خسائر مادية تلحق بمزارعي المحاصيل القابلة للتلف السريع في إدلب

إدلب – براء درويش – NPA
تعاني مناطق خفض التصعيد بشمال غربي سوريا، إضافة للقصف البري والجوي المكثف -الذي تصاعد منذ نيسان / أبريل من العام الحالي- من خسائر مادية تلحق بمزارعي المحاصيل القابلة للتلف السريع.
وتعرض مزارعو محصولي الخيار والكوسا في منطقة جسر الشغور وعموم محافظة إدلب ومحيطها، لخسائر مادية كبيرة، نتيجة إغلاق المعابر بين مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة ومناطق قوات الحكومة السورية.
وزاد في طين الخسارة بلَّة، زيادة هطولات الأمطار خلال شتاء العام 2019، ما تسبب بتراجع الإنتاج لأكثر من /70%/ في بداية الموسم، فضلاً عن القصف العنيف والتصعيد الذي كان سبباً ثالثاً في الخسارة، مع كثرة الزراعة التي تسببت بهبوط الأسعار.
عبد الرحيم محمود أحد مزارعي الخيار والكوسا، قال لـ"نورث برس" إن إغلاق المعابر تسبب بضرر كبير للمزارعين بالنسبة لمنطقة لإدلب، مشيراً لقيمة هذين المحصولين في دخل المنطقة ودخل العاملين الذين ليس لهم إلا هذين المحصولين للتزود بدخل يكفيهم.
وأردف أن إغلاق المعابر تسبب بهبوط حاد في الأسعار، كما أن المحصولان شهدا إقبالاً على زراعتهما من قبل السكان الذين ضاقت بهم الظروف، وأكد أن تكلفة الدونم الواحد لأحد المحصولين يبلغ نحو /500/ دولار، ما بين بذار وتنقيط، وبالمقابل لا تصريف في المنطقة.
فيما أشار إلى خسارة الدونم الواحد هذا الموسم، والتي بلغت نحو /200/ دولار أمريكي في أقل الحالات.
بينما تحدث لـ"نورث برس"، عبد المجيد سليمان، وهو صيدلاني زراعي ومعاون مسؤول زراعي في المنطقة، أن الإنتاج في هذا العام ضعيف جداً بسبب الهطولات المطرية الزائدة، مقارنة بالعام الفائت، وكان الإنتاج في العام الفائت جيداَ جداً، إلا أن تأخر الإنتاج هذه السنة تسبب بهبوط في الأسعار، من /200/ ليرة سورية للكيلو غرام الواحد إلى /125/ ليرة.
وأضاف سليمان أن المساحة المزروعة بالخيار والكوسا تقدر من /1500 – 2000/ دونم، فيما بلغت الخسائر أكثر من /300/ مليون ليرة، حيث أن خسارة كل دونم تبلغ /150/ ألف ليرة سورية.
وتبلغ نفقات الدونم الواحد نحو /300/ ألف ليرة سورية من حديد ومازوت وأيدي عاملة وتنقيط وبذار وأدوية وفقاً للمسؤول الزراعي.
وتساهم المعابر المغلقة منذ أشهر بين مناطق سيطرة القوات الحكومية وفصائل المعارضة، في إرهاق السكان والفلاحين والمزارعين المعتمدين على زراعة مواد لا يقبل تسويقها التأجيل، بل يعود بخسائر أكبر على المنطقة.