تقرير لمجلة الفورين بوليسي الأمريكية عن “الخاسر الأكبر”: الأسد لم يكسب شيئاً
واشنطن -هديل عويس – NPA
كتبت مجلة الـ"فورين بوليسي" الأمريكية، الخميس، تقريراً يفنّد عبارة "انتصار الأسد" حيث جاء في التقرير أنه وعلى الرغم من عدم فوز المعارضة بشيء وفقدانها لكل ما كسبته خلال سنوات الحرب، وعلى الرغم من شيوع عبارة "الأسد انتصر" بين مؤيديه إلا أن سوريا مقبلة على مرحلة جديدة توضع فيها "شرعية الأسد تحت المجهر" حيث يصبح مصيره يواجه أسئلة كثيرة حول العقوبات التي تضرب دمشق والحديث حول وجوب محاكمة الأسد كـ"مجرم حرب".
وكتبت الفورين بوليسي "نظام الأسد لم ينتصر، بل نجا لبعض الوقت على حساب دم السوريين ومخاوفهم، أما الاستقرار وتماسك البلاد في ظله فهو حلم بعيد المنال".
و فندت المجلة عدداً من المشاكل التي تواجه الحكومة السورية دون أن يكون لها أي حل يلوح بالأفق، مثل استعصاء الوضع في شمال غربي سوريا واستمرار أسباب انتفاضة الـ ٢٠١١، إضافة إلى تعمق الأزمات ما لا يلغي احتمالية عودة الاحتجاجات السلمية إلى الاندلاع وتحولها مرة أخرى إلى حرب أهلية.
وترى الفورين بوليسي، أن المشكلات والتحديات التي تجعل الأسد "فاقداً للشرعية" أكثر مما كان عليه الوضع في بداية الحرب هو أن المناطق الأساسية التي تسيطر عليها الحكومة السورية ومعاقل مؤيديها ذاقت من ويلات الحرب من الفقر وفقدان أبناءها في القتال وغيرها دون تعويض، "ما شكل حالة نقمة من نوع مختلف ضد نظام الأسد".
وبحسب المجلة فإن حل الوضع من جانب الحكومة السورية يستدعي ما لم تفعله في البداية لتوخي الحرب الأهلية، وهو مواجهة المشكلات والاعتراف بها لضمان الحفاظ على استقرار البلاد لسنوات قادمة على الأقل.
"داعش" لم يختفي
على الرغم من أن تنظيم "الدولة الإسلامية" فقد قواعده على الأرض، إلا أن المراقبون الغربيون يجمعون على أن "عودة التنظيم ممكنة جداً حيث لا يزال يحافظ على وتيرة ممنهجة من العمليات الإرهابية ومعدل عالي من القدرة على إثارة الفوضى حيث شن التنظيم أكثر من /٣٠/ هجوما منذ طرده من الأراضي في سوريا والعراق".
وترى مجلة الفورين بوليسي القلق الأمريكي من عودة "داعش" وتراجع الرئيس ترامب عن سحب القوات من سوريا ومن ثم موافقة فرنسا وبريطانيا وعدد من دول البلقان على زيادة قواتها في سوريا، "استراتيجية تعزز من فشل الأسد في استعادة موقعه السابق الذي كان عليه قبل الحرب كرئيس لكل البلاد".
وقالت المجلة إن "القوات الأجنبية التي ستنضم إلى القوات الأمريكية في سوريا سيكون لها مهام مثل تدريب المزيد من القوات تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية، لدرء مختلف أنواع التهديدات عن سوريا سواء من "داعش" أو روسيا أو إيران أو تركيا، ولإقناع المزيد من القبائل العربية للانضمام الى هذا الجيش باعتباره مقاتلاً لأعداء السوريين، ما يزيد الوضع تعقيداً ويضيف المزيد من التشكيك الدولي باهتمام الأسد بمحاربة الإرهاب".
مناطق المصالحة تنهار
بالإضافة إلى إدلب الرافضة للمصالحة، تقول الـ"فورين بوليسي" أن "سلوك الأسد ونظامه الذي لم يتغير أبداً يجعله يفقد حتى ما حرره من مناطق".
وتتابع فـ"الغوطة الشرقية باتت بمثابة ثقب أسود ملئ ببؤر القمع والتفتيش وسلب الأموال والتجنيد الإجباري ما سيقود إلى فوضى حتمية بدأت تشهدها مناطق الجنوب السوري التي باتت اليوم تعترف بأنها أجبرت على المصالحة وبدأت جماعات مسلحة منها بشن هجمات متقطعة في مناطق سيطرة الحكومة السورية في درعا".