سجن الأحداث.. من حبس وثكنة عسكرية إلى مدرسة للتعليم

حلب – دجلة خليل/مسعود كراد – NPA
تتالت العديد من الفصائل المسلحة في السيطرة على الريف الشمالي لمدينة حلب, ودارت معارك طاحنة بين القوات المسيطرة عليها وأخرى تنازع لفرض قبضتها عليها, وأدت تلك المعارك إلى تدمير شبه كامل للبنى التحتية في تلك المناطق.
حال سجن الأحداث الواقع على بعد /10/ كم عن محافظة حلب, لا يختلف كثيراً عن باقي الأبنية في المنطقة,  فالجدران المتصدعة والأسقف المنهارة والأعمدة المتلاشية للمبنى شاهدة على حجم المعارك والمراحل التي مرت بها المنطقة وتتالت الفصائل عليه.
سجن للأحداث وثكنة عسكرية 
قبل بدء الأزمة السورية 2011، كانت المنطقة تحت سيطرة الحكومة السورية، وكان المبنى عبارة عن سجن للأحداث, قضى فيها الآلاف من الأطفال دون الثامنة عشر مدة عقوبات متفاوتة بحسب الجرائم والجنح التي اقترفوها.
شيدت الحكومة السورية المبنى قبل /20/ عاماً على ارتفاع طابقين وملحقين إضافيين محاط بسور من الاسمنت وأسلاك شائكة يصل ارتفاعها الى /5/ أمتار، وفي كل زاوية برج للمراقبة والحراسة.
بعد سيطرة الفصائل المسلحة على المنطقة 2012, تم تحويل المبنى إلى ثكنة عسكرية وسجن, إلى أن دخلها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في مطلع 2014 ليتحول لمحكمة عسكرية و”شرعية.”
مدرسة للتعليم 
مع سيطرة لواء جبهة الأكراد(أحد فصائل قوات سورية الديمقراطية) على المنطقة 2017, تحول المبنى إلى مدرسة تعليمية تضم مئات الطلاب من بلدات و قرى الشهباء (مناطق ريف حلب الشمالي).
وبعد نزوح أهالي منطقة عفرين إليها إثر سيطرة تركيا والفصائل المعارضة التابعة لها على المدينة في الـ 18من أذار/مارس 2018 , تحول المبنى الى مدرسة تعليمية يضم الآلاف من الطلاب. 
وقامت هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية في عفرين(شمالي حلب) بترميم المبنى ليتم استخدامه كمدرسة لطلاب عفرين النازحين.
أفادت ياسمين نعسان, مديرة المدرسة  لـ “نورث برس” أنهم قاموا بتركيب الأبواب وإغلاق النوافذ بقطع من النايلون وسد الفجوات في الجدران ببعض الأحجار والاسمنت، وجمعوا  عدد من المقاعد الدراسية وأعادوا إصلاحها من المدارس المدمرة الأخرى في المنطقة, مشيرةً إلى أنها “لم تكف  بسبب عدد الطلاب الكبير، فاستعضنا بالحسر لسد الحاجة” حسب قولها.
واستقبلت المدرسة في العام الدراسي الحالي حوالي /1300/ طالب وطالبة من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، مقسمين إلى فوجين, حيث تستقبل المدرسة  طلاب المرحلة الابتدائية البالغ عددهم حوالي /800/ طالب وطالبة من السابعة صباحاً حتى الحادية عشر ظهراً، ثم يبدأ 500// طالب وطالبة من المرحلتين الإعدادية والثانوية حتى الساعة الثالثة ظهراً حسب مديرة المدرسة.
ولا يخفى على الطلبة أن مدرستهم كانت سابقاً سجناً لأطفال في سنهم, قضوا سنوات من ربيع عمرهم فيها.
تيريفا حسن, من طلاب المدرسة تقول: “أفكر في كل مرة أنظر فيها إلى النوافذ والجدران بالأطفال الذين كانوا سجناء هنا” متسائلةً: “كيف كانوا يقضون أوقاتهم هنا وهم بعيدون عن ذويهم؟” 
من جانبها تقول التلميذة آفا كراد، في الصف الثاني: “أتذكر مدرستي في عفرين وأحن إلى معلمتي وأصدقائي في الحي والصف” متمنيةً أن تعود إلى مدرستها في عفرين “كوني أحبها أكثر من مدرسة الأحداث.”