائع الصينية، لكونها وفيرة ورخيصة الثمن، وتلبي احتياجاته وكافة ضرورياته بجودة مقبولة لا تقل عن غيرها.

تشكيلة مناسبة للدخل
تقول السيدة عائدة عمار في حديثها مع "نورث برس" أنها تشتري من المتاجر الصينية، لأنها تقدم تشكيلة متنوعة من احتياجات المنزل بأسعار مناسبة وزهيدة أكثر من غيرها، فالماركات في نظرها غير مهمة في تجهيز المنازل، لأن ما يهم ربة المنزل هو شراء ما يلزم بسعر يناسب الدخل، وطالما هناك بضائع رخيصة يمكن التجديد بأي وقت.
البضائع الصينية ليست ذات دورة حياة قصيرة كما كانت النظرة في السابق، فهناك منتجات ذات جودة عالية وسعرها ملائم، كونها تنتج بكميات كبيرة ما يسهم بخفض سعرها، وليس انخفاض الجودة هو سبب الرخص.
فتقول السيدة لينا داوود إنها تشتري الأدوات المنزلية وألعاب الأطفال من كل المحلات وليس فقط من السوق الصيني، ولم تلحظ تعطل أو تحطم المنتجات الصينية من تلقاء نفسها كما يروج البعض، فكل المنتجات تحتاج لطريقة واعية في الاستخدام الذي يحفظها من العطب وخاصة الزجاج والألعاب والتحف.

سد الفراغ بظل الحرب
استيراد البضائع ليس حكراً على الصين كما يقول "أحمد المرشد" الخبير الاقتصادي، ولكن الصين هي من ضمن منظومة الدول الداعمة لسوريا في ظل العقوبات المفروضة عليها، والدول التي كسرت الحظر من التعامل مع حكومتها.
يتابع الخبير أن وجود البضائع الصينية في سوريا ليس بجديد، والسوريون ميالون إليها بسبب الثمن الزهيد المناسب لدخل أغلبية المواطنين وتلبي حاجاتهم، وساعدت على سد الفراغ في غياب الصناعات السورية المغيبة قسراً بسبب الدمار الممنهج الذي خلفته الحرب.
والاستيراد حل مشكلة تأمين سلع استهلاكية ضرورية للحياة اليومية للمواطن السوري.
ويضيف الخبير أنه "ليس دقيقاً القول أنها تنافس الصناعة الوطنية فهي مثلاً لا يمكنها أن تنافس المنسوجات والقطنيات السورية، كما لا يمكننا القول أننا نستطيع منافسة الصين مثلاً بصناعة البطاريات الجافة، فالسوق في سوريا حالياً بحاجة إلى تكامل وليس إلى منافسة."
رواج البضاعة الصينية ليس خطأ، كونه سد العجز الذي أصاب سوق الصناعة السورية نتيجة الأزمة التي أطاحت بالبلاد منذ ثماني سنوات، في حين يرى سكان بأنه من غير الإيجابي أن تغزو البضاعة الصينية أسواق البلاد التي تحوي خبرات قادرة على تصنيع جزء مشابه لهذه الصناعات وبجودة أفضل.
ووفق ما أظهرت بيانات نشرتها مديرية الجمارك الخميس، فإن الصادرات الصينية الارتفاع مسجلة زيادة طفيفة خلال تموز/يوليو رغم الحرب التجارية مع الولايات المتحدة.
وحققت مجمل الصادرات الصينية إلى الخارج زيادة بنسبة 3,3% بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي بعدما تراجعت 1,3% في حزيران/يونيو، فيما تراجعت الواردات مجددا بنسبة 5,6% بعد تراجعها بنسبة 7,3% في الشهر السابق.