سوق العنابة مَعلَم تاريخي وسوق يواصل فتح أبوابه لأصحاب الدخل المتوسط والضعيف

اللاذقية – عليسة أحمد – NPA
عرفت في اللاذقية مجموعة من الأسواق القديمة والمهمة في المدينة الساحلية التي تعتبر مقصداً رئيسياً للسياح، من ضمنها سوق العنابة، الذي يعتبر أحد الأسواق القديمة البارزة في هذه المدينة.
يمتد سوق العنابة بداية من ساحة الشيخ ضاهر في مركز المدينة، بموازاة سوقين هامين هما سوق هنانو الواقع على يمينه، وسوق القوتلي على يساره، وتتفرع منه شوارع ضيفة تصله بما يجاوره، بينما تتصل نهايته بسوق الذهب الذي يصله هو الآخر بالسوق المقبّي، الشهير في المدينة.
سوق العنابة يتواجد في مدخله المسجد القديم الذي بناه مصطفى بن إبراهيم فرحات عام 1786م، والذي يحوي بداخله ضريح الشيخ ضاهر، الذي تعود إليه تسمية الساحة والمسجد.
وتلتقي الحداثة مع الماضي بتواجد الأبنية الحديث مع القديمة المهمل بعضها جنبا إلى جنب، في مشهد ملفت للأنظار.
يتميز سوق العنابة بأنه أحد الأسواق الشعبية الهامة التي يتردد إليها أبناء مدينة اللاذقية وعموم المحافظة، فيما توصف أسعاره بـ "المقبولة والمعقولة التي تناسب الشريحة المتوسطة، وما دون" وفق وصف غيداء الراعي، إحدى المتسوقات، في حديثها لـ"نورث برس".
واعتادت غيداء على شراء المنظفات من السوق هذا، إضافة لتفضيلها شراء الملابس "بسبب أسعاره المناسبة."
فيما يرى سكان من اللاذقية إمكانية تسمية سوق العنابة، بسوق المهن المتنوعة، إذ لا يزال يحتفظ السوق بخصوصية تجمع المهن في سوق واحد، وهذا ما يلفت أنظار المتسوقين والسياح والزائرين.
أيضاً يتحدث مصطفى صهيوني، بائع أحذية "أن السوق غير مختص بحرفة أو بضاعة معينة، إذ تجد فيه أفران الخبز والحلويات والمفروشات والأحذية والملابس وغيرها"، مشيراً إلى شهرة السوق بمتاجر بيع الصابون والغار والزيوت، والتي تراجع وجودها في الوقت الحالي.
ويحتوي السوق -الذي يمتاز ببضائعه المحلية- على سوق تجاري مصغر تدعى "عبّارة الأحذية الأوروبية" التي تتألف من ثلاثة طوابق تضم عدة محلات تجارية يمتهن أصحابها بيع الأحذية.
كذلك عمدت محافظة اللاذقية لتوسعة وتحديث الشارع منذ عدة سنوات مع المحافظة على خصوصيته الشعبية والقديمة، التي تزال رغم ذلك التوسع أهلة بأعداد كبيرة من الزوار التي تغص بها أرصفة الشارع الصغيرة.
فيما تحدث الباحث التاريخي مروان مراد، لـ"مورث برس" عن سبب تسمية السوق بـ"العنابة" قائلاً: "هذا السوق قديماً كان يحوي دكاكين ومحلات تجارية يعمل أصحابها بتصنيع وبيع عصير العنب والحصرم بأنواعه ولهذا السبب أطلق عليه سوق العنابة."
ولا تزال الأسواق بكل مهنها وبضائعها وتصنيفاتها القديمة والحديثة مؤشراً هاماً على حجم النشاط التجاري الذي اشتهرت به المدن التجارية عبر التاريخ، وسط التمنيات من قبل القائمين على السوق للجهات الحكومية لتحسين الواقع في السوق بشكل أفضل مع المحافظة على خصوصيته التاريخية والمهنية.