اللاذقية- عليسة أحمد – NPA
كما باقي السوريين أهالي محافظة اللاذقية، الواقعة على الساحل السوري، لهم تقاليدهم المعتادة مع العيد الذي ينتظرون قدومه بفارغ الصبر.
تقول أم فيصل (اسم شعبي لسيدة من مدينة اللاذقية) لـ”نورث برس” إن للعيد ثوابت لا تحيد عنها العائلات في اللاذقية من معايدة الأهل والأقارب وتبادل الزيارات “فصلة الرحم هي ما يعطي للعيد رونقه الخاص، حتى الأموات لهم حصتهم من الزيارات”.
زيارة القبور كما يصفها الحاج سعيد الحمدان تقليد موروث درج واعتاد عليه السوريون في أيام العيد بوضع باقات الآس (نوع من الزهور يوضع على المقابر) واستذكار أحبائهم “الذين لهم علينا حق الزيارة كما لو أنهم على قيد الحياة “، فهي العادة الثابتة التي يفتتح بها أهالي اللاذقية أعيادهم.
أما عبد الرحمن بسنواته الستين يرى العيد بوجود أبنائه من حوله فالغائب يعود ليقضي العيد بين أهله أما فرحة أحفاده فتعطي للعيد نكهته الخاصة كما اعتاد الذهاب للقاء أصدقائه والجلوس في منتزه (البطرني) وتبادل التهاني.
“البطراني” ذلك المنتزه الذي يجلس فيه عبدالرحمن مع بعض الأصدقاء، يعتبر مقصداً عائلياً على مدار العام، ويستقبل جميع الناس بكافة طبقاتهم وأطيافهم بشكل يومي، إلا أنه يزدان بضحكات الأطفال وثياب الصبايا الجديدة، خلال العيد.
رونق الطبيعة الجميلة وأشجار المنتزه الخضراء الضخمة التي يفترش ظلالها العائلات يكسر جمود المدينة.
أحمد السيد (مواطن من اللاذقية) يقول “هناك بعض الحلويات قد نتناولها على مدار العام لكن المعمول (حلوة خاصة بالعيد) يكتسب مذاقاً خاصاً خلال فترة العيد” مبيناً أنه لا يشعر بالعيد دون وجودها بين الأطعمة التي تفترش موائد العائلات في اللاذقية ،معتبراً أن بهجة الأعياد تلخصها ضحكة الأطفال وملابسهم وألعابهم التي تصنف كتقليد دائم.
بدورها تستذكر الشابة علياء (14 عاماً) والدتها المتوفية، وكيف كانت تستعد للعيد فتشتري لها الثياب الجديدة، وتصحبها بعد زيارة الأقارب لمدينة الألعاب وأنها لا زالت مواظبة على هذه الطقوس.
الشاب أحمد اليافي (صاحب بسطة خضار في مدينة اللاذقية) يحب أن يمضي العيد بعد زيارة وتهنئة الأقارب على بسطته المتواضعة في سوق الخضار، هذا السوق الذي يعتبر السوق الوحيد الذي لا يغلق أبوابه رغم أن أغلب الأسوق تعطل بعد أيام من التبضع استعداداً لهذه المناسبة، فالجميع يريد أن يعيش العيد وأجواءه ويمضي تلك العطلة بين الأهل والأصدقاء أو ينتهز الفرصة للخروج إلى أحضان الطبيعة.
للأطفال رأيهم الخاص بالعيد فللأرجوحة برأي الطفلتان علا وسمر لذة خاصة كما الثياب الجديدة والحلويات التي “نشتريها من العيدية”.
العيدية التي تعتبر تراثاً سورياً بامتياز، كما عبر عنها والد الفتاتين السيد عبدالقادر، و ترصد لها “ميزانية خاصة ” ومخطط لها مسبقا فالفرحة الكبرى للعيد هي إسعاد قلوب الأطفال.