إدلب – براء درويش – NPA
يعاني المدنيون في مناطق بشمال غربي سوريا من نقص المساعدات والرعاية الصحية والطبية، ليزيد استمرار النزاع في مناطق خفض التصعيد ومواصلة استهداف المنطقة أعباء السكان فيها.
وشكلت المراكز الطبية أولى ملاجئ السكان الباحثين عن العلاج والإسعاف في مناطق شهدت تدمير عشرات المنشآت الصحية خلال الأسابيع الأخيرة، ومن هذه المناطق منطقة الجبل الوسطاني غربي محافظة إدلب.
ويعاني المركز من نقص كبير في الخدمات الطبية التي من شانها تلبية سكان المنطقة المؤلفة من /14/ قرية وتضم نحو /60/ ألف نسمة من ضمنهم نحو 10 آلاف نازح وتحوي /3/ مراكز صحية فقط بدعم شبه مقطوع.
وتحدث مدير مركز مشمشان الصحي تميم شحوارو، لـ”نورث برس” عن توقف الدعم عن المركز قائلاً “هو المركز الصحي الوحيد في قرية مشمشان ومتوقف منذ أربعة أشهر بسبب نقص الكتلة المالية الداعمة لمديرية الصحة من المانح”.
واكد شحوارو أن المركز يخدم كتلة بشرية من /14/ بلدة وقرية في الجبل الوسطاني وبحدود 27 ألف نسمة، فيما يضم عيادات سنية وداخلية وأطفال ونسائية ومخبر وصيدلية.
وأشار إلى أن “توقف الدعم حول التخديم إلى جزئي، فيما يحتاج المركز بعض التجهيزات والمعدات الطبية ولدعم مادي، بالإضافة إلى أدوية الأمراض القلبية والمزمنة”.
فيما قال صبحي صادق من سكان قرية البشيرية أنه “يوجد مركز آخر في قرية الكستن، يعمل الفريق فيه بشكل تطوعي، وكانت منظمة أطباء بلا حدود تزودها سابقاً ببعض الادوية ثم توقفت، أما مركز قرية البشيرية حالياً يُقدّم لها دعم يخدم البشيرية وما حولها”، وأعرب عن حاجة المنطقة لمشفى كامل ليقدم خدماته للسكان الذين يضطرون للذهاب إلى مشافي إدلب أو دركوش.
وأوضح ابراهيم الراسم من النشطاء المدنيين في قرية الكستن، أن الأهالي يعانون من نقص حاد في الخدمات الطبية رغم وجود مباني خاصة بالمراكز الصحية، مشيراً إلى أن مركز قرية الكستن لا يتلقى أي دعم رغم حاجة المنطقة له، ويرجح الراسم أن تفعيل مركز الكستن سيخدم أكثر من /20/ ألف نسمة وذلك لتوسطه عدة قرى في المنطقة”.
ويبدي السكان حاجتهم لمراكز طبية متخصصة نتيجة كثرة الأمراض وتزايد نسبتها نتيجة زواج الأقارب وانتشار التلوث لعدم وجود صرف صحي في أغلب القرى وكثرة الحالات المرضية فضلاً عن كثرة وجود مخلفات الحروب.
بينما يرجح مصطفى البشير، أحد ابناء قرية مشمشان لـ”نورث برس” أن نقص الكادر الاخصائي يعود لـ”نقص الدعم بالنسبة للرواتب” لافتاً إلى أن الحل يكمن في “تأمين الدعم المعنوي والمادي وتأمين الكوادر المختصة والزيارات بشكل دائم من قبل الجهات المعنية”.
ولفت إلى لجوء الأهالي للصيادلة عند المرض لعدم قدرتهم على الذهاب إلى المشافي البعيدة رغم أن الصيادلة لا يمكن أن يكون بدلاء عن الأطباء المختصين”.
وبين قطع الدعم وتراجع تخديم المراكز الطبية والصحية في شمال غربي سوريا، يتحول المواطن إلى ضحية لظرف جديد غير القصف والتدمير والعمليات العسكرية والنزوح والتشرد وسوء الوضع المعيشي والتعليمي.