إدلب – NPA
بدأت القوات الروسية والقوات الحكومية السورية، منذ بداية شهر شباط /فبراير الفائت، باستهداف أحياء المدينة الشرقية بصواريخ شديدة الانفجار والقذائف المدفعية والصاروخية، من معسكرات صوران، الكبارية، قبيبات أبو الهدى ومواقع ثانية.
وفي تصريح خاص لـ نورث برس” من رئيس المجلس المحلي في مدينة خان شيخون عبد المجيد السرماني، أكد أنه “بلغت إحصائية سكان مدينة خان شيخون، ما يقارب /75/ ألف نسمة، وتستضيف ما يقارب /20/ ألف نسمة من نازحي ريف حماة الشمالي ومهجري الغوطة وحمص.”
وأكد السرماني أنه أجريت هذه الإحصائية مع بداية 2019، قبل بدء حملة القصف الشديد على أحياء المدينة في شهر شباط / فبراير، والذي تسبب بحملة نزوح من المدينة، جراء الاستهداف المباشر للأحياء السكنية، والمراكز الحيوية في المدينة والمحال التجارية والسوق الشعبي.
ونوه إلى أن “حملة القصف تسببت بتدمير شركة كهرباء خان شيخون، فرن الروضة، السوق الشعبي، مبنى البلدية، مبنى البريد، /5/ مدارس، روضة أطفال و/4/ مساجد”، كما تسببت بـ”نزوح غالبية سكان المدينة، والذين التجأوا إلى القرى والبلدات المحيطة بهم، على أمل العودة القريبة إلى منازلهم، كما اتجهت عدد من العائلات إلى مخيمات النزوح في الشمال السوري.”
في حين بدأت الحياة بالعودة إلى طبيعتها، عقب قرابة شهر ونصف من القصف المستمر من قبل القوات الحكومية والروس، على أحياء المدينة الصالحة للسكن.
في حين رصدت “نورث برس”، عودة القوات الحكومية وسلاح الجو التابع لها مع سلاح الجو الروسي، في السابع من شهر أيار / مايو الجاري، لاستهداف المدينة بالصواريخ الفراغية والبراميل شديدة الانفجار، ما سبب حركة نزوح ضخمة نحو الشمال السوري، فضلاً عن معاناة المدنيين أثناء نزوحهم.”
كما رصد مراسل “نورث برس حينها”، ترافق النزوح مع قصف جوي روسي وسوري، طال بعض سيارات النازحين، ما أدى لمقتل /3/ مدنيين ونفوق عدد كبير من رؤوس الماشية.
كذلك تابعت قوات الحكومة استهداف الأحياء السكنية براجمات الصواريخ بشكل يومي، لتبلغ حصيلة القذائف الصاروخية والمدفعية على المدينة خلال الحملتين، وفق إحصائيات رسمية زودت بها “نورث برس”، أكثر من /1900/ قذيفة مدفعية وصاروخية، فيما بلغت حصيلة القتلى في المدينة أكثر من /63/ شخصاً.
وأكد السرماني لـ “نورث برس”، فيما يتعلق بحركة النزوح، أن “قلة قليلة من العائلات هي المتبقية في المدينة، لا تتجاوز أعدادهم داخل المدينة /500/ عائلة، في ظل تخوّف من استمرار هذه الحملة، خاصة أنها باتت تستهدف كافة أحياء المدينة.”
وأضاف بأن حركة النزوح باتت شبه معدومة، بسبب انخفاض عدد العوائل داخل المدينة بشكل ملحوظ، بالإضافة لاستهداف الطريق الوحيد للفرار باتجاه الشمال بشكل متكرر، ما سبب تخوفاً لدى المدنيين.
وتشكل خان شيخون الواقعة في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب، نقطة وصل بين شمال حماة وجنوب محافظة إدلب، وتقع على طريق حلب – دمشق الدولي.
ومع بداية الاحتجاجات السورية 2011 وتكثيف القوات الحكومية حملتها العسكرية والأمنية لقمعها، تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على المدينة، وطرد القوات الحكومية منها.
واستهدفت الحكومة السورية والقوات الروسية، المدينة عدة مرات، وتسببت بقتل مئات الأشخاص، من ضمنهم الهجمة التي وقعت في نيسان / أبريل من العام 2017، والتي راح ضحيتها نحو 90 مدني، ومئات المصابين الآخرين وفقاً لمصادر معارضة متقاطعة حينها.
واتهمت المصادر المعارضة ذاتها، القوات الحكومية بتنفيذ الهجوم، الذي أعقبه ضربات من تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة على مطارات ومواقع لقوات الحكومة السورية.