وسط صعوبات كثيرة .. جامعة كوباني تنهي عامها الدراسي الثاني

كوباني – فتاح عيسى/جهاد نبو – NPA
أيام وتغلق جامعة كوباني أبوابها للعام الدراسي الثاني على التوالي، وسط صعوبات كثيرة تعاني منها إدارة الجامعة وخاصة فيما يتعلق بتأمين الكادر التدريسي للأقسام التي يتم افتتاحها، إضافة إلى أن مبنى الجامعة يعتبر مؤقتاً وضيقاً مقارنة مع عدد الطلاب الملتحقين بالجامعة، والذين يزداد عددهم عاماً بعد عام.
تأسست جامعة كوباني في الـ 30 من أيلول/سبتمبر عام 2017، حيث تم افتتاح كليتين فقط، هما كلية العلوم الأساسية (الفيزياء والكيمياء والرياضيات) وكلية الآداب (قسم اللغة والأدب الكردي).
آلية القبول في الجامعة 
وبين الدكتور كمال بصراوي الرئيس المشارك لجامعة كوباني في حديث لـ “نورث برس” أن السنة الأولى في كلية العلوم الأساسية تعتبر تحضيرية “حيث يتم تأسيس الطالب علمياً ليختار في السنة الثانية القسم الذي يريده”.
وأوضح بصراوي أن الجامعة قبلت الطلاب في السنة الأولى من حملة الشهادة الثانوية لدى الإدارة الذاتية ولدى الحكومة السورية، ودول أخرى بعد خضوع الشهادة للجنة معادلة الشهادات التي كانت تنظر في وثائق الطالب، بهدف استيعاب جميع الطلاب دون مفاضلة ودون تحديد سنة الحصول على الشهادة الثانوية.
وبرر رئيس الجامعة لجؤهم لهذه الآلية في القبول بالظروف التي مرت بها سوريا وحرمان بعض الطلاب من الالتحاق بالجامعات السورية.
  
وبلغ عدد الطلاب المسجلين في الجامعة في السنة الأولى نحو /65/ طالباً، بقي منهم /45/ طالباً فقط، منهم /13/ طالب في كلية الآداب و/32/ طالب في كلية العلوم، حيث بدأ الدوام الرسمي في الجامعة في 10/12/2017.
ووضعت إدارة الجامعة في العام الدراسي الثاني ( (2019-2018  شروطاً جديدة لقبول الطلاب فيها، حيث تم أخذ معدلات الطلاب بعين الاعتبار في اختيار الأقسام والكليات، إضافة إلى إعطاء الأولوية للمقاعد الجامعية للطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية لدى الإدارة الذاتية.
 فيما تم تخصيص المقاعد الإضافية للطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية لدى الحكومة السورية أو الحاصلين على شهادات من خارج سوريا.
وأشار بصراوي إلى أن الجامعة افتتحت في العام الثاني قسم العلوم الطبيعية (البيولوجيا) ضمن كلية العلوم الأساسية، كما أضافت قسم الأدب واللغة العربية لكلية الآداب في مدينة كري سبي/تل أبيض، ولكن تم تأجيل الدراسة في القسم، بناء على طلب إدارة المدارس في كري سبي/تل أبيض، على أن يتم تفعيل القسم خلال العام الدراسي القادم (2020-2019).
وبلغ عدد الطلاب المسجلين في جامعة كوباني في العام الدراسي الثاني (2019-2018) حوالي /180/ طالب وطالبة، بقي منهم /115/ طالباً وطالبة يتابعون تعليمهم في الجامعة، في كليتي العلوم الأساسية والآداب، فيما يبلغ عدد الطلاب الإجمالي للسنتين الأولى والثانية حالياً /160/ طالب.
وأوضح بصراوي أن الجامعة تعمل لافتتاح قسم التحليل الطبي ضمن كلية العلوم الأساسية خلال العام الدراسي القادم، على أن تكون الدراسة فيها لمدة عامين فقط (معهد) وذلك خلال العامين المقبلين، ثم تحويلها لكلية تكون الدراسة فيها أربع سنوات، لتكون أساساً لافتتاح كلية الطب مستقبلاً.
وأضاف بصراوي أن الجامعة تدرس أيضاً افتتاح معهد الأدب واللغة الإنكليزية والأدب واللغة الفرنسية ضمن الجامعة خلال العام القادم، حيث تم تأمين الكادر التدريسي لمعهد اللغة الفرنسية، وتجري المحاولات لتأمين كادر تدريسي لمعهد اللغة الإنكليزية، حيث سيتم افتتاح المعهدين معاً في حال جاهزية الكادر التدريسي.
قلة الأقسام والكوادر التدريسية 
ويعتبر تأمين الكادر التدريسي، الذي يعد السبب الأساسي لقلة الأقسام والكليات في جامعة كوباني أبرز الصعوبات التي تواجه إدارة الجامعة، حيث أن أغلب أصحاب الشهادات العليا هاجروا إلى الدول الأوربية، بعد الأزمة والأحداث التي مرت بها سوريا بشكل عام.
وتعتمد جامعة كوباني على كادر تدريسي من خارج المدينة، من مدن تل أبيض/كري سبي، ورأس العين/سري كانيه، ومنبج والرقة وبلدة صرين، بسبب قلة أصحاب الشهادات العليا والذين هاجر أغلبهم إلى الدول الأوروبية بعد شن تنظيم “الدول الإسلامية” (داعش) الحرب على المدينة في أيلول/سبتمبر2014.
ويبلغ عدد الكادر التدريسي والإداري في الجامعة نحو /22/ محاضراً بينهم ستة من حملة شهادة الدكتوراه، وخمسة محاضرين من حملة شهادة الماجستير، فيما يحمل البقية شهادات الإجازة الجامعية.
 
ونتيجة عدم إتمام الطلاب القادمين من القرى في العام الدراسي الأول لدراستهم الجامعية بسبب صعوبة الحصول على السكن، قامت جامعة كوباني بتأمين سكن جامعي مجاني للطلاب خلال العام الدراسي الحالي /2019-2018/، للطلاب القادمين من ريف المدينة.
صغر حجم البناء 
وتعاني جامعة كوباني من صغر حجم البناء الذي يعتبر مؤقتاً، حيث تم وضع حجر الأساس لبناء جامعة في قرية (مزرعة صوفيان) جنوبي المدينة بـ /10 /كم في شهر نيسان/أـبريل عام 2018، بتكلفة تصل إلى /7/ مليون دولار في المرحلة الأولى، لتستوعب نحو خمسة آلاف طالب، لكنها لم تجهز بعد.
وأكد الرئيس المشارك لجامعة كوباني أن إدارة الجامعة قامت بإجراء إحصاء لعدد الطلاب الذين سيحصلون على الشهادة الثانوية في منطقتي كوباني وتل أبيض، حيث تقدر أعدادهم بين /700-600/ طالب، وذلك بهدف دراسة استيعاب جميع الطلاب خلال العام الدراسي القادم وذلك وفق رغبته ودرجاته في الثانوية.
ويتجه جزء من الطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية لدى الإدارة الذاتية في كوباني/عين العرب إلى جامعة “روج آفا” في إقليم الجزيرة (تقسيم إداري للإدارة الذاتية يضم الحسكة والقامشلي)، لمتابعة تعليمهم في كليات الهندسة وكلية الطب.
نقص المخابر العلمية 
وتعتمد جامعة كوباني على مراجع عالمية وعربية في مناهجها التعليمية، وخاصة في كلية العلوم الأساسية، وتعاني الجامعة من نقص في المخابر للأقسام العلمية، إلا أن المخبر الخاص بقسم الفيزياء أصبح جاهزاً وتم إجراء تسعة تجارب علمية ضمن المخبر خلال العام الدراسي الحالي /2019-2018/، ولكن قسم الكيمياء لا يزال يعاني من قلة الأجهزة والمواد حيث تم إجراء بعض التجارب العلمية.
وتتعاون إدارة الجامعة مع هيئة التربية والتعليم في إقليم الفرات لتأمين فرص العمل للخريجين فور تخرجهم من الجامعة في المدارس وفق اختصاصهم.
بدوره أوضح المحاضر المهندس وليد العلي (اختصاص هندسة الطاقة الميكانيكية) ومدرس لقسم الفيزياء أنهم يعتمدون على منهاج الجامعات الحكومية السورية وبعض المراجع الأجنبية في تعليم الطلاب في الجامعة، مشيراً إلى أن المستوى التعليمي للطلاب كان متدنياً بداية العام الدراسي، ولكن مع نهاية العام الدراسي أصبح وضعهم أفضل بكثير.
وأضاف العلي أن مستوى طلاب السنة الثانية أفضل بكثير في ظل التجاوب الذي يبدونه مع المنهاج رغم انقطاعهم فترة عن التعليم، لافتاً إلى أن مبنى الجامعة يعتبر صغيراً وأن هناك مشكلة في القسم العملي بسبب نقص المخابر والأدوات والأجهزة في الجامعة.
وأكد العلي أنه يلقي محاضرتين للطلاب في الجامعة أسبوعياً بالنسبة لكل عام دراسي (سنة أولى أو ثانية)، في مواضيع متعلقة بالفيزياء العامة، وميكانيك الفيزياء، بالاعتماد على مناهج جامعة حلب، وبعض المراجع الأجنبية.
ويستخدم المحاضرون اللغة اللاتينية في تعليم الطلاب المصطلحات العلمية، إضافة إلى استخدام اللغتين العربية والكردية لشرح المواضيع والمنهاج للطلاب.
آمال الطلبة
من جهته يؤكد الطالب شيرزاد حساني (20 عاماً) طالب سنة أولى والحاصل على الشهادة الثانوية لدى الإدارة الذاتية، أنه درس في جامعة كوباني وفق رغبته في كلية العلوم الأساسية قسم الكيمياء، متمنياً افتتاح كلية الطب وكلية الهندسة بفروعها لفتح المجال أمام تحقيق رغبات الطلاب في الأعوام القادمة.
ويضيف حساني أن المنهاج الدراسي للسنة الأولى يتضمن مجموعة مواد تهدف لإعادة الطالب إلى الجو الدراسي، خاصة أن بعض الطلاب انقطعوا عن التعليم بسبب الأزمة السورية، مشيراً إلى أن جامعة كوباني صغيرة ببنائها لأنها جديدة، ولكن المعلومات التي تصلهم بعدة لغات تشكل حافزاً للطلاب، مطالباً بتأمين المخابر الخاصة بقسم الفيزياء والكيمياء.
ويوضح حساني أن الطلاب عانوا في بداية التحاقهم بالجامعة من صعوبة تلقي واستيعاب المعلومات،  وخاصة أن المستوى العلمي للطلاب تراجع خلال الأعوام الماضية، لكن مع مرور الوقت تطور الجانب التعليمي لدى الطلاب وأصبحوا أكثر استيعاباً للمعلومات التي يلقيها المحاضرون.
بدورها تقول الطالبة أفين شيخو (19 عاماً) القادمة من قرية (سفتك) 10كم غربي كوباني، للدراسة في قسم الكيمياء بالجامعة، إنها كانت ترغب بدراسة كلية الصيدلة أو قسم المخابر، ولكنها اضطرت لدراسة قسم الكيمياء بسبب عدم وجود الاختصاص الذي ترغب فيه بالجامعة، متأملة أن تتابع تعليمها في كلية الصيدلة أو قسم المخابر في حال تم افتتاح مثل هذا القسم مستقبلاً.
وأكدت شيخو أنها تستفيد من السكن الجامعي المجاني والمواصلات المجانية التي سهل عليها الدراسة في الجامعة، مشيرة إلى أن الصعوبات التي واجهتها في الفصل الدراسي الأول، تجاوزتها مع مرور الزمن.
وفيما يتعلق بنظام التقييم في الجامعة أوضحت شيخو أنه نظام يعود بالفائدة على الطلاب، حيث أن نظام الامتحانات الذي يعتمد على امتحان واحد فقط في نهاية العام الدراسي قد يؤثر سلباً على الطالب، بينما نظام التقييم الأسبوعي والتقييم الشفهي والكتابي، يعطي الطلاب حقهم في الحصول على الدرجات وفق مستواهم خلال العام الدراسي الكامل.