الرقة – أحمد الحسن/عبدالرحمن الجاسم -NPA
شهدت السنوات الأخيرة تراجعاً في صيد الأسماك في الرقة، إذ انقرضت الكثير من الأنواع نتيجة الصيد الجائر وعدم مراعاة قوانين الصيد.
وتعتبر مهنة صيد الأسماك من أقدم المهن في مدينة الرقة الواقعة على نهر الفرات في شمال وشرقي سوريا.
ويعمل عدد كبير من سكان المدينة والقرى المجاورة في هذه المهنة، إذ توفر لهم دخلاً ميسوراً، إضافة إلى أنها إحدى الهوايات المفضلة لدى عدد من الأشخاص في المدينة.
مع ساعات المساء يتجه علي الحسين، (صياد محلي)، صوب النهر ويلقي شباكه في أماكن تكثر فيها الأسماك؛ ليعود عند الفجر ويجمع ما اصطاد لبيعها في السوق، يقول الحسين لـ"نورث برس" إن استهلاك كميات الأسماك المصطادة تتوزع بين حاجة مدينة الرقة وتصدير الفائض إلى أماكن أخرى في شمال وشرقي سوريا.
ويضم نهر الفرات العديد من أنواع الأسماك التي تتميز بجودة لحمها كالكرب والحنكليس والبنّي والجرّي وغيرها من الأنواع، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعاً في أنواعها، وعن ذلك يقول الحسين "انقرضت الكثير من أنواع الأسماك، فأكثر الأنواع الموجودة حالياً هي البني والمشط".
الصيد الجائر
ويعود سبب تراجع أعداد الأسماك في نهر الفرات إلى الصيد الجائر وعدم مراعاة قوانين الصيد، فيعمد بعض الأشخاص إلى الصيد بالمتفجرات المصنوعة يدوياً أو بالكهرباء وبالسم؛ مما يقتل جميع الكائنات الحية ضمن منطقة الصيد بهذه المواد.
ويواجه الصيادون معوقات أخرى دفعت الكثير منهم إلى البحث عن فرص عمل أخرى؛ يوضح الصياد محمد العمر قائلاً "ندفع للجنة الزراعة ما يعادل/30/ دولاراً للترخيص دون أن تقدم لنا أية مساعدات أو حماية، فأكثر الأحيان نتعرض لإطلاق النار العشوائي من قبل أشخاص مجهولين لمنعنا من الصيد في مناطق تكاثر الأسماك".
تكاليف عالية وأسعار متدنية
ويشكل تدني أسعار الأسماك أحد العوامل الهامة لتراجع مهنة الصيد؛ فيذكر أحمد العيسى، صاحب محل لبيع الأسماك داخل في الرقة "نشتري معظم أنواع الأسماك من الصيادين بأسعار متفاوتة تتراوح بين/ 500-200/ ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، وذلك بحسب نوع السمك وحجمه".
ويُزيد ارتفاع حرارة الجو وانقطاع الكهرباء في المدينة من تكاليف حفظ الأسماك، ما أدى لإغلاق عدد من محلات بيع الأسماك، ويضيف العيسى "نشتري يومياً أكثر من/25/ قالب ثلج، إضافة إلى اشتراكنا بـ/25/ أمبير؛ لنستطيع تشغيل الثلاجات المخصصة لحفظ الاسماك".
كما أكد العيسى أن "أغلب محلات بيع الأسماك في الرقة لا تشتري السمك المصطاد بالمتفجرات مما يدفع بصياديه إلى بيعه في مناطق أخرى".
إجراءات رسمية
من جانبها تحدثت خديجة العبدالله من قسم الثروة الحيوانية في لجنة الزراعة بمدينة الرقة عن التسهيلات والخطط المستقبلية لدعم عملية الصيد والحفاظ عليها، قائلة "منحنا /69/ رخصة صيد لصيادي نهر الفرات ضمن شروط لجنة الزراعة برسم سنوي قدره /5000/ ليرة سورية".
كما أردفت العبد الله "شُكل اتحاد للصيادين لاستقبال شكاويهم والتنسيق معهم حول عملية الصيد، كما تم تشكيل الشرطة النهرية لمحاسبة المخالفين".
مضيفة "يمنع الصيد في فترة تكاثر الأسماك ما بين الـ 15 من آذار/مارس حتى الأول من حزيران/ يونيو من كل عام للحفاظ على الثروة السمكية وضمان تكاثرها".
يذكر أن نهر الفرات يمر وسط مدينة الرقة، ويعد مصدر عيش للكثير من أبناء المدينة وريفها سواء بالصيد في النهر، أو إقامة منشآت سياحية عليه.