إسرائيل متحمسة لتعزيز قوات اليونيفيل في لبنان وتستثني سوريا

الضفة الغربية ـ NPA
يعتقد رئيس الأركان السابق غادي أيزنكوت، أن الوضع في الشرق الأوسط ينطوي على فرصة لتقليص تهديد القوات الإيرانية لإسرائيل ويعزز قوة لبنان، من خلال تقليص تبعيته للنفوذ الإيراني.
وفي مقال نشره في موقع تابع لمعهد واشنطن لأبحاث الشرق الأوسط، ورصدته وكالة "نورث برس" يقترح أيزنكوت توسيع تفويض قوة الأمم المتحدة في الجنوب اللبناني (اليونيفيل) وزيادة عدد الجنود الذين يخدمون فيها، كجزء من الجهد الرامي إلى تحسين الاستقرار الإقليمي، والحد من قوة حزب الله.
ويكتب أيضاً أنه من الممكن الضغط على إيران لإخراج مستشاريها العسكريين وقواتها من سوريا ولبنان.
حرب 2006
وكتب أيزنكوت هذا المقال بمناسبة مرور /13/ عاماً على نشوب حرب لبنان الثانية "حرب تموز 2006" الذي يحل في يوم الجمعة المقبل. خلال هذه الحرب كان أيزنكوت قائداً لشعبة العمليات في قيادة الأركان العامة، تحت رئاسة رئيس الأركان دان حالوتس.
وطوال سنوات انتهج أيزنكوت خط الدفاع عن إنجازات الحرب، لكنه شارك أيضاً في الانتقادات التي وُجهت إلى الخلل في أداء الجيش خلال الحرب، وفي بعض الحالات عرض مواقف مختلفة عن مواقف رؤسائه خلال المعركة.
بحسب أيزنكوت، زاد "حزب الله" ترسانته الصاروخية منذ سنة 2006، لكن أيضاً القدرة الدفاعية والهجومية للجيش في مواجهة سيناريو حرب إضافية ضد لبنان تحسنت كثيراً. يكتب: "يتمتع الجيش بتفوق كبير في مجال الاستخبارات، والجو، والقتال البري، وسيكون هذا كافياً لضمان الانتصار في المواجهة المستقبلية، وتدفيع إيران وحزب الله ثمناً باهظاً".
يعترف رئيس الأركان الإسرائيلي السابق بأن إطلاق آلاف الصواريخ على الجبهة الداخلية في حرب لبنان الثانية ولّد "موجات صدمة" في المجتمع الإسرائيلي، وطرح تساؤلات صعبة تتعلق بمستوى الجهوزية العملية للجيش إذا نشبت حرب. وقد أدت هذه الانتقادات، في رأيه، إلى إعادة تنظيم وحدات الجيش من جديد، وإلى تغيير تركيز المخصصات في موارد استخباراتية، وتحسين الجهوزية لخوض معركة أُخرى ضد حزب الله، وتحسين الدفاع عن الجبهة الداخلية.
جلسة أممية
في الشهر المقبل ستعقد الأمم المتحدة جلستها الدورية لمناقشة تمديد تفويض اليونيفيل. يقترح أيزنكوت على الأمم المتحدة تعزيز تفويض قواتها في لبنان بواسطة زيادة عدد جنودها وتوسيع الصلاحيات المعطاة لها على الأرض".
بالاستناد إلى كلام آيزنكوت، فإن الضغط الدولي على إيران بشأن الخلاف المتعلق بالاتفاق النووي يشكل فرصة للضغط على الحكومة السورية لإخراج القوات الإيرانية من سوريا، وإخراج المستشارين العسكريين الإيرانيين الذي يعملون إلى جانب حزب الله في لبنان. وفي تقدير أيزنكوت، يمكن أن تضعف مكانة "حزب الله" وإيران في لبنان إذا كثفت الولايات المتحدة جهودها في المنطقة. وهو يعتقد أن على المجتمع الدولي أن يراقب عن كثب ما يجري على الحدود السورية-اللبنانية، للمساعدة في إحباط تهريب السلاح عبر هذه الحدود إلى عناصر "حزب الله."
ضبط لبنان
اللافت أن أيزنكوت عندما يتحدث عن تعزيز قوات "الينويفيل" فإنه يتحدث عن لبنان لضبط "حزب الله "ولجم أي تأثير إيراني، وكذلك فيما يخص مراقبة الحدود اللبنانية-السورية، لكنه لم يتحدث عن الحدود الجنوبية المتاخة لإسرائيل.
ويعود ذلك، إلى أن إسرائيل ترى في عودة القوات الدولية "اليونيفيل" إلى حدودها الشمالية مع سوريا، إعاقة لعملها ونشاطها العسكري في الدولة السورية. ولذلك ووفق معلومات "نورث برس" فإن تل أبيب تريد من روسيا أن تقوم بهذا الدور الرقابي وليس قوات دولية.
"درع شمالي"
يتطرق أيزنكوت أيضاً إلى عملية "درع شمالي" التي قادها في نهاية ولايته، والتي دمر الجيش في إطارها ستة أنفاق حفرها "حزب الله" تحت الحدود مع إسرائيل. بحسب كلامه، الكشف عن المشروع المكلف والسري للحزب من جانب الاستخبارات الإسرائيلية أحدث صدمة في إيران وفي قيادة "حزب الله"، ودفعهما إلى التقليل من أهمية الاكتشاف. وفي تقديره، أثبت هذا الاكتشاف لهما مدى تغلغل الاستخبارات الإسرائيلية في صفوفهما، وعزز الردع الإسرائيلي في نظر متخذي القرارات في إيران ولبنان.